Skip to main content

الفصل السادس: الجماعة المسيحية

بعد أن سمع المسيحيون بعض الأمور التي تتعلق بحياة المسيح، واختبروا بأنفسهم قوة روح المسيح التي كانت تعمل في وسطهم، انكبوا بشوق وحماسة شديدين على دراسة ما كتبه أتباع المسيح الأوائل. أولئك الذين رأوا المسيح وسمعوه وعاشوا معه، ماذا يقولون عنه؟ وكيف وضع كل من بطرس ويوحنا ويعقوب تعاليم ربهم موضع التنفيذ والممارسة، وذلك في المناطق والأقسام الأخرى من عالم البحر الأبيض المتوسط، حيث كانوا يعيشون ويسكنون؟ كان شكل الكتابات التي جاء بها المسافرون المسيحيون تختلف في الواقع، عما كان عليه الدرج الملفوف حول المقبض أو المسلة الخشبية، والذي كان يستعمله اليهود ويعلّمه معلموهم منذ أجيال طويلة. فالمسيحيون في الحقيقة، كانوا الرواد في استعمال الكتب الملونة المكونة من صفحات مكتوبة باليد ومدمجة بواسطة الخياطة في مجلدات بشكل يسهل نقلها واستعمالها كمرجعية عند الضرورة.

انكبت مجموعة من الرجال والنساء على قراءة ما كتب عن سير المسيح ورسائل الرسل التي اعترضت سبيلهم. فالقادرون منهم على القراءة بشكل جيد نسخوا باعتناء شديد، نسخة من هذه المخطوطات، أو طلبوا من آخرين أن يقوموا بذلك. وفي بداية القرن الثالث، لم تعد اللغة اليونانية اللغة العالمية المستعملة في حوض البحر الأبيض المتوسط، لذا طلب أولئك الذين لم يتمكنوا من فهم لغة العهد الجديد الأصلية تلك، توضيح معانيه ومفاهيمه. إلاّ انه كانت هناك ترجمة باللاتينية، وكانت معروفة بين الجماعات المسيحية المثقفة.

كانت كلمة الله مصدراً مشجعاً للاجتماعات. وقد شجع بولس تيموثاوس في افسس لكي يسير في الاتجاه عينه إذ قال له: "إلى أن أجيء أعكف على القراءة والوعظ والتعليم."(1) وكتب يوستينوس الشهيد (Justin Martyre) تقريراً من روما في العام 150ميلادية مفاده أن "اجتماعات الكنيسة في روما كانت تبدأ بقراءة ما سجله الأنبياء من كتابات وما كتبه الرسل"(2) ثم كان أحد قادة الكنيسة يقوم بتفسير الشواهد والفقرات، وبعد ذلك يصلّي الجميع ويعبدون معاً. وبعد خمسين سنة، كتب ترتوليانوس: "كان يطلب من كل عابد أن يقف ظاهراً أمام الجماعة وبحسب قدرته يسبح الله، وما يرتله أو يرنمه يكون إما مأخوذاً من الكتاب المقدس، وإما من تأليفه الخاص."(3) وما استطعنا أن نعرفه من العدد القليل المتوافر لدينا من الترانيم التي كانت ترتل في أثناء العبادة، يظهر أن الإنشاد كان مأخوذاً من المزامير المترجمة إلى اليونانية أو اللاتينية بشكل عام.

كان المسيحيون يقيمون احتفالين كبيرين رئيسين، الأول والاهم هو الاحتفال بعيد القيامة المجيد الذي يتذكرون فيه موت مخلصهم وقيامته. أما الاحتفال الثاني فكان في يوم الخمسين، أي خمسين يوماً بعد قيامة المسيح. إن الصلوات التي كانت تقام خلال الفترة الواقعة بين عيدي القيامة ويوم الخمسين، كانت ترفع بينما يكون المؤمنون وقوفاً عوضاً عن أن يكونوا راكعين.(4) إلى هذا، كان هناك حدث آخر هام احتفلت به الكنيسة أسبوعياً، ألا وهو يوم الرب. فاستناداً إلى ما كتبه ترتوليانوس، جُعل اليوم الأول من الأسبوع – أي يوم الأحد- وفي هذا اليوم يرتاح المؤمنون من أعمالهم ومشاغلهم الدنيوية. وأصبح هذا اليوم هو يوم العبادة المشتركة لكل المجموعات المسيحية، حيث تقام صلوات جماعية وأحاديث للمؤمنين في أمور الله. قال ترتوليانوس في هذا الصدد: "لقد جعلنا يوم الأحد يوم احتفال، وخصصناه لنفرح به."(5)

