Skip to main content

شعارات، شعارات...

(يو 18: 37)

في المناقشة لمجلس الشعب المصري منذ مدة قريبة، أعرب الأعضاء عن رأيهم في الشعارات التي انتظر الشعب تحقيقها سنوات طويلة على غير طائل، فقالوا: "سمع الشعب الكثير عن الاستعداد للمعركة إلى أن مل الشعارات".

أجل قارئ الكريم "مل الشعب الشعارات" البراقة الجذبة التي أصبحت بعض دولنا مختصة بإنتاجها و تصديرها كأي سلعة من السلع الضرورية. "مل الشعب الشعارات" التي تهدف إلى الإلهاء والخداع. "الشعارات" المستوردة من هنا و هناك ولا غاية لها إلا الاستهلاك المحلي. "مل الشعارات" غير المحققة حتى دب فيه اليأس والقنوط.

أنما ملل الشعب لا يعني أن الناس يكرهون الشعارات من حيث المبدأ، بل يعني أن الناس يكرهون الشعارات الكاذبة المضللة التي لا طائل تحتها.أما إذا وجد من يعد و يفي، من يرفع الشعارات و يحققها بحذافيرها فأن بعضا من الناس على الأقل سيتبعه بل و يعلن الولاء له. فهل من وجود لشخص كهذا؟ هل من وجود لشخص صادق كل الصدق لا يغير ما يخرج فمه ولو زالت السماء والأرض؟

أجل أنه يسوع الذي حمل إلينا شعارات عدة و قد تممها بنفسه واحدا واحدا. ولما قال على الصليب "قد أكمل" كان يعني، من جملة ما عنى، أنه قد أكمل الشعارات و حققها دون تأخير أو تغيير. إليك الآن بعض هذه الشعارات:

"أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل"

"لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب و يخلص ما قد هلك"

"ما جئت لانقض بل لاكمل"

"لهذا قد أتيت إلى العالم لاشهد للحق"

"جئت لالقي نارا على الأرض"

"أن أفعل مشيئتك يا إلهي، سررت"

و لو اردنا أن نعبر عن شعارات المسيح بلغة اليوم لقلنا: جاء يسوع ليزيل أثار العدوان الذي قام به إبليس على النفس البشرية محاولا القضاء عليها. والحق يقال أن الشيطان كان وراء سقوط الإنسان و تشوه صورته. غير أن الرب يسوع بعمله الفدائي أزال أثار عدوان الشيطان مقابل أن يقبل الإنسان عمل الفداء بالإيمان القلبي الاختباري الاختياري. و بلغة اليوم أيضا نقول أن المسيح لا يقبل بمفاوضات أو سلام أو صلح مع العدو - أي عدو الله والبشر. فقد حكم الله عليه منذ سقوطه و سيأتي الوقت الذي يقيد فيه نهائيا و يطرح في الجحيم إلى أبد الآبدين. فالحرية التي يتمتع بها الآن إن هي إلا حرية وقتية.ولأن المسيح كان حرا منه "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء" - فإنه يستطيع أن يحمينا منه.

وبلغة اليوم نقول أن المسيح جاء ليوفر لنا الحرية والعزة والكرامة والحياة.وهذه ليست كالحرية والكرامة والحياة الأرضية الوقتية الناقصة بل هي ذات صفة أبدية لا نقص فيها ولا عيب. إنها حرية حقيقية "إن حرركم الابن بالحقيقة تكونون أحرارا".إنها حياة فضلى فياضة إنها كرامة وعزة ومجد لا نظير لها هنا على الأرض.وهذه نتمتع بها في الدنيا والآخرة وإلى دهر الدهور.ضع ثقتك في يسوع الصادق الآمين فتتمتع بكل ما جاء من أجله.

صـــلاة: نشكرك اللهم لأنك الإله المنـزه عن الكذب. تعد وتفي.السماء والأرض تزولان ولكن كلامك لا يزول. أعطنا أن نحصر ولاءنا كله فيك يا من تممت كل شعاراتك حبا بنا.باسمك.آمين

  • عدد الزيارات: 5933