الفَصلُ الأوَّل "وَصَفَةٌ للإرشاد" - إبحَثْ عن تأكِيد
الخُطوَةُ التَّاسِعَة
إبحَثْ عن تأكِيد
هُناكَ أوقاتٌ يتَوَجَّبُ فيها علينا أن نبحَثَ عن تَثبيتٍ أو تأكيدٍ، خلالَ طلَبِنا لِمَعرِفَةِ إرادَةِ الله. خلالَ رحلاتِنا في حياةِ الإيمان، غالِباً ما نَصِلُ إلى مُفتَرَقِ طُرُق، حيثُ أنَّنا بِبَساطَةٍ لا نَعرِفُ إرادَةَ الله. فلا يُوجَدُ عددٌ في الكتابِ المُقدَّس يُمكِنُ أن يُخبِرَنا أن نذهَبَ إلى اليَمينِ أو إلى اليَسار، عندما لا يَكُونُ لدينا حَثٌّ ولا إرشادٌ منَ الرُّوحِ القُدُس. نحنُ نبذُلُ قُصَارى جُهدِنا لنتَّخِذَ القَرارَ الصَّحيح، بينما نعتَرِفُ بالحَقيقَةِ المُرَّة أنَّنا بِبَساطَةٍ نجهَلُ الطريقَ الذي ينبَغي أن نسلُكَهُ. وبعدَ أن نَكُونَ قد قُمنا بِكُلِّ ما يُمكِنُ فعلُهُ لنُمَيِّزَ مشيئَةَ اللهِ، ننتهِي بِسُلُوكٍ طَريقٍ منَ الطَّريقَين.
رُغمَ أنَّهُ لا يُوجَدُ عددٌ واحِدٌ في الكتابِ المُقدَّس يُخبِرُنا أيَّ طريقٍ ينبَغي أن نسلُكَ، يُوجَدٌ عددٌ في الكِتابِ المُقدَّس، الذي يُمكِنُهُ أن يُعطِيَنا بَصيرَةً يُمكِنُنا إستِخدامُها كَمَبدَأٍ مٍُساعِدٍ عندما نَجِدُ أنفُسَنا في هكذا مُفتَرَقِ طُرُق. تُعَبِّرُ إحدى التَّرجمات لهذا العدد المأخُوذِ من سفرِ المزامِير بالطريقَةِ التَّاليَة، "مِن قِبَلِ الرَّبِّ تتَثَبَّتُ خُطُواتُ الإنسانِ." (مزامير 37: 23). هذا يعني أنَّهُ علينا أحياناً أن نتقدَّمَ إلى الأمام، نحوَ ما نُدرِكُ أنَّهُ إرادَةُ اللهِ، مُصَلِّينَ وباحِثينَ عن تأكيدٍ وتَثبيتٍ لذلكَ.
هذا التَّأكيدُ يُمكِنُ أن يَكُونَ إيجابِيَّاً أو سَلبِيَّاً. إن كَانَ كُلُّ شَيءٍ يعمَلُ بالطَّريقَةِ الصَّحيحَة، وإن كانَ الإتِّجاهُ الذي إختَرناهُ يحمِلُ بِوُضُوحٍ ختمَ مُوافَقَةِ اللهِ عليهِ، فبإمكانِنا القَول أنَّ اللهَ أعطانا تأكيداً إيجابِيَّاً عن مَشيئَتِهِ. لدَينا الإقتِناعُ أنَّ اللهَ يَقُولُ لنا، "هذه هي الطَّريق، إسلُكُوا فيها." (إشعياء 30: 20، 21). وبعدَ أن نلتَزِمَ بإتِّجاهٍ مُعَيَّن، نرى البَراهين أنَّ المسيحَ الحَيَّ قد سَبَقَنا وحضَّرَ الطَّريقَ لنا (يُوحَنَّا 10: 4).
أحياناً، يَكُونُ التَّأكيدُ سَلبِيَّاً، وتَكُونُ النَّتائِجُ عكسَ ما وصفتُهُ لكُم أعلاهُ. عندَما يحدُثُ هذا، علينا أن نتَّضِعَ بِشكلٍ كافٍ لِنَرجِعَ إلى مُفتَرَقِ الطُّرُقِ ونختارَ الطريقَ الآخر.
- عدد الزيارات: 20782