Skip to main content

الفصل الثاني: دعاوي المسيح - الخلاصة

الصفحة 6 من 6: الخلاصة

الخلاصة

ليس في الإمكان أن نترك هذه الدعاوى، من تعليم نجّار الناصرة، فلا يمكن القول أنها من اختراع البشيرين، أو أنه مبالغ فيها بدون قصد، وقد توزعت توزيعاً عادلاً واسعاً في الأناجيل المختلفة وفي مصادرها، كما أن شخص هذا المعلم، أثبت وأكثر اتزاناً، من أن يكون من نسج الخيال.. فالدعاوى قائمة، وهي في ذاتها لا تقيم الدليل الكافي على ألوهيته، وقد تكون الدعاوى باطلة، ولكن لا بد من إيجاد تفسير للأمر... فليس في وسعنا بعد ذلك أن نعتبر يسوع معلماً عظيماً، لو أنه أخطأ هذا الخطأ الفاحش في موضوع رئيسي من تعاليمه، أعني به شخصه..

وقد قال أحدهم: "إن التناقض القائم بين عمق تعاليم المسيح الأدبية وتعقلها واتزانها، وبين حماسته المتأججة على نفسه، الكامنة وراء تعاليمه اللاهوتية، لا يمكن أن تفسر إلا بكونه الإله الحق".

وهل حاول أن يستميل الناس إلى آرائه، بانتحال سلطان إلهي، لم يكن حائزاً عليه؟! هذا ما يصعب تصديقه- فهناك شيء عن يسوع، لا عيب فيه، فقد كره الرياء في الآخرين، وكان مخلصاً كل الإخلاص لنفسه.

فهل كان مخلصاً في غروره؟

لا حاجة لنا أن ندعوه مختلاً، ولكن هل كان مغروراً في نفسه بشكل لا يمكن إزالته من مخيلته؟ إن لهذا الرأي من يؤيده بشدة... ولكن يبدو أن أصحاب هذا الرأي، كثر غروراً بأنفسهم من يسوع. إن يسوع لا يترك فينا فكرة اتهامه بالشذوذ، الذي نراه في المغرورين المخدوعين بأنفسهم... لأن سجاياه وصفاته تؤيد أقواله ودعاويه، ولذلك سوف نوالي بحثنا في هذه الدائرة.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 12072