تأملات يومية

بين الموت والحياة

بين الموت والحياة"الشعب الجالس في ظلمة أبصر نورا عظيما. والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور" (متى 16:4). إن نتيجة الخطية هي الموت المحتّم لجميع الخطاة، وإن دينونة الله لكل من تمرد على وصاياه هي أمر مقضي ولا هروب منه، وفي الدفة الثانية هناك نور المسيح الذي يشع في حياة الإنسان وفي قلبه بعد التوبة والإيمان إذ ينقلك من الظلمة إلى الحياة فهناك طريقان لا ثالث لهما:

أبدية الجحيم: "... بيننا وبينكم هوّة عظيمة قد أثبتت حتى إن الذين يريدون العبور من ههنا إليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون إلينا" (لوقا 26:16)، هذه الواقعية الكبيرة التي أظهرها الكتاب المقدس في لوقا عن حادثة الرجل الذي ذهب إلى العذاب تظهر مدى جدية ومصداقية كلام المسيح عن الدينونة وعن دفع الثمن، فهذا الرجل الذي كان يتمتع بكل شيء قبل الموت، قد طلب من ابراهيم أن يبل اصبعه بنقطة ماء لينقذه من اللهيب المرعب، الذي يدل على هيبة المكان من ناحية الخوف والعذاب وثبات الدينونة، فاختياره بعدم اتخاذ المسيح كمخلص وغافر جعله يقضي أبديته في الجحيم، فانتبه أن لا تختار هذا المكان!!!

أبدية السماء: "فقال ابراهيم يا ابني اذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا. والان هو يتعزّى وأنت تتعذب" (لوقا 25:16)، وفي الجهة الأخرى هناك رجلا قد عانى الكثير على الأرض ولكنه كان متمسكا برجاء الله في حياته، فعندما انتقل استراح في مكان لا حزن فيه ولا وجع ولا موت بل فيه نور ساطع وبهي، فكان فرحه عظيما ولقائه بالمسيح رائعا، فخياره الذي اتخذه قبل الموت بإيمانه بيسوع المسيح كمخلص جعل من كل آلامه تتهاوى وكل عذاباته الجسدية تختفي تحت أقدام المسيح الذي أحبه وبذل نفسه من أجله، فهل تختار هذا الطريق!!!

صديقي العزيز: إن مواقفك وخياراتك نحو طرح الكتاب المقدس يحدد لك أي أبدية ستنال، فإذا تغاضيت عن تسليم نفسك للمسيح حتما ستكون في مكان تتمنى أن تموت والموت يهرب منك، أما إذا كان خيارك بإتباع المسيح، فحكما نوره سيملىء قلبك لكي تحيا في أبدية السماء. "وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت" (رؤيا 4:21).