تأملات يومية

في ملء الزمان جاء

كتب بواسطة كريم.

في ملء الزمان جاء

في خضم هيمنة الإمبراطورية الرومانية ووسط انتشار الحكمة اليونانية، ورهبة تمدد الخطية في القلوب المتحيرة وسيطرة إبليس على عقول الكثيرين، وفي وقت كان الشعب تائها ومتناسيا

مصداقية النبوات التي تخص المسيا المنتظر، في تلك اللحظات المظلمة أشرق نورا عظيما، ولد عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا. "ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امراة مولودا تحت الناموس. ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني" غلاطية 4: 4-5

ولادة المخلص في الجسد غيّرت كل المعايير، عروش الملوك اهتزت من رهبة الحدث حتى جعلت الملك هيرودس يقتل كل أطفال بيت لحم من أجل التخلص من المسيح ولكنه فشل في تحقيق حلمه "فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه المجوس" متى 16:2.

 الأنبياء هللت وفرحت لولادة المسيا إذ تم ما قيل من خلال النبوات، سمعان الشيخ أعلن حضور الله البهي حين حمل يسوع الطفل ببهجة وفرح "أخذه بين ذراعيه وبارك الله وقال الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب" لوقا 2: 28-31..  وحين كان المسيح في المذود الحقير هزّ أركان مملكة إبليس لأن مبادرة الله الخلاصية قد أبصرت النور ودخلت التاريخ من بابها الواسع من خلال التجسد ومن بعدها الصلب ومن ثم الموت فالقيامة.

 في ولادته بدأت الأرض تتحضر لمجيئه البهي، المجوس جاءوا من المشرق بحثا عن المولود، الرعاة ذهبوا إلى بيت لحم لكي ينظروا هدية السماء. وهو في أحشاء أمه نزل الملاك من فوق وتكلم مع مريم عن هذا التجسد المهيب "فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العليّ يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" لوقا 1: 30-33.

في ملء الزمان جاء المسيح لكي يصالحنا  مع الله، جاء لكي يرجعنا إلى أحضان الآب السماوي، ففي تجسده علمنا مقدار المحبة الآتية من فوق من عند أبي الأنوار. في ملء الزمان غيّر كل شيء شق التاريخ وشق قلوبنا الحجرية وجعلنا نخلق من جديد روحيا فنعود من تيهاننا لكي نتمتع بسلام يفوق كل عقل. 

المسيح, الخلاص, التاريخ, السلام