وقد أردف ترتوليانوس قائلاً إن في هذا اليوم يجتمع المسيحيون للاحتفال بالعشاء الرباني. وهم يجتمعون دائماً في مساء أول يوم في الأسبوع، كما كان يفعل نظراؤهم في ترواس حيث وقعت تلك الحادثة المشهورة عندما بقي الرسول بولس يتحدث حتى الفجر.(6) ويبدأ الأحد، بحسب العادة المتبعة آنذاك. عند الغسق. وعليه، فان الاجتماع كان يعقد في الوقت الذي ندعوه اليوم "ليلة الأحد". فكانت القناديل تضاء، وكانت تستحضر إلى أذهان الحاضرين، تلك الصورة البهية الرائعة، وهي صورة العشاء الأخير الذي شارك فيه الرب يسوع تلاميذه الإثني عشر، "في الليلة التي أُسلم فيها."(7) وفي أيام الاضطهاد، كان من الأسلم للمؤمنين أن يجتمعوا ليلاً، بينما فضّل المؤمنون في مناطق أخرى أن يجتمعوا قبيل الفجر أو في صباح اليوم التالي.

لم يكن العشاء الرباني اجتماعاً شعبياً عاماً، ونادراً ما كان يؤتى على ذكره في الخطابات الموجهة لغير المسيحيين. فالعشاء الرباني، في الواقع، لم يكن معداً إلا لأولئك الذين نذروا أنفسهم للسلوك في طريق الرب، ليذكروه خلال هذا الاجتماع بمحبة، ويقتربوا احدهم من الأخر بإيمان مشترك. الأغنياء والفقراء ومالكو الأراضي والعمال، السادة والخدم، كل هؤلاء كانوا يجتمعون في غرفة كبيرة واحدة، في بيت من بيوت هؤلاء المجتمعين، أو في قاعة خاصة فرزت لهذا الغرض، وهم يأخذون أماكنهم بشوق وترقب، لما سيمنحهم إياه الرب حين يرفعون إليه قلوبهم بالصلاة والدعاء، والبركات التي سيهبها لهم لينقلوها إلى الآخرين.

كانوا إلى هذا يتذكرون أيضاً، كيف أن الرب بعد أن غسل أرجل التلاميذ، جلس واكل معهم العشاء الأخير. وكانوا يعيدون إلى ذاكرتهم كلمات الرب عندما اخذ خبزاً وبارك وكسر وأعطاهم قائلاً: "هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري."(8) لقد أعادوا إجراء المشهد بأنفسهم، فكسروا الخبز واخذ كل واحد منهم قطعة منه. ثم تذكروا أيضاً كيف اخذ سيدهم الكأس وقال: "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم."(9) وعندها نقل المؤمنون الكأس من شخص إلى آخر، وهكذا، حتى رشف الجميع منه رشفة رشفة. وأخيراً فكّروا في ما قاله الرب لتلاميذه عندما أوشك أن ينهي عشاءه الأخير معهم: "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً. بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضاً لبعض."(10) فشعروا آنئذ في ما بينهم بشعور مفعم بالنشاط مليء بالحيوية، إذ غمرهم حبهم المقدس للمسيح الذي جمعهم برباط قوي ثابت لا يتزعزع.

أخبرنا ترتوليانوس في أواخر القرن الثاني، وكذلك اغسطينوس في القرن الرابع، إن الزوار الوثنيين والمؤمنين غير المعمدين، كانوا يتركون الاجتماع قبل الاحتفال بذكرى العشاء الرباني. وفي جميع المناسبات التي يحضر فيها أولئك، كانوا يدركون ضرورة المغادرة قبل البدء بالاحتفال بالشعائر الدينية المقدسة، حيث أن هناك أسراراً في هذه الطقوس والشعائر لا يمكن إعطاؤها إلاّ للذين كانوا في سلام مع الله.(11) كان المؤمنون يتناولون الخبز والكأس باحترام وتوقير عظيمين، لأنهما يرمزان إلى جسد المسيح ودمه. ويخبرنا ترتوليانوس أيضاً أنّ الذين يشاركون بذكرى العشاء الرباني، اهتموا جيداً بألاّ تسقط كسرة خبز إلى الأرض، وألاّ تراق قطرة واحدة من الشراب. وعند الانتهاء من اجتماعهم، كانت تؤخذ بعض كسرات الخبز إلى دور أولئك الذين بلغ بهم المرض أو الضعف أو كبر السن حداً منعهم من حضور الاجتماع.

بعد الانتهاء من كسر الخبز، كان المؤمنون يُدعون إلى عشاء مشترك يسمى"وليمة المحبة" (Agape). ووصف ترتوليانوس هذه الوليمة هكذا: "عيدنا هذا، تظهر طبيعته من اسمه الذي يعني تناول المحبة في اللغة اليونانية. وفي هذه الوليمة لا يُسمح بأي فساد و خسة في التصرف. نجلس لنتاول الطعام، ولكن ليس قبل أن نتذوق أولاً نكهة الصلوات إلى الله، فنأكل بما فيه كفايتنا، ونتحدث بعضنا إلى بعضنا الآخر، ونحن نعلم أن الله يستمع إلى كل ما نقوله."(12)

