Skip to main content

تذليل الصعوبات - القيام بواجبات غير مستحبّة

الصفحة 5 من 6: القيام بواجبات غير مستحبّة

القيام بواجبات غير مستحبّة

عندما يتعلّق القائد بالقيام بأعمال محبّبة لنفسه ويتجنّب تلك التي لا تسرّه فإنه عاجلاً أم آجلاً سيقع في مشاكل. هناك واجبات لا يستطيع القائد التّهرب منها، وعليه أن يُقدم على إنجازها. إن لدينا مثلاً على هذا في حياة داود. كان داود رجلاً متفوّقاً في المعارك محارباً شديد البأس، كما كان يقوم بأعمال إدارة الشعب بجدارة. إن انشغاله بإدارة شؤون الحرب لم يمنعه من الاهتمام بالشؤون الإدارية.

لقد وصف لنا الكتاب المقدس التنظيم الذي عمل به داود لإدارة البلاد. "وملك داود على جميع إسرائيل وكان يُجري قضاءً وعدلاً لكل شعبه. وكان يوآب ابن صروية على الجيش ويهوشافاط بن أخيلود مسجِّلاً وصادوق بن أخيطوب بن أبياثار كاهنين وشوشا كاتباً وبنايا بن يهويا داع على الجلاّدين والسعاة وبنو داود والأوّلين بين يدي الملك" (1 أيام 18: 14- 17).

كان لدى داود قائدان عسكريان كبيران، واحد لقيادة القوات في ساحة القتال والآخر لقيادة حرس داود، لحفظ النظام في البيت. وكان له موظفان دينيّان تحت قيادة أبياثار وآخران مدنيّان. أحدهما يطلعه مقدّماً على الأعمال الواجب إتمامها والآخر لكي يُطلع الشعب على الأعمال التي أنجزت. وبذلك كان الشعب يعرف ما يستجدّ من القوانين ويبقى على اتصال شخصي بالملك. لقد نجح هذا النظام وأحبَّه الشعب.

إن من واجب القائد العمل ببرنامج متوازن. إن من السهل إبراز ناحية من عمله على حساب ناحية أخرى. قد يهتم مثلاً للنواحي المالية ويهمل التبشير، أو يهتم بالتبشير ويهمل تدريب الأفراد. قد ينشغل بتفاصيل في التنظيم والإدارة وتغيب عن باله الأهداف الرئيسية الأكثر أهمية. إن عدم التوازن هذا قد ينتج عندما يسمح القائد لنفسه أن يضع نصب عينيه الأعمال التي يحبّها بينما يهمل المسؤوليات المرافقة والتي هي جزء من العمل. إن القدرة على تقبّل المرّ مع الحلو هي من سمات القائد الناجح.

مشاكل شخصية: الحزن والألم
الصفحة
  • عدد الزيارات: 13066