Skip to main content

اجتماعات الكنيسة

الصفحة 1 من 2

" وأخضع كل شىء تحت قدميه وإياه جعل رأسا فوق كل شئ للكنيسة التي هي جسده الذي يملأ الكل في الكل " ( أف 1: 22 ،23).

اجتماع شعب الرب علي الأخص في يوم الرب هو بؤرة الشركة الكنسية. يجب أن تتجاوز الشركة والخدمة اجتماع يوم واحد في الأسبوع. استمرار الاجتماعات يقرر تقدم أو فشل الكنيسة المحلية. يعتبر اجتماع المؤمنين مثل اجتماع الأسرة. يجب أن يشجع أحدهم الآخر و يستمع بعضهم إلي بعض وفوق الكل يتمتع الجميع بحضور الرب و بكلمته. كما تقرر الشركة الروحية إن كانت الاجتماعات حية، مثمرة ملهمة وقوية في جسد الرب أم هى غير ذلك..

إذا كان لنا النضج الكافي سوف نحضر لنعبد ونخدم الرب. نطلب الرب ،ولا نطلب شيئا لأنفسنا سوي بركة حضوره. لكن يوجد عدد قليل ناضج إلي حالة روحية عالية. تحمل اجتماعات الكنيسة تثقلا كبيرا ويتوقع الأعضاء أمورا عالية. يتطلع الناس إلي الدفء والمحبة والاطمئنان. يهتمون بنوع الرسالة التي تقدم من فوق المنبر. يجذب الوعاظ المقتدرون جموعا غفيرة. رغم ذلك يوجد احتياج متزايد للخدمات التي تشبع الجماعات المتنوعة وتحافظ علي التركيز الروحي.. هذا تحد حقيقي لكنائس العصر.

ويتحدي العصر الحاضر الكنيسة بالمشاكل المعقدة والضغوط الشديدة. أصبح تقييم العالم هو المستوي الذي تخضع له الكنيسة. صار التلفزيون محور الاهتمام البشري . وهو المنافس الأول للكنيسة. إذا قورنت اجتماعات الكنيسة مع الألعاب الرياضية ووسائل الترفيه الأخرى تبدو الاجتماعات باهتة. وبزيادة المخدرات والمشروبات الكحولية زادت المشاكل العائلية. تسيطر موسيقي الروك وتقبض علي أفكار الشباب بتأثيرها الهدام. و قد صارت هذه الموسيقي هي قاعدة عامة في المجتمع. كذلك سيطرت اللأخلاقيات وازداد الانهيار الأسرى و لا يوجد استثناء لهذا. يزداد كل عام عدد الأمهات العاملات اللاتي غالبا ما يتركن أولادهن يعودون إلي بيوت خالية بعد المدرسة. ومن الواضح والواجب علي الكنيسة أن تغيير الكثير من طرقها التقليدية في مواجهة هذه التحديات حتى تصل بالمسيح إلي هذا الجيل.

اجتماعات الكنيسة.

لم يكن المؤمنون الأوائل لهم مبان. ولهذا كانوا يجتمعون في البيوت وفي أماكن أخري ممكنة. وعندما انفصلوا عن اليهودية لم يعودا يذهبوا إلي المجامع. هدم هيكل أورشليم عام 70م حيث كان المؤمنون يجتمعون في سنوات سابقة وأزيل كل ما كان مرتبطا به. و تأسس نظام بسيط للعبادة . اجتمع المؤمنون في كل مكان حول شخص المسيح وليس في هيكل مركزي. سكن الله في شعبه وليس في مبني . حل المسيح محل الكهنة ذوي الملابس الكهنوتية،ولم يعد هناك مكان للشموع والبخور . اقترب المؤمنون إلي الرب يسوع اقترابا شخصيا (عب6: 19).

يضع أع 20: 7 اليوم الأول في الأسبوع أساسا للعبادة- اليوم الذي فيه قام الرب من الأموات- كاليوم الجديد للاجتماع المسيحي. كانت الفريضة الأساسية هي العشاء الرباني. سميت أيضا بكسر الخبز. وكان نتيجة هذا الاجتماع أن بدأ بولس وآخرون خدمة الوعظ. وكانت توجد ر شركة ( أغابي) أو وليمة محبة مستمرة لتسبق فريضة العشاء الرباني وفيها كانت تقدم وجبة عشاء عامة(1كو11: 22-23، يه12). ويوضح الديداكت وهو كتابات الكنيسة في القرن الثاني الميلادي – هذا التعليم. " في يوم الرب – اجتمعوا واكسروا خبزا اشكروا بعد أن تعترفوا بخطاياكم حتى تكون ذبائحكم نقية."

