تأملات يومية

الحاجة القصوى لكفاّرة المسيح

الحاجة القصوى لكفاّرة المسيحللكفّارة أهمية كبرى في خطّة الخلاص، والذي يبحث بشغف حقيقي عن الله ويريد أن تغفر خطاياه، عليه أن يحتمي تحت عباءة كفّارة المسيح التي هي مطلبا ملحّا للجميع لأن الخطية هي:

1- عالمية وشمولية: إن العهدين القديم والجديد يجمعان على "أنه ليس من يعمل صلاحا، ليس ولا واحد" (مزمور 3:14) و "اذ الجميع أخطأوا، وأعوزهم مجد الله" (رومية 23:3). هذه الحقيقة تشمل كلّ البشر بما فيهم الأنبياء، وقادة الكنيسة عبر التاريخ وكل المؤمنين، وكل الأشرار، ولأن الخطية هي عالمية وشمولية ولا يستطيع أحد أن يهرب منها، على كل إنسان أن يلتجأ إلى كفارة المسيح التي تدفع دين الخطية أمام قداسة الله، لينال الغفران الكامل عبر دم المسيح، فهل تقبل لتحتمي!!!

2- خطيرة وجدّية: يميل معظم الخطاة للتقلّيل من خطورة الخطية وجديّتها، ونسمع بعض التصنيفات لها مثل "خطية بيضاء وخطية سوداء" أما الأمر فليس كذلك عن الله القدوس الذّي دان الخطية على كلّ أنواعها، واعتبرها "خاطئة جدا" وحين صلّى حبقوق قال "عيناك أطهر من أن تنظرا الشرّ، ولا تستطيع النظر إلى الجور" (حبقوق 13:1). فلأن الخطية خطيرة وجديّة فهي تفصل بين الله والبشر "بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع" (اشعياء 2:59) و (مزمور 29:15). لهذا فالحاجة قصوى وكبيرة لكفّارة المسيح التي تمحو الخطايا وتجعل من الإنسان شخصا جديدا بالمسيح يسوع، فهل تسرع لتلتجأ!!!

3- صعبة المعالجة: لماذا يعجز الإنسان عن معالجة مشكلة الخطية؟ السبب الجوهري لعجز الإنسان هو أن الخطية تسود عليه وهو عبد لها "أجابهم يسوع الحق الحق أقول لكم أن كلّ من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يوحنا 34:8). والعبد بحاجة لمن يحرره، ومهما حاول الخطاة التستير عن خطاياهم فهم عاجزين عن ذلك إذ "كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا" (عبرانيين 13:4). لهذا فنحن بحاجة ضرورية لكفارة المسيح لكي تستر عيوبنا وخطايانا أمام الله الآب، وهذا عبر المصالح والشفيع يسوع، فهل تتشجع وتقترب!!!