كان المسيحيون يأتون بعطايا ما أنعم به الله عليهم من خبز وفاكهة وغير ذلك، كلٌ حسب استطاعته، وكانت هذه الهبات تشكل أساساً للوليمة العامة. أما الزائد من الطعام، إضافة إلى النقود التي يقدمها الواهبون، فقد كانت تعطى للمحتاجين من أعضاء الكنيسة، كالأيتام والأرامل الذين ليس لهم من يعيلهم. وكذلك الحال بالنسبة إلى الذين يعانون جروحاً أو أمراضاً بالغة الخطورة ولم يعودوا يقوون على العمل، أو الذين فقدوا الرزق وأسباب العيش وسبله، بسبب إيمانهم بالمسيح، وهم يجتازون أزمات إذ يبحثون عن عمل آخر. على أن قسماً من المال كان يدّخر لتجهيز متطلبات الضيافة التي تقدم للمسيحيين المسافرين، أو يعطى لأولئك الذين سرقت أموالهم أو نجوا من الموت في أسفارهم البحرية وأضاعوا كل شيء. أو لدفع نفقات جنازات الموتى الفقراء من أعضاء الكنيسة. وأحياناً نقرأ عن مال استعمل لافتداء مسيحيين سجنوا بسبب إيمانهم، أو أرسلوا في عقوبات تتراوح بين الأشغال الشاقة والعبودية. وفي بعض الأحيان كانت ترسل مساعدات إلى كنائس في أماكن أخرى خلال أيام المجاعات أو الضيق والحرمان. وهذا ما أكده ترتوليانوس بقوله: "هذا، كما يبدو، هو مخزوننا ورصيدنا من اللطف. فنحن لا نصرف من رصيد هذا المال لإقامة احتفالات الأكل والشرب، ولا لإحياء حفلات اللهو المبتذل والصاخب، بل لإطعام الفقراء أو دفنهم. كما نساعد الأولاد والبنات الأيتام المحرومين. وكذلك العجزة المقعدين بسبب المرض، أو أولئك الذين ضاع منهم كل شيء بعدما نجوا من الموت في رحلاتهم البحرية. أو ندفعه فدية لأولئك الذين في المناجم (الذين حكم عليهم بهذا العمل لأنهم مسيحيون)، أو من ابعدوا عن الوطن إلى جزر نائية أو أودعوا السجون."(13)

كان من المستحب أن يساهم كل عضو من أعضاء الكنيسة في تقديم التبرعات التي يمكنه أن يتبرع بها، ولم يكن هذا التبرع إلزامياً، كما أن هذه التبرعات لم تكن أجوراً أو تعويضاً لما يقدم للمتبرع أو المتبرعة من بركات روحية. قال ترتوليانوس: "ليس لأمور الله أي ثمن. مع أن لنا نوعاً من صندوق المال، لكنه ليس لجمع أجور أو اشتراكات رسمية أو دينية ثابتة. كان كل منا يتبرع تبرعاً صغيراً في اليوم المحدد من كل شهر، أو في أي يوم يختاره المتبرع بنفسه، ويتم هذا التبرع حسب إمكانيته المالية، كما أن هذا التبرع كان اختيارياً."(14) وحيث عرفوا انه "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ"(15) كان المتبرعون مسرورين للمساهمة قدر المستطاع، وذلك بموجب تدبير الله وإرشاده. كتب بولس الرسول: "كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار لأن المعطي المسرور يحبه الله."(16)

لقد علّم المسيحيون أن الممتلكات والمقتنيات ليست سوى وديعة مقدسة يجب أن تدّبر بالصلاة، وتدار بحكمة وروية وتعقّل، للحصول على هدايته تعالى وتوجيهاته. وكلّ ما يحصل عليه الرجل أو تحصل عليه المرأة من الرب، يجب استعماله بشرف وأمانة ومن دون تفاخر أو تباهٍ. إن الإنسان ليس إلاّ وكيلاً مشرفاً مسئولاً، وسيكون عرضة للمحاسبة أمام كرسي الحكم يوم الحساب. وعليه، يجب أن يصرف الإنسان عطايا الله بحذر وتؤدة، ولمصلحة ملكوته جلّ جلاله.

وحتى الفقراء، فإن حالهم كحال غيرهم من الأغنياء، فهم عرضة ليحاسبوا أمام الله عن كل ما بحوزتهم، مهما كان متواضعاً. فهناك دائماً من هو بأمسّ الحاجة إلى المساعدة، ولم يحرم أحد من امتياز خدمة المحرومين ومن بركة جمع كنوز لنفسه في السماء. فكل واحد يساهم "بما تيسر" بحسب طاقته.(17) ألسنا نعتبر من الفلسين الذين ألقتهما الأرملة الفقيرة حيث قال عنها يسوع: "الحق أقول لكم إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة. لأن الجميع من فضلتهم ألقوا. أما هذه فمن إعوازها ألقت كل ما عندها كل معيشتها."(18) كان هناك الكثير من الأرامل في كنائس شمال أفريقيا اللواتي حذون حذو هذه الأرملة الفقيرة. لقد كان كنزهن قليلاً في هذه الدنيا، ولكنه كان كبيراً في الجنة.