كانت هناك الفرصة ليشارك الأخوة الخدمة في الاجتماع " فما هو إذا أيها الأخوة متي اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور، له تعليم، له لسان، له إعلان، له ترجمة فليكن كل شئ للبنيان." (1كو14: 26). أعطي الاجتماع الرئيسي للرجال الفرصة أن يشتركوا أمام الكنيسة كلها وأن يستخدموا المواهب الروحية المعطاة لهم. واستوي في هذا السادة والعبيد. نري ذلك في بيت المالك ( فل1، 2).كما نري المساواة الأخوية وتقديم الاحترام المستحق (1تي6: 1، 2) وكانت معظم الأنشطة متركزة علي اجتماع عام واحد يعقد في المساء غالبا بعد انتهاء العمل. وبدون شك، كانت توجد اجتماعات أخرى للصلاة، التعليم والمشاركة لكن هذا الاجتماع المسائي كان يعتبر الاجتماع الرئيسي للكنيسة الأولى.

اجتماعات الكنائس في الوقت الحاضر.

هناك فرق كبير بين النموذج البسيط الذي ذكرناه وبين الاجتماعات الموجودة بيننا الآن. الآن لنا مبان ضخمة متعددة الحجرات تمارس فيها أعمال عديدة. فجمال المبني، الموقع، الأثاث الداخلي، حجرات الرياضة البدنية، حجرات الأطفال، أختيرت كلها لجذب الزائرين. صارت لنا فرق ترنيم مدربة جيدا، الترنيم المنفرد، الآلات العديدة و ضيوف العزف، كلها أجزاء أساسية في البرنامج. كذلك صارت هناك خدمات واجتماعات منفصلة- اجتماعات للشباب، الأطفال، الشيوخ، الأزواج، الجامعيين، العزاب ومجموعات أخري. صار الواعظ- علي الأخص الواعظ الماهر- هو الشخصية المركزية في الكنائس العصرية . وتنسج معظم الكنائس حول الخادم المشهور وشعبيته. الشخصية هي المفتاح الرئيسي لنمو الكنيسة.

قد زاد عدد الكنائس التي تخلت عن اجتماع الأحد المسائي واجتماعات وسط الأسبوع. صار لها اجتماع واحد هو الأحد صباحا. ومع أن مدراس الأحد كانت دعامة الكنيسة الأولي منذ نشأتها في إنجلترا منذ أكثر من 100 عام، بدأت تتدهور في الحضور من ذلك الحين. تناقص وقت الخدمة وصار أكثر حد للخدمة هو ساعة واحدة، والواعظ هو المركز الرئيسي وليس العبادة.

احتفظت الكنائس المحافظة بعدد الاجتماعات التقليدية في الأسبوع. لكن الوعظ وتعليم الكلمة تقلصا بصفة عامة . زاد وقت تناول الأطعمة والمشروبات. زاد عدد الحاضرين في تلك الكنائس بسبب هذا النشاط، و لم تعد قادرة علي الوصول إلي الشباب ولا حتى الاحتفاظ بالشباب الذين نموا في أسر الكنيسة. وفي العادة يقتنع كبار السن بالاستمرار في هذه الاجتماعات التقليدية بنفس الطريقة التي اتبعوها منذ 50عام رغم نقص نمو الكنيسة الواضح.

الاجتماعات في الكنائس الروحية

نتردد في استخدام كلمة " الروحية" لكنها توضح كل ما هو مرغوب في اجتماعات الكنيسة التي يسر بها الله ويبني فيها الشعب. لا يمكن أن نطلق على الكنيسة الروحية أنها ميتة بل هي الكنيسة التي تحررت من روح العالم والسطحية.

