Skip to main content

إصحاح 5، آية 8

8-"أحلفكن يا بنات أورشليم ان وجدتن حبيبي ان تخبرنه بأني مريضة حبا".

هنا نرى العروس تحولت عن الحرس الطائف في المدينة وعن حفظة الأسوار الذين لم يظهروا لها أي عطف بل بالحري عاملوها بكل قسوة. لقد تحولت عنهم إلى بنات أورشليم راجية عطفهن عليها ومعونتهن لها. والرب تبارك اسمه عندما يرى حنين قلوبنا إليه وإلى الشركة معه يهيئ وسائل ووسائط النعمة التي تعيننا على الوصول إلى بغية قلوبنا _ إليه هو دون سواه "أحلفكن يا بنات أورشليم ان وجدتن حبيبي ان تخبرنه بأني مريضة حبا" لقد وصلت العروس إلى الحالة التي صارت فيها مهيأة تماما إلى رد النفس الكامل، فلم يبق أثر للاكتفاء بذاتها وبحالتها، وصارت لا تستطيع ان تجد راحة بدون حبيبها. لقد صار هو أثمن شيء لها بل صار هو كل شيء لها "أني مريضة حبا" فكل شيء سواه يعجز عن إشباع قلبها.

* * *

"ان وجدتن حبيبي ان تخبرنه أني مريضة حبا" لقد نسيت نفسها ونسيت جراحها التي جرحها بها الحرس الطائف في المدينة، فلا تطلب من بنات أورشليم ان يخبرن حبيبها بما قاسته لأجله من جراح وآلام، بل ان يخبرنه بأنها "مريضة حبا" وما أجمل هذا النوع من المرض. أنه دليل صحة الحياة الروحية، وخير لنا ان نكون مرضى حبا للمسيح من ان نكون أصحاء في محبة العالم، فان المريض حبا للمسيح يتمتع بالحياة الروحية بمعناها الصحيح في محبة العالم أو المال تؤدي بهم محبتهم هذه إلى الموت، "وأما الذين يريدون ان يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ شهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب والهلاك. لان محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة"(1تي6: 9و10).

وهل هو كثير ان تحصرنا محبة المسيح فتسمو محبتنا له إلى الحد الذي فيه يكون لسان حال المؤمن "أني مريض حبا"؟ ألم يحبنا الرب محبة تسمو فوق هذا الحد إذ أحبنا حتى الموت؟ "بهذا قد عرفنا المحبة ان ذاك وضع نفسه لأجلنا"(1يو3: 16).

ليتنا ننمو في معرفة قيمة الشركة التي تزيد القلب تعلقا به ومحبة له وتجعل شهادتنا لسيدنا الغائب عنا شهادة حية وجذابة للآخرين.

* * *

  • عدد الزيارات: 4016