على أن مثاليات المسيحيين تخطت حدود المادة إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير. فوصلت إلى حد تكريس شخصية متفانية للغاية. لقد كّرس الأفراد أوقاتهم وقواهم الجسدية وقدراتهم الأخرى للعمل الإلهي. فهناك أساليب عديدة يستطيع المؤمن عن طريقها أن يخدم الآخرين في الكنيسة.

أوضح العهد الجديد ذلك بالقول: "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وانتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً."(19) وليس مرة واحدة فقط في الأسبوع "بل عظوا أنفسكم كل يوم"(20) كان هناك كثيرون في حاجة إلى هذا الوعظ والتشجيع، وكان من بينهم أناس حديثو الإيمان مازالوا يتخبطون في شكوك وأسئلة تحتاج إلى حل. كما كان بعض المؤمنين القدامى يعانون آلاما مبرحة: سيد قاس غليظ، زوجة وثنية تتذمر وتشكو باستمرار، زوج وثني مستبد متغطرس، وربما مرض مزمن أو عمى أو شيخوخة. لقد كان على المسيحيين "افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم."(21) ومهما واجهوا من مشاكل وعقبات في البيت الذي يزورون أصحابه، فهناك دائماً مصدر لا ينضب ولا يكلّ يقف في وجه هذه الحاجات البشرية: إنه محبة الله نفسه. فالله قريب دائماً ممن يحتاج إليه، وقد أوصى الكتاب المقدس المؤمنين قائلاً: "مصلين بكل وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين"(22) وكانوا يحصلون على استجابات كثيرة لصلواتهم.

كان بإمكان المرأة، بشكل خاص، أن تعمل أموراً كثيرة، عندما يكون زوجها مشغولاً في العمل، وفي متطلبات الحياة الأخرى. كانت صديقات النسوة وجاراتهن يرحبن بهم في دورهن. وكنّ دائماً، يتركن خلفهن انطباعاً طيباً للغاية. فالمرأة المسيحية المؤمنة كان لها تقدير كبير بسبب ما أعطاها الله من زينة روحية عميقة في "زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن."(23) هي لطيفة عطوف، تصغي جيداً وبكل أدب، وهي إلى ذلك صديقة مخلصة. ومثل تينك النساء يكن بركة حيثما ذهبن. كانت "مشهوداً لها في أعمال صالحة.....ربّت الأولاد، أضافت الغرباء، غسلت أرجل القديسين، ساعدت المتضايقين، اتبعت كل عمل صالح."(24) إن هذه الخدمة التي قدمتها النساء لأولاد الله، قُبلت وكأنها خدمة للرب يسوع المسيح نفسه. "يا رب متى رأيناك جائعاً فأطعمناك أو عطشاناً فسقيناك. ومتى رأيناك غريباً فآويناك. أو عرياناً فكسوناك. ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك." فيجيب الرب يسوع ويقول لهم: "الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار ففي فعلتم."(25)

كان المسيحي قبل أن يسافر إلى بلدة أو مدينة أخرى، يسال أصدقاؤه إن كانوا يعرفون أحداً من تلاميذ المسيح أو أتباعه في تلك الديار التي سيزورها. وبعد أن يزوده المؤمنون باسم أحد القادة أو النظار في الكنيسة هناك، أو بموقع أو مكان عمله، كان المسافر يقصده حالما يصل إلى المكان. فإذا لم يتمكن الناظر شخصياً من الاعتناء بالزائر، فإنه كان يجد له مأوى مع عائلة مسيحية أخرى. فالنزل أو الفندق الصغير في تلك الأيام، كان مأوى معروفاً للرذيلة والدعارة، يكثر التردد إليه. لذا لم يكن المؤمنون يرسلون إليه. لقد كانت إضافة الغرباء واجباً ضرورياً وعاملاً مطلوباً من المسؤولين في الكنيسة. "لأنه يجب أن يكون الأسقف (الناظر) بلا لوم.....بل مضيفاً للغرباء."(26) ولكن بنمو الكنيسة، اعتاد بعض المحتالين، أن يستغلوا أحياناً، المسيحيين ولطفهم. ولمنع ذلك، فقد أصبح من الضروري على المسافرين الغرباء أن يتزودوا بكتاب تعريف موّقع من احد شيوخ الكنيسة. وحتى بالنسبة إلى النظّار الذين يسافرون لحضور المؤتمرات في قرطاجة أو غيرها من المدن، كان لزاماً أن يعرّف بهم ناظر آخر واحد على الأقل قبل أن يؤذن لهم بالدخول. فقط كبار القادة المشهورين، لا يحتاجون إلى شهادة أو تعريف، لأن مثل هؤلاء تشهد ثمار حياتهم وسيرتهم عن الإيمان. والرسول بولس يسال في هذا المجال ممازحاً: "أنبتدئ نمدح أنفسنا، أم لعلنا نحتاج كقوم رسائل توصية إليكم أو رسائل توصية منكم. أنتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا معروفة ومقروءة من جميع الناس."(27)