1--نموذج الاجتماعات الجيدة. يجب أن تكون الأولوية للسجود للرب حيث أن الرب يطلب هذا السجود(يو4: 23) . يجب أن يتركز هذا الاجتماع حول عناصر العشاء الرباني كما أوصانا الرب في (لو22: 19). كما مارسته الكنيسة الأولي (أع2: 42) وهو سجود الشركة المفتوحة للكل في عبادة حارة فائضة وتلقائية. ليست عبادة مملة، رسمية ومتعبة. يجب أن يخصص وقت للوعظ التفسيري لكلمة الله التي يقدمها شخص مقتدر: يقدم خدمة تحريض وبنيان. لا يحتاج الأمر أن يكون المتكلم هو نفس الشخص كل أسبوع. يشترك في تقديم هذه الخدمة معلمون موهوبون ووعاظ مقتدرون. ويجب أن يخصص وقت آخر للدراسة، المناقشة والتعليم الكتابي للشباب والكبار. ويحتاج الأطفال أيضا إلي تعليم خاص، إلي رعاية وإشراف فترة وجودهم في الكنيسة. يجب أن يخصص وقت للصلاة المشتركة. يمكن أن يكون هذا الوقت في اجتماعات أخرى. من المفضل تخصيص وقت لصلاة القديسين. وأن يتضمن هذا الأمر موسيقي سامية من أشخاص روحيين . قد تعقد اجتماعات كرازية داخل الكنيسة لكن الكرازة الحقيقية تتم خارجها. من الصعب ربط كل هذه الاجتماعات في جلسة واحدة مهما طال الوقت المخصص.

الجماعات الصغيرة للشركة أو الدراسة الكتابية بالمنزل واجتماعات الصلاة هي اجتماعات تقابل احتياجات الناس الذين ينشدون الشركة داخل الكنيسة. قد يصل عدد هذه الجماعة إلى 10- 15 فرد. إذا كانت هذه الاجتماعات تقاد جيدا في وقت مقبول للمشاركة والصلاة ، فسوف تؤثر الجماعة في الناس في أن يحضروا ويشتركوا فيها. اجتماعات الأطفال والأعمال اليدوية ، حفظ الآيات الكتابية ، التعليم والألعاب بأدوات معينه، الدراسة الكتابية للسيدات أثناء النهار كلها اجتماعات مطلوبة. علي أنه يوجد خطر في عمل جداول اجتماعات كثيرة تسبب متاعب للأسرة.

2- المشاركة في الاجتماعات الجيدة: ما هي أسباب الاجتماعات الجيدة؟ أكثر العوامل فاعلية هو أشخاص روحيون يشاركون حياتهم مع الآخرين. كذلك رجال الله المقتدرون في الوعظ والتعليم بالكلمة. إذا وجد هذان العنصران لا بد أن تثمر الاجتماعات. لكي نرفع مستوي الاجتماعات نحتاج أن نرفع مستوي الحياة الروحية.

فى المقارنة بين الاجتماعات الجيدة والفقيرة. الاجتماعات المنظمة أكثر فائدة من غير المنظمة (1كو 14 :33 –40) الاجتماعات غير المنظمة غير الروحية والتي لا تعد جيدا، هى اجتماعات غير مثمرة. يجب أن نبحث عن اجتماعات روحية ترفعنا إلي نفس محضر الله. وتثمر الاجتماعات عندما تتكامل العناصر. ينطبق هذا علي الذين يقدمون الدعوة، الذين يقودون الترنيم، والذين يشاركون في أعمال أخري غير الوعظ. نحن نكرم الله عندما نقدم الخدمة بنظام جيد. لكن هذا يحتاج إلي الإعداد والتفكير بقيادة الروح. نحن في حاجة أن يقود الله اجتماعاتنا.

من المهم أن يشترك الجميع بحسب مواهبهم . لا يجب أن تسعي اليد إلي عمل تحسن عمله الرجل.

