Skip to main content

الفصلُ الرابِع "كيفَ يُصنَعُ التلميذُ؟" - السِّلسِلَة المُثلَّثة الحلقات

الصفحة 3 من 3: السِّلسِلَة المُثلَّثة الحلقات

السِّلسِلَة المُثلَّثة الحلقات

في هذه القِصَص عن فيلبُّس وبطرُس، نَجِدُ منهَجِيَّةً تُرينا كيفَ نصنَعُ تلاميذ. إنَّ هذه الأمثِلَة المُوحَاة تُظهِرُ لنا وكَأنَّ هُناكَ "سلسِلَة مُثلَّثة الحلقات" بينَ الله وبينَ الضَّالِّين. الحلقةُ الأُولى هي الرُّوح القُدُس. الحلقَةُ الثانِيَة هي كَلِمَةُ الله، والحَلَقَةُ الثالِثَة هي خادِم الله – صانِع التلاميذ.

لِكَي نصنَعَ تِلميذاً، ينبَغي أن يعمَلَ الرُّوحُ القُدُسُ في ومن خِلالِ صانِعِ التلاميذ، كَي يحُضَّ ذلكَ التلميذ على تقديمِ إنجيلِ يسوع المَسيح لفَردٍ ما. وينبَغي أن يكُونَ الرُّوحُ القُدُس عامِلاً أيضاً في ذلكَ الشخص الضَّال، مُولِّداً فيهِ جُوعاً رُوحيَّاً، تماماًَ كما عمِلَ معَ الأثيُوبيّ ومعَ قائدِ المئة.

إنَّ كَلِمَةَ الله، أو الإنجيل ينبَغي أن يأخُذَ مكانَهُ كأداةٍ يستَخِدمُها اللهُ في صناعَةِ التلاميذ. عندما تُقبَلُ بِذرَةُ كلمةِ اللهِ في قَلبٍ مُفعَمٍ بالإيمان، يحصَلُ الحملُ الرُّوحي (1بُطرُس 1: 22، 23).

ثُمَّ ينبَغي على خادِمِ الرَّب، أو صانِعِ التلاميذ، أن يكُونَ في موقِعِهِ. فصانِعُ التلاميذ المُكرَّس، المُتوفِّر، والأمين، مثل فيلبُّس وبطرُس، هو الحلقةُ الثالِثة في السلسِلَةِ المُثلَّثَةِ الحلقات بينَ الله والضالِّين. من المُثيرِ والمَهُوب أن نعرِفَ أنَّ اللهَ يختارُ أشخاصاً من أمثالِكَ وأمثالِي، ليكُونُوا خُدَّامَهُ ويُشارِكُوا الأخبارَ السارَّة معَ الضالِّين.

ما هي البَراهِين أنَّ الرُّوحَ القُدُس يعمَلُ في حياةِ الأشخاصِ الضَّالِّين الذي لم يسبِقْ لهُم أن سمِعُوا أو قبِلُوا الإنجيل؟ في هذين المَثَلَين، يُعطينا لُوقا براهين واضِحَة تماماً عن النشاط الرُّوحيّ. قد لا تكُونُ هذه البَراهينُ واضِحَةً تماماً في تعامُلِنا معَ الأشخاصِ الضَّالِّين، ولكنَّنا سنراها إن كُنَّا نُصَلِّي ونبحَثُ عن هكذا براهين.

سُؤالٌ وَجيهٌ ينبَغي طرحُهُ لأنَّهُ يقُودُنا إلى حِوارٍ حَولَ أينَ يُمكِنُنا أن نُشارِكَ الإنجيل، هُوَ السؤالُ التالي: "هل أنتَ مُهتَمٌّ بالأُمُورِ الرُّوحيَّة؟" أسوأ ما يُمكِن أن يحدُثَ هُنا هو أن يأتيَ الجوابُ بالقَول: "لا". فإن كانَ لديكَ الإيمانُ والشجاعَةُ أن تطرحَ هذا السؤال، سوفَ تكتَشِفُ أنَّ أشخاصاً كثيرينَ مُهتَمُّونَ بالأُمُورِ الرُّوحيَّة. يحتاجُ الأشخاصُ الضَّالُّون إلى خادِمٍ لله، يكُونُ مُستَعِدَّاً أن "يصعَدَ إلى المركبَة" معَ هؤلاء الضَّالِّين، وأن يُساعِدَهُم على فَهمِ ما تُريدُ كلمةُ اللهِ أن تقُولَهُ، والذي لهُ علاقَةٌ حيويَّة بخلاصِهم.