كان مسيحيو شمال أفريقيا الأولون يعمدون من يهتدي إلى الإيمان، كما فعل يوحنا المعمدان، وذلك بتغطيس المهتدي في الماء. وترمز هذه المعمودية قبل كل شيء، إلى بداية نقية منتعشة حية، أي أنها رمز موت الإنسان القديم وقيامة الإنسان الجديد، زوال الخاطئ وظهور الإنسان المبرر. لأنه كما يغسل الماء الجسم، كذلك يعمل غفران الله على تنقية الضمير. وغالباً ما كان المسيحيون يعتمدون في الجداول والأنهار وفي بعض الأحيان يعتمدون في البحر. لم تكن الأحواض الخاصة بالمعمودية قد استنبطت بعد، لأنها لم تعرف إلا في بداية القرن الرابع للميلاد، وقد شيدت خصيصاً لهذا الغرض، وزودت بدرجات تقود المرشح إلى داخل الماء. هذا، وإن بعض تلك البرك شيّد بشكل يمكن إضرام نار تحت أرضيتها لتسخينها.

كانت المعمودية مناسبة عظيمة توقع الرهبة في النفوس، وكان المقبلون على المعمودية يستعدون لها بالصوم والصلاة. كما كان المؤمنون يعترفون بخطاياهم علانية أمام الجميع، ويتبع ذلك، الابتعاد عن توافه إبليس وإغرائه. بعد كل ذلك يقاد المرشحون للمعمودية إلى الماء. وعندما يقف المرشح للمعمودية أمام الماء، يُسأل عن مدى إيمانه. فيؤكد ثقته بيسوع المسيح ويعلن عن رغبته في أن يتبعه بإخلاص وإصرار. ثم يُغطّس في الماء، باسم الآب، والابن، والروح القدس. وفي بعض الأحوال، إذا كان المرشح طاعناً في السن أو عاجزاً واهن القوى، أو إذا لم يكن هناك مكان ملائم للغطس، يمكن إجراء المعمودية بسكب الماء فوق رأس المؤمن باسم الآب وباسم الابن ثانياً، وأخيراً باسم الروح القدس.(28)

ففي زمن كتابة العهد الجديد، كان أولئك الذين آمنوا يعمدون فور إعلان إيمانهم ومجاهرتهم به. ومثال على أولئك المؤمنين الوزير الأثيوبي وكرنيليوس قائد المائة، وليديا والسجان الفيلبي. فجميع هؤلاء اعتمدوا في اليوم ذاته الذي سمعوا فيه البشارة، وآمنوا بالرب يسوع المسيح. لقد قبل هؤلاء الرسالة بصدق وإخلاص واعتمدوا فور قبولهم لها. كانت البشارة في عهد الرسل مثيرة، وعملها سريع وفوري، وزخم هذا التبشير لا يطيق التأخير أبداً. لم ترفض الكنيسة أن تحقق أمنية هؤلاء الذين رغبوا في إعلان إيمانهم أمام الملأ وبشكل مفتوح.(29) ولكن مع الوقت بات واضحاً، وللأسف، أنه يمكن للإنسان أن يطلب العماد من دون أن يكون لديه مثل هذه الحوافز النقية الخلوصة. وحتى في العهد الجديد نفسه، نجد أن الساحر المشعوذ سيمون، الذي كان إيمانه بكلمة الله ظاهرياً فقط، قد اعتمد كبقية المؤمنين. ولكن سرعان ما اتضح أن أغراضه كانت غير نقية، وفهمه للإيمان كان مضطرباً وباطلاً. ونفهم من كلام بطرس لسيمون انه إذا كان قد طلب المعمودية من دون أن يكون جديراً بها، فهو وحده يتحمل الذنب ويستحق أن يعاقب على تصرفه.(30)

