تأملات يومية

على رحمتك توكّلت

على رحمتك توكّلت"أما أنا فعلى رحمتك توكّلت.يبتهج قلبي بخلاصك. أغني للرب لأنه أحسن إلي" (مزمور 5:15). لقد انتجت رحمة الله الواسعة عبر كل الحقبات مزيج من النعمة والمحبة معا، فجعلت الفرصة لخلاص الإنسان الخاطىء والفاجر الذي يستحق الدينونة متاحة عبر يسوع المسيح وهناك الكثير من الأمثلة التي قدمها لنا الكتاب المقدس حول هذا الموضوع المهم ومنهم:

اللص على الصليب: "ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. فقال يسوع الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 42:23)، الجميع يعلم ما هي مواصفات اللص فكل الخطايا ملتصقة به، وهو لا يخجل من شيء الكل مباح ومسموح عنده، ولكنه في نهاية أيامه وهو على الصليب علم أن الذي بقربه هو مخلص حقيقي ويستطيع أن يغفر كل ما فعل إن هو جاء تائبا ومؤمنا بالمسيح، فوضع كل أحماله عليه وطلب السماح، وهنا ظهرت رحمة الله التي تقطر محبة وغفران فوعده بعد أن تاب وآمن بأنه سيكون معه في الفردوس فما أعظم هذه الرحمة.

مجنون كورة الجدريين: "وجاءوا إلى يسوع فنظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون جالسا ولابسا وعاقلا. فخافوا" (مرقس 15:5)، وهنا نقرأ عن حالة مغايرة، مجنون يسكنه شياطين والجميع يخافون منه ويهربون عندما يسمعون بصوته، هو كرّه نفسه من شدة اليأس وفي هذه الحالة المستعصية على الجميع جاء من يستطيع أن يغيّر وجاء من يستطيع أن يعطي الأمل من جديد صاحب الرحمة المميزة هو يسوع نفسه وقف وطرد الشياطين فأصبح المجنون جالسا ولابسا وعاقلا، فما أجمل هذه الرحمة الرائعة.

شاول الطرسوسي: "فقال وهو مرتعد ومتحيّر يا رب ماذا تريد أن أفعل" (أعمال الرسل 6:7): هو شاول الذي لحق بتلاميذ المسيح من أجل أن يقتلهم وكان الأول في اضطهاد الكنسية بدون منازع، وهو على الطريق ذاهبا وقلبه مليء بالحقد على الذين آمنوا بالمسيح وهو مسرعا أوقفه المسيح بقوّة كبيرة وقال له "... شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من أنت يا سيد. فقال الرب أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس" (أعمال الرسل 4: 9)، وفي هذه اللحظة تدخلت رحمة الله في شاول لتجعله بولس الرسول الذي أصبح منفردا إرسالية تبشيرية للعالم فكان مقدام شيعة الناصريين، ما أغرب وما أروع هذه الرحمة المليئة بالنعمة والمحبة.

صديقي القارىء: هل فكرّت جيدا بالموضوع، إن رحمة المسيح تستطيع أن تغّيرك مهما كانت حالتك تعال إليه فهو فاتحا ذراعيه لكي يمنحك خلاصا لا مثيل له.