Skip to main content

الفَصلُ الخامِس عشَر الضَّرباتُ، المُعجِزات، ومَبادِئُ الإنقاذ - المُعجِزاتُ

الصفحة 3 من 4: المُعجِزاتُ

المُعجِزاتُ

ولكن إن كُنتُم مُتَوَرِّطِينَ أصلاً في الخَطيَّة، فما هُوَ الطريقُ للخُرُوجِ منها؟ يُخبِرُنا سفرُ الخُرُوج بأنَّنا لكَي نستطيعَ التحرُّرَ من قُيُودِ وطُغيانِ الخَطيَّة، نحتاجُ إلى مُعجِزَة. نرى صُورَةً عن نَوعِ المُعجِزاتِ التي نحتاجُ أن نراها مُصَوَّرَةً في الفِصح، وفي عُبُورِ البَحرِ الأحمَر. هذه المُعجِزاتُ تُمَثِّلُ إنقاذَ بني إسرائيل النِّهائِيّ من فرعون.

الضَّربَةُ الأخيرةُ كانت غَضَب اللهِ الذي أدَّى إلى مَوتِ كُلِّ بِكرٍ في مصر. وبينما كانَ شَعبُ اللهِ المُختار يُلاحِظُونَ حَدَثَ العُبُورِ أو الفِصح، عبرَ عنهُم غَضَبُ اللهِ ولم يُصِبْهُم بِشَيء. يُظهِرُ يسُوعُ العلاقَةَ بينَ هذا العُبُور، أو الفِصح، وبينَ خلاصِنا، عندما يَقُولُ لرُسُلِهِ أنَّ مَوتَهُ على الصَّليبِ كانَ تحقيقاً لِكُلِّ ما كانَ مُصَوَّراً في الفِصحِ أو العُبُور (لُوقا 22: 16).

خلالَ الحِوارِ بَينَ مُوسى وفرعَون، تَعلَمُونَ أنَّ فِرعَون لم يَكُنْ يَرغَبُ بأن يدعَ بني إسرائيلَ يرحَلُون. وهكذا إستَمَرَّ فرعونُ بِتَغييرِ رأيِهِ. فكانَ يَقُولُ، "يُمكِنُكُم أن تَذهَبُوا،" ولكن عندما كانت تُرفَعُ عنهُ الضَّربَةُ، كانَ يُغَيِّرُ رأيَهُ ويقُولُ، "لا يُمكِنُكُم أن ترحَلُوا." حتَّى بعدَ أن أطلَقَ سراحَهُم، غَيَّرَ فرعونُ رأيَهُ مرَّةً أُخرى. وعندما وقفَ شعبُ اللهِ أمامَ البَحرِ الأحمَر، جمعَ فرعَون جيشَهُ، وبدا وكأنَّهُ كانَ مُصَمِّماً على ذَبحِ شعبِ اللهِ. وهكذا إحتاجُ شَعبُ اللهِ آنذاكَ إلى مُعجِزَةٍ أُخرى.

فقامَ مُوسى بِعَمَلِ ما طلَبَهُ منهُ اللهُ، وجميعُنا يعرِفُ بَقِيَّةَ القِصَّة. وهكذا إنشَقَّت مياهُ البَحرِ الأحمَر إلى نَدَّين، ومشَى بَنُو إسرائيلَ بينَ شِقَّي المياه على أرضٍ يابِسَة. وعندما حاوَلَ المِصريُّونَ اللحاقَ بِبَني إسرائيل، إنهارَت عليهِم جُدرانُ المِياهِ وغرِقَ جَيشُ فرعون. (خروج 14: 21- 28).

عندما تنظُرُونَ إلى مُعجِزاتِ العهدِ القَديم، عليكُم أن تُقَرِّرُوا ما إذا كُنتُم تُؤمِنُونَ بما هُوَ خارِق لِلطَّبيعَةِ أم لا. أنا أُؤمِنُ بهذهِ المُعجزِة تماماً كما هِيَ مَوصُوفَةٌ حَرفِيَّاً في نَصِّ الكتابِ المُقدَّس. وأنا أُؤمِنُ أنَّها حدَثَت بِكُلِّ حذافِيرِها. وأعتَقِدُ أنَّ هذه القِصَّة تُمَثِّلُ خلاصنا. يتطلَّبُ خلاصُنا مُعجِزَةً منَ الله. هذا ما تُصَوِّرُهُ لنا مُعجِزَةُ عُبُورِ البَحرِ الأحمَر.