كان من المفضل تجنب مثل هذه الحالات الشاذة، لذلك وجدت كنائس القرن الثاني للميلاد أنه من الحكمة أن تؤجل المعمودية، على الأقل، حتى يناقش كل من يرغب في المعمودية مبادئ الإنجيل مع قادة الكنيسة، ويفهمها بعمق. فبدأت الكنيسة تعطي دروساً نموذجية لأولئك الذين يطلبون المعمودية، متأكدة في الوقت عينه من أنهم قد بدأوا يدركون أهمية الخطوة التي يريدون أن يخطوها. وكان لهذا الأمر أهمية كبرى في تلك الأيام، حيث كان الإيمان بالمسيح والاعتراف به جهراً، يكلف صاحبه أحياناً حريته أو حياته، كما أن قبوله في جماعة المسيحيين قد يكلف الآخرين حريتهم أو حياتهم في حال برهن هذا الشخص أنه خائن أو صانع شغب. قال ترتوليانوس: "يجب أن يعلم المسؤولون عن المعمودية أنه لا يجوز أن يجروا هذه المعموديات من دون تبصر أو روية، لذا فإنه من المفيد تأخير المعمودية، لدرس حالة وشخصية كل مرشح للمعمودية بتمهل."(31) وقد نصح ترتوليانوس بعدم تعميد أولئك الذين لم يبلغوا سن الرشد بعد، خشية أن يتعرض إيمانهم للتجربة إذا ما واجهوا تجارب المراهقة وإغراءاتها، فيجلبوا العار على اسم المسيح. وأضاف ترتوليانوس يقول: "إن أولئك الذين يستمعون إلى كلمة الله، عليهم أن يكونوا مشتاقين للحصول على المعمودية، لا أن يطلبوا المعمودية بسرعة، وكأنها حق لهم، فالمشتاقون للمعمودية يشرفونها، أما أولئك الذين يطالبون بها بسرعة فسيزدرون بها سريعاً.....إذاً، فالأول يشتاق أن يكون مستحقاً لها، بينما الثاني يظن أنه مستحق لها ويعتبرها من حقه."(32)

وبحلول القرن الثالث للميلاد، أصبحت فترة تحضير الأشخاص وتعليمهم واختبارهم تمتد إلى ستة أشهر ثم إلى سنة، وفي بعض الأحيان وصلت مدة الاختبار إلى ثلاث سنوات، إنّ الوقت المفترض للمرشح يختلف من مكان إلى آخر. فالكنائس الكبرى كانت تعيّن معلمين مخصصين لتعليم مرشحي المعمودية على أساس عقيدة الإيمان. وكل من كان يقدم طلباً ليتعمد كان يسال أولاً لماذا يريد أن يتعمد. وبعدها يتم الاستفسار عن تجارته أو مهنته، فإذا كان عمله يظهر تعارضاً مع الإيمان المسيحي، كان عليه أولاً أن يتخلى عن ذلك العمل قبل أن تجرى مراسيم معموديته. وبعد أن يتعمد، يمكنه أن يشارك في العشاء الرباني، أو أن يشارك مشاركة كاملة في حياة الكنيسة.

منذ البدايات الأولى، كان قادة الكنائس يواجهون ذلك السؤال الصعب عمّا يجب عمله بأولئك الذين يقعون في خطيئة خطرة بعد معموديتهم. وهذا الأمر لم يكن يهم قادة الكنائس وحدهم، بل أيضاً جميع المهتمين بسعادة إخوتهم وأخواتهم في المسيح. وقد كان هدف التهذيب الروحي هو أن يدّل الآثمون إلى طريق التوبة والرجوع إلى الرب. كتب الرسول قائلاً: "إن انسيق إنسان فاخذ في زلة ما فأصلحوا انتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضاً."(33) فإذا ما وجد المسؤولين أية علامة من علامات التوبة الحقيقية والعزم على أن لا تتكرر المعصية، عندها يرحب بعودة الآثم إلى جماعة المؤمنين والكنيسة. ويجب عندها أن يسامح ويقبل في الكنيسة من جديد. قال بولس الرسول: (تسامحونه بالحري وتعزونه لئلا يبتلع مثل هذا من الحزن المفرط."(34) ولكن من ناحية أخرى، إذا لم تظهر علامات تدل على الندم الحقيقي، أو رغبة حقيقية في إطاعة كلمة الله، يجب استثناؤه من عضوية الكنيسة واجتماعاتها. "أما الآن فكتبت إليكم إن كان أحد مدعوا أخاً زانياً أو طماعاً أو عابد وثن أو شتّاماً أو سكيراً أو خاطفاً، أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا."(35)

والواضح من كل ذلك، أن المؤمن المعمد، الذي وجد متورطاً بخطيئة الزنا، أو عبادة الأوثان، كانت الكنيسة تعامله بأكثر قسوة من المؤمن الجديد الذي أفلت حديثاً من هذه الأمور التي ما تزال تمارس تأثيرها فيه. أما الوثني الذي كان على حافة الجماعة المسيحية، كهؤلاء الذين كانوا مرتبطين ببعض أعضاء الكنيسة قبل إيمانهم، فقد كانت الكنيسة تعاملهم بلطف وصبر إذا ما وقعوا في الخطيئة والرذيلة. فلم يكن أمراً مفاجئاً أن يرتكب هؤلاء الوثنيون الزنا أو أن يعبدوا الأصنام، لأنهم لم يعرفوا بعد طريق الله ولا اختبروا قوة روحه في قلوبهم.

