Skip to main content

الأصحاح الأول - عدد 5

الصفحة 5 من 13: عدد 5

ثم ماتا كلاهما محلون وكليون، فتُركت المرأة من ابنيها ومن رجلها ( ع 5)

نعود إلى نعمي، لقد انطفأت جمرتها (2صم7:14)، فلم يبقَ لها اسم ولا وريث في الأرض، تماماً كما حدث مع الخليقة كلها التي فقدت بركتها، فهل كان يحدث ذلك لولا السقوط؟ لقد عم الخليقة ما يؤكد ضياع البركة، فأُخربت ولم يعد لها رجاء في بركة إلا على أساس الفداء. ولابد أن نعمي فهمت هذا من سفر الخروج، ولكن الله في نعمته يستخدم فشلها في أن يقودها إلى حقائق أعمق. فهي تأتي أخيراً، لا إلى الفداء، بل إلى الفادي نفسه.

عندما نتأمل نعمي في فقرها هذا، لا يسعنا إلا أن نتذكر كلمات الرب إلى ملاك كنيسة ساردس في رؤيا 3 «لك اسم أنك حي وأنت ميت، كن ساهراً وشدد ما بقي، الذي هو عتيد أن يموت». ألا ينطبق هذا الوصف تمام الانطباق على هذه الأسرة؟ فما زالت تحمل اسم أسرة «أليمالك» "إلهي ملك"، ولكن كل الرجال فيها ماتوا، بدءاً من أليمالك نفسه إلى ابنيه، ولم يبقَ من هذه الأسرة سوى أرملة بلا رجاء، لا انتظار لها سوى أن تموت وحيدة. هذا هو ما بقى - حطام أسرة - بعد عشر سنوات من الإقامة في موآب.

والرقم (10) يتكلم عن المسئولية. فالرقم (5) هو رقم الإنسان (4)، واقفاً أمام الله (1) ومسئولاً أمامه. وبذلك فالرقم (5) هو رقم المخلوق باعتباره مسئولاً أمام الخالق، الذي يريد من جانبه أن يعِين المخلوق ليتمم مسئولياته، وإن كان في ذات الوقت يطالبه بها. والرقم (10) هو الرقم (5) مضاعفاً، فهو يتكلم عن استعلان المسئولية الكاملة.

إننا دائماً نفشل عندما يضع الله علينا مسئولية، ما لم ترفعنا نعمة الله. أي شكر يجب أن يكون عندنا لأجل النعمة التي تسود عندما نكون قد أفسدنا كل شيء، فهي تجعل لنا باباً مفتوحاً، ليس لكي نعود إلى ما أفسدناه، بل لتعطينا أموراً جديدة تماماً، أفضل مما كان لنا قبلاً.

عدد 6-7
الصفحة
  • عدد الزيارات: 25659