وسُرعانَ ما عبرَ بنُو إسرائيل البَحرَ الأحمَر وأصبَحُوا في وسطِ البَرِّيَّة، حتَّى واجَهُوا مُشكِلَةً كَبيرة. ماذا كانَ سيأكُلُ هذا الشَّعبُ وسيشرَبُ في وسطِ بَرِّيَّةٍ قاحِلَة؟ لقد كانَ عَددُ الشَّعبِ يتراوَحُ ما بينَ مَليُونَي إلى ثلاثَة ملايين نسمَة، وكانُوا يحتاجُونَ إلى الطَّعامِ والشَّرَاب. لم تَكُن لدَى مُوسى أيَّة فكرة عمَّا يُمكِنُهُ أن يعمَلَ بهذا الخُصُوص، أمَّا اللهُ فكانَ يعلَمُ ماذا سيفعَلُ.

وهكذا جاءَ اللهُ ولَبَّى إحتِياجاتِ الشَّعبِ بمُعجِزَةٍ أُخرى. فذاتَ صَباحٍ، عندما إستَفاقَ الشَّعبُ من نَومِهِ، كانت تُوجَدُ طبقَةٌ بيضاء تُغَطِّي المَحَلَّة. فقالُوا، "ما هذا؟" والذي يعني بالعِبريَّة، "مَنَّا؟" ومنذُ ذلكَ الحين، أصبحَ المَنُّ ينزِلُ كُلَّ يَومٍ ليُغَطِّي المَحَلَّة.

ومنَ الواضِحِ أنَّ هذا الغِذاء الذي وفَّرَهُ اللهُ لِبَني إسرائيل، قد سَدَّ كُلَّ إحتياجاتِهم الغِذائِيَّة، لأنَّهُم عاشُوا على هذا المَنّ لمُدَّةِ أربَعِينَ سنَةً. هذا التَّدبيرُ بالنِّعمَةِ الإلهيَّة يُشيرُ إلى مُعجِزَةٍ أُخرى نحتاجُها أنا وأنت، ألا وَهِيَ الدَّعم والتَّغذِيَة الرُّوحيَّة. فمن هُوَ أو ما هُوَ مَصدَرُ دَعمِكَ وتَغذِيَتِكَ؟ وهل تَضَعُ ثِقَتَكَ بإقتِصادِ وطنِكَ، أم بقُدُراتِكَ الشَّخصِيَّة على الحُصُولِ على إحتِياجاتِكَ؟ إنَّ المصدرَ الحقيقيَّ لما نحتاجُهُ هُوَ اللهُ. فعندما ننظُرُ إليهِ، يُعطينا ما نحتاجُهُ في الوقتِ المُناسِب. كانَ على الشَّعبِ أن يجمَعُوا هذا المَنّ كُلَّ يَومٍ، الأمرُ الذي يَرمُزُ إلى تعليمِ يسُوع أنَّنا عندَما نُصَلِّي، علينا أن نطلُبَ من أبينا السَّماوِيّ، "أعطِنا خُبزَنا كفافَنا اليوم." فقبلَ كُلِّ وجبَةِ طَعامٍ نتناوَلُها، عندما نشكُرُ اللهَ على طعامِنا، نعتَرِفُ بِذلكَ أنَّ اللهَ هُوَ مَصدَرُ غِذائِنا ومَصدَرُ كُلّ ما نحتاجهُ. إنَّ تَوفيرَ اللهِ لِبَني إسرائيل خلالَ الأربَعين سنَةً منَ التَّيَهانِ في البَرِّيَّة يُذَكِّرُنا بحَقِيقَةِ تدبِيرِ اللهِ. 

إنقاذُنا
الصفحة
  • عدد الزيارات: 8508