وقد كتب ترتوليانوس في أواخر القرن الثاني للميلاد، كيف أن المسيحيين كانوا جديين في التشديد على مسألة التهذيب والانضباط، وكذلك في دعوة بعضهم بعضاً إلى المحافظة على نقاوتهم وقداستهم: "نحن جسد متحد بمعتقداتنا الدينية، وبتهذيبنا المقدس، وبرباط الرجاء. إننا نقوم بالوعظ والتنبيه والتوبيخ الروحي لأننا نضطلع بمسؤوليات الحكم بجدية ورزانة كبيرة، عالمين في المطلق إننا تحت نظر الله. وحينما يخطئ شخص بشكل كبير يجعلنا نقصيه عن المشاركة في صلاتنا واجتماعاتنا، ومن كل شركتنا المقدسة، فإننا نكون بذلك قد أعطينا صورة عن يوم الحساب العظيم الآتي."(36)

فإذا ما استثني مسيحي ما من العبادة في الكنيسة ومن العشاء الرباني، فإن مثل هذا العقاب يبدو مرعباً، وفي ذلك الوقت نقرأ عن أناس استمر حرمانهم مدة عشر سنوات أو عشرين، مع ما يشمل ذلك من الذل الهوان من أجل إعلان توبة حقيقية صادقة، ولاستعادة قبوله في شركة شعب الله. كتب لنا ترتوليانوس أنه يجب على المؤمن الذي أخطأ إلى الله عمداً أن يُظهر توبته باعتراف شامل بخطاياه، وأن يمتنع عن كل الملذات، وأن يصلي بشكل دائم ويصوم، وأن يناشد الإخوة أن يصلوا من أجله وعندئذ فقط يتأكد أنه لن يسقط في الخطيئة من جديد.(37) أمّا أوريجانوس الذي كتب في الفترة نفسها، فقد قال إن المسيحيين الذين سقطوا في خطيئة شنيعة، لا يمكن إعادة قبولهم في جماعة المؤمنين إلا بعد فترة طويلة من الاختبار الذي يمكن من خلاله معرفة ما إذا كانت توبتهم توبة حقيقية، على أنه لا يمكنهم في ما بعد أن يأخذوا مركزاً أو رتبة قيادية في الكنيسة على الإطلاق. وقد أضاف ترتوليانوس إلى ذلك قائلاً إن القائد الروحي يجرد من وظيفته ومسؤولياته نتيجة زلة أو هفوة واحدة، ولا يمكن أن يعاد إلى رتبته مرة ثانية بعد ارتكاب مثل هذه الزلة أو الهفوة، وقال مضيفاً إنه لأمر حيوي جداً، أن يمارس كل المسيحيين ما يعظون به. ويجب بكل وضوح، أن يظهروا للناس الذين يعيشون بين ظهرانيهم، أنه لا يجوز النفاق والرياء في الكنيسة ولا يسمح بهما. ولهذا السبب لا تُقبل داخل الجماعة المسيحية إلا المستويات العالية من الفضيلة.

أمّا في المدن الصغيرة والقرى، فقد استمرت اجتماعات المؤمنين في البيوت أو الحقول والغابات. على أنه في أواخر القرن الثاني للميلاد، وبالرغم من الاضطهادات والمضايقات التي ابتليت بها جماعات المؤمنين أُفرزت أبنية خاصة للعبادة في المدن الكبرى. إنّ أبنية الكنائس في أفريقيا الشمالية تشابه بيوت السكن العادية التي يعيش فيها عامة الناس، في ما عدا وجود غرفة مركزية كبيرة. وغالباً ما تكون هذه القاعة مقبية، وفيها مقاعد أمامية مرتفعة، وهي مخصصة لأولئك الذين يقودون الاجتماعات. ويجهّز جزء من هذه الغرفة "لمائدة الرب" التي يوضع عليها الخبز والشراب في أوقات العبادة. أما زينة القاعة، فبسيطة كبيوت المؤمنين العادية، وليس هناك أكثر من رسم بسيط يبين مشهداً خاصاً بالكتاب المقدس أو رمزاً للطريق المسيحية، مثل لوحة جميلة من المرمر تمثل الراعي الصالح، وقد وجدت هذه اللوحة في مقبرة تحت الأرض في مدينة سوسة بتونس.

ولكن يظهر أن الرمز المفضل عند المسيحيين الأوائل كان "رمز السمكة". فإن العبارة اليونانية "إخثوس" (Ichthus)، تشتمل على حروف استهلاكية باللغة اليونانية للكلمات الخمس: يسوع المسيح ابن الله المخلص. ويتحدث ترتوليانوس عن هذا الرمز بشغف، حيث أن الرمز بحد ذاته هو اعتراف ضمني بأن يسوع المسيح هو المخلص المنتظر وابن الله المتجسد. ولذلك فالمؤمنون يحملون هذا الرمز بافتخار.

