الدرس الحادي والثلاثون یوهان باخ
( من ١٦٨٥ - ١٧٥٠ ب . م )
اشتهرت عائلة باخ ( Bach ) بالموسيقى إلا أن سباستيان والد يوهان (يوحنا ) كان قد رفع اسم العائلة وجعلها مشهورة في العالم. وما يمثله شكسبير للأدب وميخائيل انجيلو للفن، يمثله باخ للموسيقى ، وخصوصاً في العزف على الارغن. وقد سماه بعض مؤرخي الكنيسة "بالإنجيلي الخامس"  لتأثيره الكبير في الدين عن طريق الموسيقى والألحان كان والد يوهان قروياً وعندما كان الليل يرخي سدوله كنت ترى هذا الفتى يتوجه إلى الحقول والغابات ليتحسس الجمال المودع في الخليقة . 
وهناك في تلك الخلوة الساكنة، كان يبدع الألحان الموحية ويعبر عن ذلك الجلال السرمدي بالانغام الساحرة .
ورث يوهان عن والده الميل الموسيقي . وعندما ظهرت مواهبه الموسيقية انضم الى جوقة الكنيسة في احدى المدن الالمانية وكان صوته رخيماً وكان يحسن التوقيع على الكمان. واستدعته مدينة ليبتزغ ليقود جوقتها ، وليعزف لها على الأرغن في الكنيسة . وزار هامبورغ ليستمع الى العازف الشهير "رينكه" ، وما كان هذا يدري بأن شخصاً قد قطع الأميال لاستماعه ، ولم يعلم بأن ذاك الجالس  في المقاعد الخلفية سوف يُكتب له بأن يكون من أشهر العازفين.
واستقر باخ في فايمار (Weimar) مدينة الفن ، وكان الزوار يعجبون بفنه ويتحدثون بمهارته و يذيعون شهرته. وتزوَّج باخ مرتين وعندما تزوج المرأة الثانية كان عمره ٣٨ سنة وكان له من الاولاد تسعة . وساعدته زوجته الثانية في عمله الموسيقي وكثيراً ما كان يملي القطعة عليها ويطبقها على أولاده ليتحقق من جودتها.
قضى باخ ٢٧ سنة وهو يعرف الأرغن في كنيسة ليبتزغ (Leipzig ) ولم يقتصر عمله على ذلك بل كان يؤلف القطع الموسيقية المتنوعة وينشدها في الكنائس. . . وكان يعتقد أن في وسع الفنان أن ينشر الإنجيل عن طريق فنه.
وها هي معزوفاته الشهيرة عن آلام المسيح وميلاده مواعظ حية تنطق بها الآلات الموسيقية . وفيما كان معاصره هاندل (Handel) يؤلف الأوبرات للمسارح ، كان باخ ينصرف الى جعل الموسيقى أداة لتمجيد الله ... فقد وضع انغاماً توافق الأجواق الموسيقية التي تشترك فيها الآلات الموسيقية المتنوعة وألف معظم موسيقاه لأجواق الكنائس ولإجتماعات العبادة الدينية .
كان باخ رجلًا ورعاً متين الأخلاق . وعاش حياته متواضعاً ومحباً لأصدقائه . وكان بفنه يرفع قلوب الناس الى عرش الله . ولم يكن لباخ منافس في العزف على الارغن في ذلك العصر أو بعده . ومات في مدينة ليبترغ بعد أن انتهت حياته التي تكرست لمجد الله وخدمته.
و تحفته " اورتوريو الميلاد " ليست إلا مرافقة شفافة للإله المتجسد تستقر في صميم الروح وتثير في النفس الإعجاب . وقد استمع اليها الكثيرون عندما أخرجتها الاكاديمية اللبنانية في بيروت. وفي هذه المعزوفة نتحسس الميلاد بوعي جديد حسياً ومعنوياً . وبتعرفنا على موسيقاه نحصِّن انفسنا ضد تلك الموسيقى المبتذلة التي تحط بالنفس عوضاً من ان ترفعها الى العلاء وتقربها من مساكن الله.
اسئلة
(۱) بماذا اشتهرت أسرة باخ ؟ ولماذا لقب يوهان " بالإنجيلي الخامس" ؟ 
(۲) ما هي الخدمة التي أسداها يوهان لكنيسة ليبتزغ ؟
 (۳) كيف ساعد جو البيت الذي نشأ فيه باخ على فنه الموسيقي؟ 
(٤) اذكر شيئاً عن أخلاق باخ وعن معزوفاته الدينية؟
(ه) ماذا تعرف عن اورتوريو الميلاد لباخ ؟
- عدد الزيارات: 9