Skip to main content

الناموس

الناموس هو الوصايا العشر المكتوبة بإصبع الله على لوحين من الحجر. وما يرتبط بها من فرائض وأحكام. وقد أعطاها لشعب إسرائيل عن يد موسى بترتيب ملائكة على جبل سيناء وواضح في العهد الجديد أن الغرض من الناموس هو "معرفة الخطية" (رو 3: 20) أي إظهار الخطية كتعدٍ لأن "الخطية لا تحسب إن لم يكن ناموس" (رو 5: 13، غل 3: 16) ولتظهر كثرة الخطايا "وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية" (رو 5: 20) وأيضاً لكي يقنع الله الإنسان بعجزه عن الوصول إلى المقياس الذي يطلبه، وبأن "الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله"، وذلك "لكي يستد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله (رو 3: 19، 22). وكل ذلك لكي يقود الله النفس التي اقتنعت بمذنوبيتها وعجزها، للالتجاء إلى المسيح "إذاً قد كان الناموس مُؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان" (غل 3: 24) "لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن" (رو 10: 4) وليس "بالناموس بر" (غل 2: 21، 3: 11) وليس به حياة أي أنه "غير قادر أن يحي" (غل 3: 21) وذلك ليس لعجز في الناموس بل العجز في الإنسان الطبيعي (رو 8: 3) ومن ثم فجميع الذين هم تحت الناموس هم تحت حكم الموت "وتحت لعنة" (غل 3: 10).

وعلاقة المؤمن بالناموس هي أنه مات بالنسبة له بموته مع المسيح وبذلك خرج بالكلية من دائرة سلطانه وتحرر من نيره (رو 7: 4-6). "لأني مت بالناموس للناموس لأحيا لله" (غل 2: 19) فالمؤمن ليس تحت الناموس بل تحت النعمة، ولذلك لن تسوده الخطية (رو 6: 14). والمسيح افتداه من لعنة الناموس "إذ صار لعنة لأجلنا" (غل 3: 13).

كما أن المؤمن ليس تحت الناموس كقانون لسلوكه لأن قانون سلوك المؤمن أسمى بكثير من الناموس، فهو المسيح نفسه "كما سلك ذلك هكذا يسلك هو أيضاً (1 يو 2: 6، أنظر كو 2: 6) وليس معنى هذا أن المؤمن يتعدى الناموس بل بالعكس، بسلوكه بالروح يتمم مطاليب الناموس بل وأكثر منها (رو 8: 4).

أما ما تضمنه الناموس من فرائض وأعياد ومواسم فقد كانت جميعها رموزاً وظلالاً تمت في المسيح وانتهت ولذلك لا يحكم أحد على المؤمن "في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت" أو "وصايا وتعاليم الناس" من أي نوع (كو 2: 16، 22).

  • عدد الزيارات: 3614