تأملات يومية

مستّر عنه الوجوه

مستّر عنه الوجوه"محتقر ومخذول من الناس، رجل اوجاع ومختبر الحزن، وكمستر عنه وجوهنا، محتقر فلم نعتدّ به" (أشعياء 3:53 ). هل تأملت هذا المشهد الرهيب، رئيس الحياة معلقا بين الأرض والسماء على خشبة العار، والكتاب يقول ملعون كل من علق على خشبة، أما هو فوجه نظره نحو الجلجثة لكي يتمم ما قد جاء من أجله، لهذا:

1-هو حمل أحزاننا: "لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملّها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا" (أشعياء 4 :53). كان العقاب معدّ لكل واحد فينا، ولكن محبته الشديدة جعلته يتألم من أجلنا فتحمل الإهانات فقد سخر منه الجميع وكأنه مجرم ذاهب للعقاب، هل تخيلت يوما أن يعلق البار والقدوس من أجل أن يمنحك العغران والخلاص، هو حمل كل شيء، فهل تنسحق أمامه؟

2-هو سحق لأجلنا: "وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا" (أشعياء 5 :53). سالت دمائه ، وكانت هذه الدماء سبب خلاص لكثيرين، فكلمة الله تقول بدون سفك دم لا تحصل مغفرة، نعم دماءه بلا عيب وبلا دنس، فلقد سحق من الجميع، فصراخ مسلمّيه كان يرّن في الأجواء "اصلبه اصلبه دمه علينا وعلى أولادنا" والرد كان عليهم مباشرة، "اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون ما يفعلون"، ما أدهش هذه المحبة المعبرة، وما أعمقها، فهل تتواضع وتأتي إليه؟

3- هو ظلم لأجلنا: "ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه" (أشعياء 7 : 53). ما أصعب أن يذنّب البريء، فالمسيح شابهنا في كل شيء ما عدى الخطية، هو بلا لوم ومع ذلك ذهب إلى الصليب كنعجة وديعة لم يتكلم بشيء، وفي نهاية المطاف، نكس الرأس وأسلم الروح، ولكنه وفي اليوم الثالث قام ظافرا ومنتصرا على أعظم عدو وهو الموت، لكي يقدم لكل من يأتي إليه غفران الخطايا، فهل تريد أن تنال الحياة الأبدية؟