Skip to main content

الفَصل الرَّابِع أناجيل العَهد القَديم المُتَشابِهَة النَّظرَة - دُرُوسٌ فَريدَةٌ من سِفرِ عَزرا

الصفحة 4 من 5: دُرُوسٌ فَريدَةٌ من سِفرِ عَزرا

دُرُوسٌ فَريدَةٌ من سِفرِ عَزرا

رغمَ أن سِفرَي عزرا ونحميا مُتشابهان جداً، ولكن تبقى لكُلِّ واحدٍ منهما خصائصَهُ المُمَيِّزة. لهذا أودُّ أن أدرُسَ كُلَّ سفرٍ على حِدَة، مُبتَدِئاً معَ سِفرِ عَزرا.

إذ ننظرُ إلى سفر عزرا، أودُّ أن أُركِّزَ على الرجُل عزرا. وينبغي تصنيف عزرا كواحدٍ من القادة العُظَماء أمثال موسى، صموئيل، وداود. لقد كانت خدمةُ عزرا إحداثُ نهضةٍ وإهتمامٍ بكلمةِ الله.

نقرأُ في عزرا 7: 10 "لأن عزرا هيَّأَ قَلبَهُ لطلبِ شريعةِ الربِّ والعَمَلِ بها ولِيُعلِّمَ إسرائيل فريضةً وقَضاءً." إن هذا العدد يُلخِّصُ حياةَ عزرا، وكأنَّها مقسومةٌ إلى ثلاثةِ مراحِل. فالثُلثُ الأول من حياةِ عزرا هو مرحلة الإعداد للثُّلثَينِ الباقِيَين. لقد طلبَ عزرا معرفةَ كلمةِ الله من كُلِّ قلبه، ودرسَها بإجتهاد. الثلثُ الثاني من حياةِ عزرا كرَّسَهُ لكي يحيا ويعيش كلمةَ الله. أما في الثُلث الأخير من حياةِ عزرا، فلقد كرَّسَ هذا الثُّلثَ الأخير من حياتِهِ لتعليم كلمة الله، ولإرشادِ الآخرينَ للسُّلُوكِ في طُرُقِ الرَّبّ.

إن هذه طريقةٌ جميلةٌ لتقسيمِ حياتِنا. وأنا أعتقدُ أن أحدَ مشاكِلنا مع التعليم اليوم هو أن المُعلِّمين يُحضِّرونَ ويُعلِّمون جيِّداً، ولكنهم يُعلِّمون نظريات فقط، ولا يسعُهُم أن ينهَلوا من خزَّانِ إختبارِهم الشخصي. إن المُعلِّمَ الأفضل هو ذاكَ الذي قضَى الثُلثَ الثاني من حياتِه يُمارِسُ ما تعلَّمَهُ في الثُلثِ الأول من حياتِه. وبعد الخُبرة، يُمكِن أن يُشكِّلَ الثُلثُ الأخيرُ من حياتِه مَرحلةً نافعةً للتعليم.

عندما تنظرُ إلى مُساهمة عزرا في عمل الله، يُمكِنُكَ أن ترى لماذا صنَّفنا عزرا على مصافِ داود، وصموئيل، وموسى. فكما سبقَ وذكرتُ في حلقتِنا السابقة، يُعتَبَرُ عزرا كاتب أسفار أخبار الأيام وعزرا ونحميا. وعزرا هو أيضاً كاتبُ أطول إصحاحٍ في الكتاب المقدَّس، المزمور 119، الذي يحتوي على 176 عدداً. وهذا الإصحاحُ هو أطولُ من الكثير من الأسفار القصيرة في الكتاب المقدس. وكُلُّ عدد من أعداده ال176، باستثناءِ عددين، يتكلمون عن كلمةِ الله. وهذا يُرينا كم كان عزرا مُنشغِلاً في كلمةِ الله.

يعتقدُ الكثيرون بحسبِ التقليد أنهُ بينما كان عزرا في السبي غيرَ قادرٍ على أن يُتمِّمَ خِدمَتَهُ كَكَاهِنٍ، قامَ بتأسيس المجمع اليهودي، الذي يُشَكِّلُ مُرادِفاً قديماً لما نُسمِّيهِ في لُغتِنا الكنسيَّة الحديثَة بمَدرَسَةِ الأحد. ويعتقدُ الباحِثون الكِتابيون أن عزرا لعبَ دوراً رِيادياً في تنظيمِ العهد القديم ليصلِ للشكلِ الذي هو عليهِ اليوم. وبالإضافةِ إلى هذه المُساهمات، قادَ عزرا الحملةَ الثانية للرجوعِ من السبي البابلي. وعزرا هو الذي أحيا خدمة التعليم في الهيكل، الذي أُعيدَ بناؤُهُ قُبيلَ رُجوعِ عزرا. ولقد أحضر عزرا مَعَهُ فريقَ عملٍ من الكهنة والكتبة الذين ساعدوا عزرا في تعليم كلمةِ الله بعد الرجوع.

مَبَادِئ ونماذِج لعَمَلِ الله
الصفحة
  • عدد الزيارات: 12503