تأملات يومية

سقوط رهيب وقيامة مجيدة

كتب بواسطة كريم.

سقوط رهيب وقيامة مجيدة

 الله الذي خلقنا من فيض محبته الكبيرة والعظيمة، أراد لنا حياة الحرية تحت مظلته الواسعة لكي نحيا لتمجيده وتسبيحه وعبادته بأمانة وإصرار، ولكي يكون لنا معه شركة مميزة على الدوام،

ولكن السقوط في الخطية غيّر كل شيء، فسقط الإنسان في فخ إبليس فخرج من عهد البراءة إلى التمرد والتيهان.

ولكن إصرار الله على حب الإنسان وخلاص نفسه من الخطية، وضع أمامه خياران يحتاجان إلى قرار صائب وحكيم، وأعطى النتيجة الحتمّية لكل قرار "أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ" تثنية 30: 19

وكما أخطأ أدم وحواء في عهد البراءة إذ كسروا العهد هكذا سقط الإنسان مجددا في الخطية واختار طريق الموت له، فكسر القوانين والوصايا الروحية دون أن يعلم مدى خطورة ما فعل. في كل هذه الظلمة الحالكة لم يترك الله عهده في خلاص النفس البشرية دون أن يفتح نافذة تحلّ هذه القضية التي حكمت على الإنسان بالموت. "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ." رومية 5: 12

النافذة التي فتحها الله من السماء كانت مجيء إبن الإنسان في التجسد "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا." يوحنا 1: 14 فتح الباب من جديد من أجل إعادة الخاطىء إلى حضن الآب من خلال المسيح، فكانت القيامة الروحية بعد موت وابتعاد.

يسوع المسيح هو المصالح الوحيد الذي حطّم حائط حاجز الموت الذي بُنِي بيديّ الإنسان نفسه فجعلنا جميعا من أي لون أو أمّة أن نقوم من سقوطنا الرهيب إلى قيامة مجيدة مع المسيح "وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ." أفسس 2: 13

هذه هي القيامة من الخطية ومن السقوط إلى حياة جديدة مع الرب يسوع، مليئة بالرجاء والسلام والعزاء، فكل من يأتي إلى المسيح بتوبة وحزن حقيقي على خطاياه وإيمان جدّي طالباً الرحمة رغم سقوطه وغرقه في أوحال العالم سينال القيامة الروحية في هذه الحياة لكي يقام مع المسيح في النهاية ويكون معه في كل حين.

عزيزي القارىء: إذا كنت مع الذين يتخبّطون في خطايا العالم دون أن تجد منقذا لإبتعادك عن الخالق الذي أحبك، ما يزال المسيح اليوم فاتحاً ذراعيه لكي يقيمك من هذا السقوط ويجعلك إبناً حقيقيا مولوداً من الله.

"وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ." يوحنا 1: 12-13

المسيح, الخلاص, الخطية, الحياة, الايمان, الرجاء, السلام, الحب