الفصل الرابع: الولادة من الماء والروح

ما معنى كلمات الرب يسوع لنيقوديموس: ".... إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله".؟ (يوحنا 3: 5).

إن الرب يسوع هنا كان يتكلم مع نيقوديموس عن الميلاد وليس عن العماد. لأن المعمودية لا ترمز إلى الولادة بل إلى الدفن. (رومية 6: 4 وكولوسي 2: 12). والمعمودية هي ليست من الماء بل بالماء... ويوضح لنا يوحنا الرسول عن الولادة الروحية بقوله: "كلّ من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله،..." (1 يوحنا 5: 1) ثم يقول بولس الرسول: "...، لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل". (1 كورنثوس 4: 15) ثم يقول أيضاً "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع" (غلاطية 3: 26). ثم يقول الرسول يوحنا عن المسيح "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه، الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يوحنا 1: 11 _ 13).

ففي اللحظة التي يتوب فيها الخاطئ ويقبل المسيح مخلصاً لنفسه ورباً على حياته ينال بذلك غفراناً لخطاياه ويصير ابناً لله إذ يولد من الله بالإيمان ميلاداً ثانياً.

فالولادة من الماء لا يمكن أن تعني المعمودية لأن الماء يشير إلى كلمة الله كما ورد في الكتاب المقدس في الآيات التالية:

"لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعاً للزارع وخبزاً للآكل هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي، لا ترجع إليّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له". (أشعيا 55: 10 _ 11).

"شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه" (يعقوب 1: 18)

"مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد. لأن كل جسد كعشب وكل مجد انسان كزهر عشبٍ، العشب يبس وزهره سقط، وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد، وهذه هي الكلمة التي بشرتم بها". (1 بطرس 1: 23 _ 24).

"أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة واسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة". (أفسس 5: 25 _ 26).

"أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به". (يوحنا 15: 3).

"والله العارف القلوب شهد لهم معطياً لهم الروح القدس كما لنا أيضاً، ولم يميز بيننا وبينهم بشيء إذ طهر بالإيمان قلوبهم". (أعمال 15: 8 _ 9).

"أيها العطاش جميعاً هلموا إلى المياه.... استمعوا لي استماعاً... أميلوا آذانكم وهلموا إليّ، اسمعوا فتحيا أنفسكم...." (أشعيا 55: 1_ 3).

"لأني أسكب ماء على العطشان وسيولاً على اليابسة، اسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك، فينبتون بين العشب مثل الصفصاف على مجاري المياه". (أشعيا 44: 3_ 4).

لقد نفى بولس الرسول نفياً باتا بأن المعمودية هي وسيلة الميلاد الثاني بقوله: "اشكر الله أني لم أعمد أحداً منكم إلا كريسبس وغايس حتى لا يقول أحد أني عمّدت باسمي. وعمدت أيضاً بيت استفانوس، عدا ذلك لست أعلم هل عمدت أحداً آخر. لأن المسيح لم يرسلني لأعمّد بل لأبشر، لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح". (1 كورنثوس 1: 14 _ 17) وقال لهم أيضاً: ".... لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل". (1 كورنثوس 4: 15) ويعرف الإنجيل بقوله: "واعرفكم أيها الخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه أيضاً تخلصون... فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب". (1 كورنثوس 15: 1_ 4).