عندما ترى براهين عن عملِ الرُّوحِ القُدُس في حياةِ شخصٍ ضالّ، فيقُودُكَ الرُّوحُ إلى مُشارَكَةِ الإنجيلِ معَ هذا الشخص الضَّالّ، فهل أنتَ ترغَبُ بأن تكُونَ الحلقَةَ الثالِثة في هذه السلسِلة بينَ الله والشخص الضَّالّ؟ لقد إتَّخذتُ هذا الإلتِزام معَ الله، ظَنَّاً منِّي أنَّني لن ألتَقيَ بالكَثِرينَ أمثال قائِدِ المئة والأثيُوبيّ. ولكنَّني كُنتُ على خطأ. فمُنذُ أن إتَّخذتُ هذا الإلتِزام أمامَ الله عام 1957، إلتَقيتُ بالعَدِيدِ من الأَشخَاص من هذا المثيل، ولقد رأيتُ الكثيرينَ منهُم يأتُونَ للإيمان بالمسيح ويختَبِرونَ الوِلادَةَ الجديدة.

عندما كُنتُ جديداً في الإيمان، كُنتُ خَجُولاً وتُعوِزُني الثِّقَةُ بالنفس عندما بدأتُ أتجاوَبُ معَ إرشادِ الرُّوحِ القُدُس لمُشاركَةِ الإنجيلِ معَ أفرادٍ جُدُد. وعندما إستَوعبتُ المَفهُومَ الذي أصِفُهُ كَسِلسِلةٍ مُثَلَّثَةِ الحَلَقات، تشَجَّعتُ كَثيراً عندما أدرَكتُ وتأكَّدتُ مِراراً كثيرة، أنَّ أوَّلَ حَلَقتَين من هذه السِلسِلة قَويَّتانَ لدرجة، أنَّ خلاصَ الضَّالِّينَ لا يعتَمِدُ على ذكائِنا، أو قُوَّتِنا في الإقناع، أو على براعَتِنا في "الترويجِ" للإنجيل.

نحنُ بِدونِ شَكّ الحلقة الأضعَف في هذه السِّلسِلة، ولكن لِسببٍ لا أفهَمُهُ، بالرُّغمِ من أنَّ اللهَ يستطيعُ أن يعمَلَ هذه المُعجِزة بِدُونِنا، وهذا ما يفعَلُهُ أحياناً، ولكنَّهُ إختارَ أن يستَخدِمَ الحلقةَ الأضعَف التي هي الإنسان لكي يأتِيَ بالضَّالِّين إلى الإيمانِ والخلاص. إنَّ المسيحَ الحيَّ المُقام هُوَ كَرمَةٌ تبحَثُ عن أغصان، التي من خِلالِها يستَطيعُ أن يُنتِجَ "الثمر الباقي." (يُوحنَّا 15: 16).

هل سبقَ لكَ وشاركتَ الأخبارَ السارَّة معَ الآخرين؟ هل أنتَ طائِعٌ للمأمُوريَّةِ العُظمى التي أعطاها المسيح؟ إن لم تكُنْ كذلكَ، فأنا أُشجِّعُكَ أن تطلُبَ من الله أن يُريَكَ كيفَ يعمَلُ هُوَ أصلاً في حياةِ أُولئكَ الذين من حَولِكَ. ثُمَّ أُطلُبْ منهُ أن يمنَحَكَ شجاعَةَ بطرُس وفيلبُّس لكي تُِشارِكَ رِسَالَةَ نِعمَتِهِ ورحمتِهِ معَ هؤلاء الناس.

بينَما نُبشِّرُ بالإنجيل، سوفَ نختَبِرُ فرحَ طاعَةِ الله وإستخدام الله لنَا. فعندما نُعلِنُ أخبارَ المسيح السارَّة للضَّالِّين، نُحدِثُ في حياتِهم تغييراً أبديَّاً. صلاتي هي أنَّنا بينَما ندرُسُ سفرَ الأعمالِ هذا، أن نأخُذَ قُوَّةَ مَسحَةَ الرُّوحِ القدُس، لكي نتمكَّنَ من مُشارَكَةِ الإنجيل مثل بطرُس، فيلبُّس، بُولُس، وآخرينَ سندرُسُ عنهُم.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 8044