Skip to main content

المسيحي: من هو؟

(يو 1: 47)

تقول كلمة الله أن يسوع المسيح العارف القلوب قال عند رؤيته نثنائيل: "هوذا إسرائيلي حقا لا غش فيه". والسؤال الذي أريد طرحه عليك أيها القارئ هو : هل إذا نظر يسوع إليك يقدر أن يقول: هو ذا مسيحي حقا لا غش فيه؟ هل تستريح أحشاؤه إلى مسيحيتك أم أنه يقول أن لك اسما أنك حي ولكنك ميت؟

و هنا لا بد لي من سؤال آخر هو : من هو المسيحي؟ وابدأ بالقول أن المسيحي هو :

المسيحي بالاقتناع .

لما وقف بولس الرسول أمام أغريباس الملك و تحدث عن اختباره في المسيح واهتدائه إلى الإيمان، أجابه الملك بقوله "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيا".

نعم المسيحية تأتي بالإقناع، لا بالإكراه والضغط، ولا بمجرد قبول اسم جديد كما فعل الوثنيون في أيام الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع، ولا بإتقان جواب معين كأن تقول: نعم بنعمة الله أنا مسيحي، ولا هي مجرد ظواهر و طقوس و تقاليد. والا شابهنا لابس ثياب الجندية وهو ليس بجندي.

أجل أن المسيحية لا تخاطب العاطفة و حسب بل أيضا العقل والمنطق البشري فضلا عن الإرادة.و لهذا كان من الضروري على كل مسيحي في كل الآجال والأجيال أن يكون قد اقتنع أولا وامن أن الله موجود وانه هو (أي الإنسان) خاطي و في حاجة إلى يسوع المسيح المخلص الواحد الوحيد من الخطية.

لقد صدق الشاعر الطغرائي إذ قال:

خذ ما تراه و دع شيئا سمعت به

في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل

ثم المسيحي هو :

المسيحي بالإتباع .

يقول سفر أعمال الرسل "و دعي التلاميذ مسيحيين في إنطاكية أولا". و نلاحظ هنا أن الذين دعوا مسيحيين هم التلاميذ _ أي الذين تبعوا المسيح و ساروا وراءه منكرين لذواتهم حاملين الصليب. بكلام آخر، أن الذي يريد أن يكون تلميذا ليسوع عليه أن يتبعه، وان من يريد أن يتبعه عليه أن يسمع كلامه و يعمل به. و في ذلك امتياز كبير لكل من يتتلمذ ليسوع. فأن كان من حق المشائين أن يفتخروا بكونهم تلاميذ لارسطو، و من حق أر سطوان يفتخر بكونه تلميذا لأفلاطون، و من حق ابن سينا أن يفتخر بكونه تلميذا للفارابي، ومن حق بولس أن يفتخر بكونه تلميذا لغملائيل، فأن من حق تلاميذ المسيح أن يفتخروا بالأولى لأن معلمهم هو سيد المعلمين على الإطلاق.

واخيرا المسيحي هو :

المسيحي بالامتناع .

عنيت الامتناع عن الخطية. يقول الكتاب المقدس "ليتجنب الأثم كل من يسمى اسم المسيح". فالخطية والمسيح ضدان، و من أراد أن يكون مسيحيا، عليه أن يتأكد أولا من أن مشكلة خطيته قد سوّيت عن طريق التوبة والاتكال على دم المسيح.

فلا يغب عن بالكم أن الخطية هي عدوة الله و ضد طبيعته القدوسة كما وانها ضد الإنسان و صالح الإنسان الزمني والأبدي. ثم أنها هي التي صلبت ابن الله واماتته ميتة المجرمين. و خير موقف نقفه منها هو ان نقلع عنها و نتجنبها و نحاربها والا كنا خائنين للرب الذي أحبنا و بذل نفسه لأجلنا.

هذه هي المسيحية الحقيقية. فإذا شئت أن تكون واحدا من معتنقها فما عليك إلا أن تسلك سبيل الاقتناع والإتباع والامتناع عن الإثم. و عليك بالتالي أن تحياها أمام الآخرين لكي يلمسوا صحتها و صدقها! والا كانت مسيحيتك اسما على غير مسمى.

يقول الواعظ العالمي المشهور بللي غراهم

المسيحي هو الكتاب المقدس الذي يقرأه الناس

المسيحي هو العقيدة التي يحتاجها الناس

المسيحي هو العظة التي يصغي إليها الناس

والآن أسألك مرة أخرى: هل أنت مسيحي؟ و هل إذا نظر إليك يسوع يقدر أن يقول "هو ذا مسيحي حقا لا غش فيه"؟

صـــلاة: لا تسمح يا رب أن نخدع نفوسنا أو نخدع ضمائرنا بالقول أننا مسيحيون، بل أعطنا أن نتأكد كل بمفرده أننا بالفعل صرنا تلاميذ ليسوع بالاقتناع والإتباع والامتناع. أسمعنا أبانا باسم يسوع. آمين.

  • عدد الزيارات: 3913