لماذا جاء الله في الجسد للإنسان؟

مشاركة من سامر عبد الكريم

بدافع محبته الكبيرة لنا نحن الخطأة غير المستحقين، فإن الله أرسلَ ابنَه ليتجسّد على الأرض هنا ويفتدي أولاد الجسد (البشر). يمكن أن يُفسّر تجسّد الله بوضوح في المثل المُعطى من قِبَلِ المسيح نفسه: "إنسانٌ غرس كرماً وسلَّمه إلى كرامين وسافر زماناً طويلاً. وفي الوقت أرسل إلى الكرامين عبداً لكي يعطوه من ثمر الكرم. فجلده الكرامون وأرسلوه فارغاً. فعاد وأرسل عبداً آخر، فجلدوا ذلك أيضاً وأهانوه وأرسلوه فارغاً. ثم عاد فأرسل ثالثاً. فجرَّحوا هذا أيضاً وأخرجوه. فقال صاحب الكرم: ماذا أفعل؟ أُرسل ابني الحبيب. لعلَّهم إذا رأوه يهابون... فأخرجوه خارج الكرم وقتلوه" (لوقا 20: 9-15).

يمثل هذا المثل جهود الله في جمع ثمار البر من الإنسان. لقد أرسل الأنبياء قدامه ولم ينجحوا في إرجاع الناس إليه. وأخيراً أرسل ابنه يسوع المسيح. لماذا؟ لأنه أراد أن يخلّص العالم وأن يحوّل العالم عن الخطية. ومقدار هذا الحب يظهر في مجيء المسيح.

"لأنّه هكذا أحبَّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16).

لا شيء يقدر أن يخبرنا عن عظم محبته لنا مثل بذله ابنه الوحيد لأجلنا. "فإنه بالجهد يموت أحد لأجل بارٍّ. ربما لأجل الصالح يجسر أحد أيضاً أن يموت. ولكنَّ الله بيَّن محبته لنا لأنَّه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية 5: 7 و8).

بهذا نستطيع أن نعلم كم أحبَّنا الله وكم كان راضياً أن يفعل هذا من أجلنا لكي يعيدنا إليه.

كان الله دائماً يطلب ذبيحة من أجل الخطية، وكانت الحيوانات تُقدَّم في بداية الأزمنة ككفارة لخطايا الإنسان. في العهد القديم كانت الذبيحة حملاً بلا عيب. ولكنَّ هذه الذبائح لم تكن كاملة. والذبيحة الوحيدة الكاملة والتي قُدّمت مرة واحدة وإلى الأبد وللجميع هو الذبيح يسوع ابن الله، وهي تحرّر الإنسان من الخطية إذا آمن بالمسيح وقبل تعاليمه.

هل تؤمن أنَّ يسوع المسيح هو ابن الله؟ إنَّ خلاصك الأبدي يعتمد على هذا الإيمان.

لم يضع صلب المسيح نهاية له، بل أنهى فقط وجوده الجسدي وعاد إلى وجوده الممجد الذي كان فيه قبل ميلاده.

كانت صلاة يسوع قبل صلبه إلى الله: "والآن مجّدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يوحنا 17: 5). أصبح هذا المجد مرة ثانية له عندما قام من بين الأموات وصعد إلى أبيه، والآن هو: "جالس عن يمين الله" (كولوسي 3: 1). ولأنّه ابن الله فهو ربنا ومخلصنا.