تأملات يومية

لمسات دافئة

لمسات دافئة"اردد هذا في قلبي من أجل ذلك أرجو" (مراثي ارميا 21:3) . في الكنيسة التي كان يخدم بها الواعظ سبيرجن جعل حديث ومناقشة عن موضوع كيف الله المحب يبغض عيسو أجاب الواعظ بهدوء وحكمة أنا عندي استهجان في مسألة كيف أحب الله يعقوب، هذا يعني أن الله يحبنا رغم كل مساوءنا فقد قدم الكثير من أجلنا ولمساته الدافئة دوما تحيط بنا ومنها:

إنه من إحسانات الرب أننا لم نفن: تدرّب إرميا روحيا على علاقة متينة قوية وجديّة مع الله وعلم جيدا أن الله المحب والطويل الأناة والصبور له الحق بأن يفني شعبه بسبب التمرد والبعد والإنحطاط الروحي. ولكن رغم هذا الجو وفي وسط إنتظار التأديب من الله، شعر ارميا داخليا أن وسط الخطية والحزن والبعد هناك لمسات دافئة مستعدة أن تعزي وأن تغفر وأن تشجع حتى وصل ارميا إلى قناعة روحية راسخة فشكر الرب من قلبه.

لأن مراحمه لا تزول هي جديدة في كل صباح: ما أعظم هذه الرحمة التي نشعر بها كل يوم وكما قال المرنم "إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي واسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام" ما أبهج اهتمام المسيح بكل شخصية منا فهو يهتم بكل التفاصيل، فكل يوم جديد نفتح أعيننا لنرى مائدة شهية من المراحم الجديدة التي لا تجعل المؤمن يمل فهي لذيذة ومغرية وطازجة فتجعلنا ننبض إلى الخارج بحياة التوبة عندما نخطىء وبالطاعة عندما نسلك فما أجمل هذه اللمسات الدافئة لقلوبنا.

طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه: لنطلب حضور الرب في كل تحركاتنا اليومية، فالمسيح هو إله امانة لا جور فيه صدّيق وعادل هو، ومستعد دوما أن يقدم ويلمس هذا الجسد والروح فيعطي الركاب المخلّعة قوّة من جديد، والقلب البائس دفعا لكي يرتفع فلنتعلم كيف نترجى الله وكيف ننسكب بتواضع أمامه لكيما نجد عونا في حينه، ولنجعل كل قوّة احتمالنا الجسدية والفكرية هي ملك للذي سامحنا، فلم تزل لمساته الطيبة تروي الكثيرين فتعال واستفد منها. "جيد أن ينتظر الإنسان ويتوقّع بسكوت خلاص الرب" (مراثي إرميا 26:3).