 

العين وحدها هي التي تعمل عمل العين. هذا هو أسلوب (1كو12) . المجال الصحيح لموهبة الشخص يقرره حكم القادة والكنيسة. ليس الإنسان حاكما عادلا علي موهبته. يتكلم الأنبياء ويحكم الآخرون (1كو12: 20) يستطيع البعض أن يعلموا بالكلمة بطريقة بناءة، بينما يكون البعض الأخر بدون تأثير فيما يقول. يستطيع البعض أن يقود الترنيم بينما لا يستطيع البعض الأخر ذلك. من المفضل أن يوضع كل مؤمن في مجال خدمته الملائمة له تماما. قد لا يستطيع البعض أو الغالبية تقديم خدمة جهورية. يمكنهم خدمة الرب بطرق أخري . ويرجي عدم تعيين أشخاص في وظائف كنسية لأي سبب أخر، إلا عندما يظهرون القدرة علي هذا العمل.

3- جو الاجتماع الجيد. عندما يدخل الزائرون إلي الاجتماع يشعرون بشىء ما في الجو. إما أنهم يقابلون بترحيب جيد أو إهمال رقيق. إما أنهم يشعروا بمحبة أو مودة أو يشعروا بجفاء وبرودة. يمكنهم أن يميزوا روح الفرح أو روح الملل والكآبة .يشعروا بالإخلاص أو نقص الصدق في المحيطين بهم. يشعروا بالبهجة في الكنيسة أو بالروتينية في كل شئ. يشعروا إذا كان الله حاضرا للعمل أم أنه اجتماع بشري، لا يختلف عن نادي اجتماعي أو مجتمع سيدات. يقرر الزائرون إذا ما كانت هذه كنيسة حية أو كنيسة كئيبة ميتة. ماذا نعمل لنخلق جو جيد ؟ ضع في الاعتبار هذه المقترحات:

‌أ- إذا كنت في موقع المسئولية تعرف علي موقف سلبي وتحقق أنه عليك أن تعمل شيئا. ما هي الأمور الحيوية المفقودة ؟ اذكر ما يمكن عمله للمساعدة. من الأفضل أن يكون لك أفكار بناءة من أن تكون لك شكوي سلبية . كل أمر سلبي له مقابله الإيجابي. أبحث عن الحلول.

‌ب- إعادة تنظيم الأمور. السطحية لن يغير الضعفات الكاملة. غالبا ما يكمن العامل الروحي تحت المشكلة السطحية. إذا تلف لوح خشبي فإن الطلاء الخارجي سيكون غطاءا مؤقتا فقط.

‌ج- إذا كنت ستحضر الكنيسة عليك أن تأتي مستعدا روحيا، استعد أن تقدم خدمة للآخرين وتصل إلي الجدد، أن تقدم خدمة وليس أن تقدم لك الخدمة. يقرر الناس بأنفسهم الجو العام للاجتماع.

خاتمة وتطبيق.

كانت الكنيسة الأولي لها القوة الديناميكية التي تفيض باستمرار في متجددين فرحين. ممتلئين من روح الله. يشارك المؤمنون الممتلئون بروح الله بإيمانهم بانتظام كأسلوب حياة. ذكر الوحي عنهم انهم " جالوا مبشرين بالكلمة" يحضر الأشخاص الأحياء الاجتماعات الحية. وإذ يتزايد عدد المجددين تنبعث حياة جديدة وغيرة قوية.

يوضح لنا هذا الامتداد أنه لا يمكن أن يقضي المؤمنون أوقاتا كبيرة في حضور اجتماعات وعمل أنشطة تعيقهم عن بناء جسور مع غير المتجددين وجيران غير مؤمنين. وما لم يوجد تصميم من المؤمنين للوصول إلي الذين هم بدون المسيح، لن تتحسن الكرازة في الكنيسة المحلية يحتاج هذا قدر كبير من التصميم وإلي ترتيب الأولوية. تعطي الأولوية اليومية الواضحة إلي أولئك التابعين.

ليس القرن العشرين هو القرن الأول. توجد تغيرات كثيرة في العالم. لكن أساس رسالتنا لم ولا يمكن أن يتغير. ما كان مركز اهتمام الله باق كما هو اليوم. قد نحتاج إلي ملائمة التفاصيل في الاجتماعات آو ملائمة الحضارة التي نعيش فيها، ونحن لا نساوم علي المبادئ.

بالتمييز الروحي نستطيع أن نعرف الفرق بين المبادئ الأساسية والتفاصيل الإجرائية. يخبرنا هذا التمييز إذا ما كانت لنا اجتماعات جيدة أو أخري فقيرة.

المرشد
الصفحة
  • عدد الزيارات: 14336