Skip to main content

الأصحاح الأول - عدد 4

الصفحة 4 من 13: عدد 4

فأخذا لهما امرأتين موآبيتين اسم إحداهما عرفة، واسم الأخرى راعوث ( ع4)

إنه فضل من الرب أن لا يدعنا نبتعد كثيراً عن الراعي، أما المؤمن الذي يذهب جائلاً بعيداً عن الرب فلابد أن الرب يعيده، إلا أن ذلك لن يخلو من خسارة جسيمة له ولمن يحبهم، كما أنها خسارة للشهادة أيضاً. تأمل إبراهيم في تكوين 12، لم يستطع فرعون أن ينظر إليه سوى ككذَّاب لا يمكن الوثوق به. فكم كان الدمار الذي أصاب الشهادة لإله إبراهيم بذلك؟ ألم يكن ارتحال لوط نحو سدوم وعمورة نتيجة مباشرة لنزول إبراهيم إلى مصر. فرأى لوط وادي الأردن «كجنة الرب كأرض مصر». وهكذا لم يعد يستطيع أن يميز بين جنة الرب وبين أرض مصر.

كذلك قصة هاجر وإسماعيل، تلك القصة المحزنة، ألم تكن نتيجة نزول إبراهيم إلى مصر وكذبه على فرعون، وحتى يومنا هذا يقاسي الشعب من النتائج المرة لفعلة إبراهيم هذه. فإننا حينما نبدأ خطوة الانحراف الأولى فقلما نفكر فيما يمكن أن تنتهي إليه من أخطار ونتائج مريرة، قد يرجع الأبوان المؤمنان عن خطأ ما إلى صواب السبيل، ولكن قلما يرجع أبناؤهما معهما. لقد ظن أليمالك أنه سيتغرب قليلاً كسائح في أرض موآب، ولكن ابنيه استقرا هناك، واتخذا لهما زوجتين من بنات موآب، فصارا في عداد المفقودين بالنسبة لشعب الله، ولو أنهما ولدا بنين - وقد منع الله ذلك - لانتسبوا لأعداء شعب الله، إذ لا يدخل موآبي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر، هذا بالإضافة إلى كونهما بسكناهما في موآب قد نجسا ميراثهما (اقرأ نحميا 13).

أحياناً نقابل أناساً لهم شهادة تبدو رائعة، وكأنهم ملائكة قد نزلت رأساً من السماء، ثم نراهم وإذا بهم قد سقطوا، ولا تبدو لهم بادرة للقيام مرة أخرى. أما المؤمن الحقيقي فإن سقط يقوم، كما سنرى بعد بالنسبة لنعمي.

في تكوين 6:8-9 نرى الغراب والحمامة، وقد خرجا كلاهما من الفلك، أما الحمامة فقد رجعت إليه، وأما الغراب فلم يرجع، إذ له طبيعة مغايرة للحمامة. لذلك أمكنه أن يجد راحة وطعاماً في الرمم الطافية. فلا ننس أبداً أن هناك خطراً كامناً في دخول الغراب خلسة بين من يُدعَوْن «الإخوة». إن أشهر ملحد عاش في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كان يوماً ما في الشركة على مائدة الرب وكانت خدمته مقبولة جداً، وكان تلميذاً ليوحنا داربي. ثم ذهب مع بعض الإخوة إلى بلاد فارس كمرسلين. ولكن لما رجع كانت تحوم حوله بعض الشبهات، دعت إلى استقباله بتحفظ، ولما سئل عما أشيع عنه رد كاشفاً عدم إيمانه. وكنتيجة طبيعية عُزل من الشركة على مائدة الرب، مما أثار زوبعة من الاحتجاجات من البعض، إذ كانوا يعتبرونه مؤمناً مثالياً وواعظاً بليغاً. عندئذ اتجه إلى بعض الطوائف حيث استُقبل بالترحاب، على الأقل لأنه كان يفرط نقداً ضد الإخوة، واستمر بين هذه الطوائف لعدة أعوام كمعلم، حتى سقط عنه القناع عندما أصدر كتاباً بعنوان "أطوار الإيمان" ينتهي فيه إلى الإلحاد التام. وأخيراً اعتنق مذهب "العقلانيين"، وحسب ما نعلم عنه فقد مات عليه. كان هذا الشخص شقيق الكاردينال "نيومان" الشهير.

عدد 5
الصفحة
  • عدد الزيارات: 25669