تأملات يومية

بين النعمة والأعمال

بين النعمة والأعمال"لأنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد" (أفسس 2: 8و9). هل للأعمال دور في تكميل خلاصنا؟ وإن أخفقنا في القيام بأعمال صالحة كافية، فهل نخسر خلاصنا؟ هذه الأسئلة حيّرت الكثيرين والكتاب المقدس يقدم الجواب الشافي على هذ الطرح المهم:

1- المسيح هو المخلّص وليس الأعمال: "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (أعمال 43:20)، فالذي يبرر ويخلص الإنسان من الهلاك الحتمي نتيجة الخطية هو المسيح نفسه، لأنه هو كان الفدية الحقيقية أمام قداسة الله وعدالته، فنعمة المسيح هي التي تظلل بعبائتها على تمردنا لتجعل منا أشخاص مخلّصين طائعين نحيا للمسيح شاكرينه على غفرانه الثابت الذي أنجزه عبر الصليب وليس بمجهودنا الشخصي، فيسوع هو المخلص وليس الأعمال.

2- المسيح هو حافظ إيماننا وضامنه وليست جهودنا أو أعمالنا الصّالحة: "خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد. ولا يخطفها أحد من يدي" (يوحنا 27:10). إن الضمان الأبدي لكل إنسان آمن بالمسيح عبر التوبة والإيمان هو يسوع نفسه، فالأعمال لا تستطيع أن تثبت الخلاص، وأيضا لا تستطيع أن تبرر أحد أمام الله، فالمسيح هو الذي يحفظ ويرسّخ ويضمن، لأن الكل له وهو صاحب الحق بالدينونة وبإنتشال الخطاة لكي يبررهم، لهذا فيسوع هو محط آمال الجميع.

3- المسيح قادر على أن يقدّم للخطاة خلاصا كاملا لا داعي لهم ليكمّلوه بأعمالهم: "فمن ثم يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدّمون به إلى الله،إذ هو حيّ في كلّ حين ليشفع فيهم" (عبرانيين 25:7). إن شفاعة المسيح قادرة أن توصل الإنسان إلى محضر الله، وصليب الجلجثة هو الشاهد الأعظم والأعمق عن مدى مصداقية هذا الطرح، وقيامة الرب يسوع من الأموات هي الحدث الأعظم التي رسخت هذا المفهوم الكتابي، بأن يسوع المسيح حصريا ومنفردا له الحق بأن يعطي الخطاة خلاصا كاملا لا داعي بأن يكملّوه بأعمالهم.

صديقي العزيز: إن خلاص الإنسان ودخوله إلى السماء مربوط مباشرة بالإيمان والنعمة، أما الأعمال فهي دعوة لكل مؤمن بالمسيح أن يمجد الله في حياته من خلال أعماله الصالحة لكي تعكس ذلك الإيمان الجدي، فالنعمة تخلص والأعمال تشهد.