كان مسيحيو إفريقيا الشمالية يحبون أن يزينوا آنياتهم وأدواتهم وكذلك بيوتهم ومدافنهم بهذا الرمز، أو يرسمون عليها مرساة أو يمامة. ولم يظهر الصليب في الفن المسيحي لشمال أفريقيا إلا في أواخر القرن الرابع للميلاد.(38) والواقع، إن في ذلك عجباً، لأن الصليب كان شيئاً معروفاً وشعبياً في الأجزاء الأخرى من الإمبراطورية. ففي هرقولانيوم في جنوب ايطاليا(Herculaneum)، وجدت آثار نموذج لصليب مدفونة في الحمم اللابية لثورة البراكين التي وقعت في سنة 79 ميلادية. ولربما لم يستعمل رمز الصليب في شمال أفريقيا إلا قليلاً، لأنه يشابه كثيراً المثلث، الذي يرمز إلى الآلهة الفينيقية تانيت.

لم يتبن الوثنيون المهتدون إلى المسيحية استعمال الأسماء المسيحية قبل حلول القرن الثالث أو الرابع الميلادي. وقد استخدموا أحياناً الأسماء المذكورة في الكتاب المقدس أو غيرها من أسماء وثنية كان يحملها أناس استشهدوا ببطولة في سبيل الدين المسيحي في الماضي أو أسماء بعض مشاهير المؤمنين المسيحيين. ومن الواضح أنهم كانوا يختارون أسماءهم بعناية. وبعض هذه الأسماء تعبر عن صفات شخصية كالاتضاع أو الصبر، وأخرى تتحدث عن السرور والنصر والحياة الأبدية.(39) ولكن قبل هذا التاريخ، وإبان القرنين الأول والثاني، أبقى المهتدون أسمائهم الوثنية بشكل عام، حتى وإن كانت هذه الأسماء تشير إلى آلهتهم الوثنية التي سبق وأن عبدوها. فإذا غيّر المهتدي اسمه، فإن ذلك سيكون برهاناً عملياً عن تحوله إلى المسيحية ورفض الآلهة التي كانت تدعم المجتمع. وعلى إثر ذلك قد يغضب الأهل الوثنيون، كما أنه قد تتاح بذلك الفرصة للعديدين لإحياء الضغائن ضد المسيحيين، كل ذلك لا لأجل مبادئ روحية، بل بسبب أسماء ليس إلا. كان من الأفضل إظهار حقيقة حب الله العملية، وذلك بحياة شريفة غير أنانية، واجتذاب الأصدقاء والجيران إلى الإيمان بالرب بهدوء وبملء إرادتهم. لقد تبنى المسيحيون الأوائل نصيحة بطرس الحكيمة بجدية: "قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف."(40) لكن، وبمرور السنوات وبينما كانت جماعة المؤمنين تنمو وتزدهر باطّراد، رفض أعضاؤها أن يخفوا ضوء الإيمان تحت المكيال، وبشجاعة كانوا يشهدون، بالأسماء التي كانوا يحملونها، للرجاء الذي نذروا أنفسهم لأجله.

 

حواشي الفصل:

1. 1 (تيموثاوس 4: 13)

2. Apologia I:67(ANF Vol.I)

3. Apologeticus 39

4. إن عيد الميلاد، أي يوم ذكرى ميلاد المسيح، أضيف ابتداء من القرن الرابع، إلى الأعياد التي كان يحتفل بها المسيحيون.

5. Apologeticus 16; Ad Nationes 13

6. (أعمال 20: 7)

7. 1 (كورنثوس 11: 23)

8. (لوقا 22: 19)

9. (لوقا 22: 20)

10.(يوحنا 13: 34و35)

11.Hamman p.239; Foakes-Jackson p.230، pp.229-236

12. Apologeticus 39

13. Apologeticus 39

14. Apologeticus 39

15.(أعمال 20: 35)

16. 2(كورنثوس 9: 7)

17. 1(كورنثوس 16: 2)؛ 2(كورنثوس 8: 2)

18. (مرقس 12: 43و44)

19.(كولوسي 3: 16)

20. (عبرانيين 3: 13)

21.(يعقوب 1: 27)

22.(افسس 6: 18)

23. 1 (بطرس 3: 4)

24. 1 (تيموثاوس 5: 10)

25. (متى 25: 37-40)

26.(تيطس 1: 7و8)

27. 2 (كورنثوس 3: 1و2)

28.Foakes –Jackson p.230-231

29.(أعمال 2: 38و41)؛(8: 12و38)؛(10: 48)؛(16: 33)

30.(أعمال 8: 9-24)

31.De Baptismo 18

32. De Poenitentia 6

33.(غلاطية 6: 1)

34. 2 (كورنثوس 2: 7)

35. 1(كورنثوس 5: 11)

36. Apologeticus 39

37. De Poenitentia 9

38. كان المسؤولون الايطاليون الذين كتب إليهم ترتوليانوس في نحو العام 198م، على علم بأن رمز الصليب هو مستخدم في العبادة المسيحية. إلا أن ترتوليانوس كان يشير إلى عادة أوروبية، وليس بالضرورة إفريقية.

(Ad nations 1:12; Apologeticus 16)

39.Latourette Vol. I pp.261،283-39

40. 1 (بطرس 3: 15)

  • عدد الزيارات: 5441