تأملات يومية

ها أنا معك

ها أنا معكما أحوج يعقوب لمثل هذا الوعد. وما أحوجنا كذلك لهذا الوعد "وها أنا معك" الذي يكشف عما هو مذخر لنا في قلب إلهنا من محبة وعطف وحنان.

لقد ترك يعقوب بيت ابيه وحضن أمه، ولكن كان في هذا الوعد كل التعويض ليبدد خوفه ويبدله بسلام الله الذي يفوق كل عقل. إنها رسالة مباشرة لكل واحد فينا.

قد تخطر في قلبك أفكار تفزعك لكن لا تخف لأني "ها أنا معك" وان كنت قد حرمت من عطف الأم أو إن كنت قد تركت بيت أبيك وإن كان قد تخلى عنك أوفى الأصقاء وإن كنت سائرا في طريق موحش فالمسيح يقول لك "ها أنا معك".

ثق إن الرب قريب منك يسمع أنّات قلبك ويعلم احتياجاتك من قبل أن تسأل. إنه يشعر بكل ما تشعر به. ويتألم مما تتألم به... إنه بجانبك على فراش مرضك يسمع صلاتك يحفظ دموعك في زقه، فلا تخف وسيقودك من وجه الضيق إلى رحب لا حصر فيه.

"لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك أنت لي" (أشعياء 43- 1)