تأملات يومية

أمامك أسكب نفسي يا الله

أمامك أسكب نفسي يا الله"لماذا أنت منحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيّ. ترجّي الله لأني بعد أحمده خلاص وجهي وإلهي" (مزمور 11:42). داود الذي هو من رجالات الله الأمناء حينما وجد نفسه في حالة بعد وتوهان عن الله، وقف يتأمل حالته بجدّية كبيرة وعلم أنه بحاجة للرجوع لنبع الحياة الفياضة حيث هناك يجد الراحة والتشجيع، فعلّمنا أن نقوم بثلاث خطوات عندما نجد أنفسنا في برّية بعيدة ومن دون ثمار:

1- أسكب نفسي طالبا الصفح: "الذي قدّمه الله كفّارة بالإيمان بدمه لإظهار برّه من أجل الصفّح عن الخطايا السالفة بإمهال الله" (رومية 25:3). عندما تتغلغل الخطية إلى داخل الأعماق فنشعر بالتهاون والتعب الفكري والذهني فينفطر القلب حزنا لأننا بعيدين عن المحبوب وعن المخلص، عندها لا جدوى سوى أن نلتجأ مجددا تحت عباءة المسيح ليعطينا الصفح الكامل، لكي نبدأ بحياة جديدة مليئة بالعنفوان الروحي النابع من أحضان الآب السماوي. فالإنسكاب أمام حضرة المسيح بروح التواضع هو أساس للرجوع الواثق.

2- أسكب نفسي طالبا التدخّل: "كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله" (مزمور 1:42). لولا تدخّل الله المباشر في حياتنا لكنا من البداية أشقى الناس، وإذا كنت اليوم تئن من الألم الروحي ومن انفصالك عن الله، اطلب بلجاجة تدخّله في صميم حياتك لكيما يغيّر من جديد لنكون سفراء على مستوى الملكوت السماوي، فيمين الله تريد أن تدفع بنا من جديد لكيما نكون رجال أمناء حاملين راية المسيح دون خجل، فلنسكب حياتنا أمام الله طالبين التدخّل الجبار.

3- أسكب نفسي طالبا البركة: "إليكم أولا إذ أقام الله فتاه يسوع أرسله يبارككم بردّ كل واحد منكم عن شروره" (أعمال 26:3). الله دوما يريد أن يحركّنا لنكون بركة وسط هذا الكم الكبير من الظلمة النابع من إبليس الذي يود إبعاد العالم عن من أحبهم ومات من أجلهم. فاطلب بقوّة واسجد للصلاة لطلب العون من الله مباشرة من أجل أن تكون بركة وأيضا ليمنحك الرب من روحه دفعا إلى الأمام لكي تستطيع أن تجابه الخطية، فتخرج من نفسك الكئيبة والمنحنية لتكون بطلا في المسيح. فاسكب كل ما لديك أمامه لكيما يمنحك بركته.