تأملات يومية

وتكلّم الله

وتكلّم اللهكي يتمكن الإنسان من معرفة الله معرفة حقيقية يحتاج لإعلان من فوق وذلك بسبب فساده الكلّي وعماوته الروحية لهذا بادر الله وتكلم لكل فرد منا عبر عدة طرق منها:

تكلم الله عبر الخليقة: "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه" (مزمور 1:19)، اذا نظرت إلى كل ما حولك بنظرة واقعية وصادقة من البحر الواسع إلى الجبال الشاهقة

 المكللة بالثلوج إلى أصناف الحيوانات الكبيرة والصغيرة والنباتات ومن ثم إذا نظرت لنفسك ولداخلك ولتكوينك ستعرف أنه ما وراء كل تلك الأشياء يوجد مهندس فطن صنع كل شيء، نعم الله تكلم من خلال خلائقه فأوجد كل شيء بكلمة من فهمه، هو الذي حمل كل الأشياء بكلمة قدرته وكان نور للناس، هل عرفته؟ هو الله الآب والابن والروح القدس.

تكلم الله عبر الضمير: "الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم شاهدا أيضا ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة" (رومية 15:2). في داخل كل إنسان يوجد ضمير والله نفسه تكلم للجميع من خلاله وأعلمنا بأننا خطاة متمردين نحتاج لمن يرفعنا، فالروح القدس هو الذي يحرك الضمير لكي يأتي بالإنسان إلى التوبة وللرجوع للخالق، نعم الله نفسه تكلم إلى افكارنا وعقولنا وضمائرنا لكي يكون كل ما في داخلنا مكشوف وعريان أمامه، هو تكلم فهزّ كل شيء وفتح الأبواب المغلقة هو تكلم فحطم قلوبنا الحجرية وجعل هذا الضمير أن يكون صاحيا بإتجاهه.

تكلم الله عبر المسيح: "الله بعد ما كلّم الأباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به أيضا عمل العالمين" (عبرانيين 1:1): والأسمى من كل هذا أن الله بعدما تكلم بالخليقة ومن ثم تكلم بالضمير جاء الموضوع الأسمى والأعلى فتكلم الله مباشرة من خلال ربنا وفادينا يسوع المسيح الذي تواضع وتخلى عن كل شيء لكي يعطينا كل شيء، نعم الله تكلم بإبنه فجعله ذبيحة بعد أن سحق على صليب الجلجثة، كان هذا صعبا ولكنه حقيقة أن المسيح مات ومن ثم قام لكي يبررنا ويخلصنا فما أعظم ما تكلمت به يا سيدي وما أرهب ما قدمت لنا إذ تكلمت وفعلت، فكلامك هو الحق الثابت الذي منه يتدفق بحر من الغفران والسلام والمحبة، أنت عظيم جدا حينما تتكلم يا إلهي.