تأملات يومية

أمانة يوسف

أمانة يوسف"أرسل أمامهم رجلا. بيع يوسف عبدا" (مزمور 17:105). إن الحسد والغيرة والحقد تتفشى في الناس حتى بين الأخوة. حسد يوسف من قبل إخوته لأن يعقوب أباهم أحبه أكثر من سائر بنيه.

فانه وهو ابن شيخوخته، ميزه عنهم قليلا، وحن عليه لأن أمه راحيل ماتت باكرا، بعد أن ولدت له أخا سمي بنيامين. وهذا الحسد ازداد بعد أن قصّ يوسف على إخوته حلميه اللذين تفسيرهما أنه يتسلط ويكون هو المتقدم بينهم. عندها تأمروا عليه وطرحوه في البئر وذهب كل منهم إلى ناحية ليرعى قطيعه.

واذ رأوا قافلة من قوافل الإسماعيليين مقبلة من شرقي الأردن، باعوه لهم بعشرين من الفضة، فكان الحدث الرهيب يوسف في مصر العظيمة.

وهناك وفي مصر اتّهم يوسف ظلما ودخل السجن، ولكن الله لم يتركه أبدا وهو أيضا لم يترك الله الذي أحبه كثيرا. فأمانته للخالق تجوهرت وسط الأزمات، وحدث ظرفا قد أعده الله لكي يشير يوسف بمشورة حكيمة لفرعون بعد أن فسّر له الحلم، فنصبه فرعون سيدا وأركبه في مركبته الثانية، وكان نائبه على كل أراضي مصر الواسعة، فشهد له فرعون أن فيه روح الله.

فإن الله الذي سكن في قلب يوسف هو الذي أعطاه الغلبة على كل التجارب الصعبة والمتنوعة التي تعرض لها. فرغم كل ما سمح الله من تجارب وشدائد ومحن قاسية لكي يدربه لتحمّل المسؤوليات الجسام التي بها ينقذ شعبه وأمته بقي يوسف ذلك الرجل الأمين الذي يعبد الرب بكل نقاوة قلب .

هو رجل أرسله الله أمام شعبه فكان أمينا ثابتا لم يركع للخطية المغرية، ولم يشهد للزور أبدا بل كانت أمانته تزداد يوميا وإلتصاقه بالرب يظهر دوما في كل تفاصيل حياته، هو رجلا يقف في الثغر عندما يحتاج الرب إلى رجلا أمينا لكي يتمم مشيئة الله، فهذه الأمانة الرائعة تعملنا الكثير في حياتنا الروحية لكي نحيا للرب دوما مهما كانت الظروف صعبة، فلنتمسك بالمسيح ونجعله هو المتربع على عرش حياتنا لنكون أمناء وجدييّن كما كان يوسف.