Skip to main content

الفَصلُ الثاني عشَر نِعمَةُ العطاء - مُساواةُ وكالة العطاء بأمانَة

الصفحة 4 من 4: مُساواةُ وكالة العطاء بأمانَة

مُساواةُ وكالة العطاء بأمانَة

عِندَما دعا بُولُس الكُورنثُوسيِّينَ ليُساهِمُوا في تقدِمَةِ المحبَّة التي كانَ يجمَعُها للمُؤمنينَ المُتألِّمينَ في أُورشَليم واليَهُوديَّة، كتبَ يقُول: "فإنَّهُ ليسَ لكَي يكُونَ للآخرينَ راحَةٌ ولكُم ضِيقٌ. بَلْ بِحَسَبِ المُساواة. لِكَي تكُونَ في هذا الوقت فُضَالتُكُم لإعوازِهم كي تصيرَ فُضالتُهم لإعوازِكُم حتَّى تحصُلَ المُساواة. كما هُوَ مكتُوبٌ الذي جمَعَ كثيراً لم يُفْضِلْ والذي جمعَ قليلاً لم يُنقِصْ." (2كُورنثُوس 8: 13- 15).

فالعَطاءُ يَنبَغي أن يكُونَ بالنِّسبَةِ إلى ما يملِكُهُ المُؤمن، وليسَ بالنسبَةِ إلى ما لا يملكهُ. فاللهُ يستطيعُ أن يستخدِمَ عطيَّةً مُباشَرَةً بالنسبَةِ إلى التضحِيَّة اللازِمة لتقديمِ هذه العطيَّة. فعندما نُعطي ما لدينا بإيمانٍ، حتَّى ولو كانَ هذا صَعباً، وإن لم يكُنْ لدينا الكثيرُ لِنُعطِيَهُ، فاللهُ قادِرٌ أن يُضاعِفَهُ بطريقَةٍ عَجِيبَة ليتساوى معَ عَطِيَّةٍ ضخمَةٍ يُقدِّمُها شخصٌ غَنِيٍّ إنطِلاقاً من تضحِيَةٍ قليلة. إنَّ ثمرَ العَطِيَّة لا يتعلَّقُ بمقدارِ العطيَّة بل بمقدارِ التضحية والإيمان اللازِمَينِ لتقديهما.

هذا ما قصدَهُ يسُوعُ عندما قالَ أنَّ الأرمَلَةَ الفقيرَةَ التي أعطَت عطيَّةً صغيرَةً جداً، بالواقِع أعطَت أكثَرَ من كُلِّ أولئكَ الذين كانُوا قادِرينَ أن يُعطُوا بِسخاء، لأنَّها أعطَت من إعوازِها، وممَّا كانت بأمسِّ الحاجَةِ إليهِ للبَقاءِ على قيدِ الحياة. (لُوقا 21: 1-49)

ماذا عنكَ؟ هل تُدرِكُ أنَّ كُلَّ ما لكَ هُوَ للهِ، وأنَّهُ يُطالِبُكَ أن تكُونَ وكيلاً أميناً عليهِ؟ وهل تُعطي بسُرُورٍ لعملِ الله؟ وهل تُعطي بتَضحِيَة؟ كُنْ أميناً في ما لكَ، واللهُ سيتستخدِمُ عطاءَكَ لبركةِ ملكوتِ الله – هذا هُوَ وعدُهُ.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 8369