تأملات يومية

خطية رابضة عند باب القلب

خطية رابضة عند باب القلب"إن أحسنت أفلا رفع. وإن لم تحسن فعند الباب خطيّة رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها" (تكوين 7:4). هي الخطية التي حطمت الكبير قبل الصغير، هي الخطية التي دمرت أعظم الناس وجعلتهم حثالة لا من يسأل عنهم، هي الخطية التي غيرت معالم دول، وانزلت الكثير من عروشهم، وهي الخطية أيضا التي أبعدت الناس عن المخلص الحقيقي، لهذا الكتاب المقدس وصفها بأنها:

1- خطية بمخالب ناعمة: "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رومية 12:5). المهمة دقيقة وتتطلّب دهاء كبير، ونجحت الخطية وأوقعت حواء ومن ثم آدم ومنه إلينا جميعا، هي رابضة عند باب القلب تتسلل بهدوء وبنعومة كبيرة لكي تحرك وتدغدغ مشاعرنا لنستسلم لها، فتحطم كل ما بنيناه دون أن ندري إلى أن نفتح عيوننا ونكتشف أننا كسرنا كل شيء، فلنقبل تحذير الكتاب المقدس قبل السقوط، وحيث لن ينفع الندم ولنهرب بقوّة إلى ذراع المسيح حيث هناك الهدوء الحقيقي والكامل.

2- خطية كالطير الجارح: "لا يمل قلبك إلى طرقها ولا تشرد في مسالكها. لأنها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء" (أمثال 7: 25). هي أحيانا تهجم كالطير الجارح على الفريسة لكي تتمسك جيدا وتبدأ بالنهش شمالا ويمينا حتى يعلن الإنسان سقوطه الكامل في فخها، فمخالبها قويّة جدا وتحتاج إلى تحدي كبير للتصدي لها، ولن نجده سوى تحت مظلة الله القدير الذي يدافع عنا، لهذا فنحذر من هذا الطائر الجارح.

3- خطية من وراء الكواليس: "لأن الخطية وهي متخّذة فرصة بالوصيّة خدعتني بها وقتلتني" (رومية 11:7). في الخفاء ومن وراء الكواليس ودون أن ندري هي موجودة دائما لتحرك الفكر إلى التعدي والتمرد على وصايا الله المحب، وسط الظلام ودون أن نراها، هي موجودة لكي توهمنا بأننا أقوياء وأشداء بدون المسيح، ولكن في النهاية نكتشف أننا لا شيء بدون الرب يسوع وبأننا ضعفاء وكما قال داود "دودة أنا لا إنسان" فلنتنبّه من الخطية التي تأتي وسط الظلام الكبير "لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت" (رومية 2:8).