تأملات يومية

آدم الأخير

آدم الأخيرعندما خلق الرب آدم خلقة على صورته ومثاله، ولكن للأسف وقع في فخ إبليس ليصبح هو الرمز بذاته لنسل الخاطيء مع أنه خلق بلا خطية من أجل ذلك مات خارج جنة عدن، فكان لا بد من تدخل المسيح مباشرة ليكون آدم الأخير الذي ينقذ النفوس من براثن الخطية وبين القديم والجديد رسم خيط من الدم وصولا للصليب، وتميز بأن:

1- بآدم الأول دخل الموت إلى العالم، ومن خلال آدم الأخير أعطيت الحياة إلى العالم: "لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون فبالأولى كثيرا نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين" (رومية 15:5). حمل الجميع خطية آدم وأصبحنا تحت غربال الخطية، ونحتاج للمنقذ، فعطية الله التي لا مثيل لها أعطيت لكل من يستفيد من نعمة آدم الأخير. لنتشجع ونقترب منه طالبين الغفران!!!

2- آدم الأول عصي الله، بينما آدم الأخير كان مطيعا للغاية للآب الذي أرسله: "قال لهم يسوع طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" (يوحنا 34:4). المسيح هو معلمنا النموذجي في الطاعة هو يسوع الذي كان مثالا جدّيا للإنسحاق والتواضع، فهل نتعلم كيف نخضع ذواتنا أمام الخالق الذي يريد تغييّر حياتنا نحو الأفضل، الإيمان المسيحي يحتاج الى نكران الذات بإتباع آدم الأخير بالطاعة الحقيقية. لنفكّر جيدا كيف نكون متواضعين!!!

3- آدم دعي "آدم الأول" بينما المسيح دعي "آدم الأخير": "هكذا مكتوب أيضا، صار آدم الإنسان الأول نفسا حية وآدم الأخير روحا محييا" (1كورنثوس 45:15). في البداية نفخ الله بآدم وجعله نفسا حية ولكنه رجع إلى تراب الأرض لأنه ترابي، أما آدم الأخير فهو الذي يحي النفوس المائتة بالخطية هذا لأنه سماوي فيجعلنا أحياء، فالمسيح يخلق الإنسان من جديد بالولادة الثانية لنكون بجبلة غير فاسدة مبينة على بر آدم الأخير. فلنتعزى لأنه أحيانا معه!!! "كما هو الترابي هكذا الترابيون أيضا. وكما هو السماوي أيضا. وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضا صورة السماوي" (1كورنثوس 48:15).