تأملات يومية

إلى ماذا أنت مشتاق؟

إلى ماذا أنت مشتاق؟"كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله" (مزمور 1:42). لكل إنسان له الحرية في حسم خياراته في هذه الحياة، ولكنه سيكون هو المسؤول عن أي خطوة يتخذها فإذا إتجه شمالا أو جنوبا هو فرديا سيتحمل عواقب خياراته، والسؤال المطروح اليوم إلى ماذا أنت مشتاق؟ والى أي خيار تريد أن تذهب؟ فالمرنم يحسم إتجاه إشتياقه لأن يكون:

1- مشتاق لخلّوة حميمة مع المسيح: "عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحيّ. متى أجيء وأتراءى قداّم الله" (مزمور 2:42). من أجمل الأمور في الحياة الروحية أن تشتاق للجلوس بهدوء وسكينة لتتكلم مع رب الأرباب وملك الملوك، حيث هناك تسكب نفسك وتنسحق أمام الخالق لتخبره عن كل خوالج قلبك، ومن أروع الأشياء أن تشتاق إلى السجود منحنيا أمام هيبة الله طالبا التشجيع والقوّة والسماح والغفران، فهذه الخلوة ستجعلك في مكان ثابت داخل الحياة الحقيقية مع المسيح. فهل أنت مشتاق لخلوة حميمة مع الله؟

2- مشتاق للعبادة مع الجماعة: لأنني كنت أمر مع الجماع أتدرّج معهم إلى بيت الله بصوت ترنّم وحمد جمهور معيّد" (مزمور 4:42). هل عندك إشتياق للترنيم من القلب وبصوت يهز أركان قاعة العبادة، هل هناك أجمل من الصلاة للجماعة لكيما ترفعهم أمام مذبح المسيح، وكم هو مدهش عندما تجد الجميع آذانهم وأفكارهم منسجمة مع كلمة الله المطروحة من على منبر الكنيسة التي تعلّم وتوبّخ وتشجّع وتدرّب المؤمن للتقدّم في السير مع الله، فهل أنت حقا مشتاق للعبادة مع الجماعة؟

3- مشتاق للموت مع المسيح: "الحق الحق أقول لكم أن لم تقع حبّة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير" (يوحنا 24:12). إن لم يكن موت لا يوجد قيامة فالموت مع المسيح ضرورة حتمية أولا لنوال الحياة الأبدية ومن ثم لكي نموت عن كل ما لا يحبه المسيح، فعلينا أن نركّع الكبرياء في حياتنا والحسد وعدم المحبة وهناك الكثير من الأمور التي تزعج المسيح وهي موجودة في كل واحد منا، فهل أنت مستعد لأن تموت عن كل ما يكرهه المسيح؟