تأملات يومية

بين آدم والمسيح

كتب بواسطة كريم.

بين آدم والمسيح"الإنسان الأول من الأرض ترابي. الإنسان الثاني الربّ من السماء" (1 كورنثوس 47:15). هناك تشابه وتباين بين آدم والمسيح فآدم الأول أدخل إلى العالم بطريقة خاصة جدا ومميزة حيرت العالم بأسره وكذلك المسيح، إذ يقول عنه الكتاب المقدس "فأجاب الملاك وقال لها. الروح القدس يحلّ عليك وقوّة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لوقا 3:1). ولكن التباين كبير جدا من ناحية الموت والحياة،

فبآدم دخل الموت إلى العالم فأصبح الجميع  تحت وطأة الخطية الضاغطة على القلوب والأفكار فغرق الإنسان وانحدر نحو الموت نتيجة للعصيان والتمرد، "من أجل ذلك كإنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رومية 12:5)، أما بالمسيح أعطيت الحياة إلى العالم إذ نقل الخاطىء الذي غفرت خطاياه من خلال ذبيحة المسيح من الموت إلى الحياة ومن الظلمة إلى النور، فهكذا انهمرت مياه الحياة بعمقها وروعتها في قلوبنا المائتة حيث أحيتها من جديد "ولكن ليس كالخطية هكذا أيضا الهبة. لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون فبالأولى كثيرا نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين" (رومية 15:5).

ومن أهم التباين الواضح  بين الإثنين هو أن آدم بعد أن سمع صوت الحية القديمة وخضع لها أذل نفسه في قفص الإتهام أمام الله فأصبح متمردا عاصيا وهاربا من الحق الإلهي، بينما يسوع قدم نفسه  شخصا متواضعا فهو الذي أخذ دور النجار ومن ثم النبي وأيضا الرسول اذا كان طائعا للغاية للآب الذي أرسله "قال لهم يسوع طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" (يوحنا 34:4). وأيضا هو الله المتجسد في هيئة بشر.

آدم تزوج من حواء وأما المسيح فكانت عروسه الكنيسة حيث بذل نفسه من أجلها، "لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب" (أفسس 27:5). لنأخذ المسيح كمثال لنا وكنموذج نتبع خطاه، ونتعلم كيف ننظر إلى العلاء حيث هو جالس عن يمين العظمة يشفع فينا.