Skip to main content

خُلاصَة - التَّطبيقُ الشَّخصِيُّ

الصفحة 3 من 4: التَّطبيقُ الشَّخصِيُّ

التَّطبيقُ الشَّخصِيُّ

لقد تجوَّلَنا معاً حتَّى الآن عبرَ 21 إصحاحاً من هذا الإنجيلِ الرَّائِع، طارِحينَ هذا السُّؤال، "من هُوَ يسُوع؟" لقد قدَّمَ لنا يُوحَنَّا جوابَهُ على هذا السُّؤال بمثابَةِ معرَضٍ فَنِّيٍّ خارِقٍ للطَّبيعة من اللَّوحاتِ الزَّيتِيَّة التي تُشيرُ إلى صُوَرٍ عن حياةِ المسيح، والتي يُسَمِّيها يُوحَنَّا آياتٍ، تُبَرهِنُ بالنَّتيجَةِ الحقيقَةَ المَجيدة أنَّ يسُوعَ هُوَ المسيح، المَسيَّا، إبن اللهِ الوَحيد!

مِراراً وتِكراراً طَرحَنا السُّؤالَ ، "ما هُوَ الإيمانُ؟" لقد تعلَّمنا من هذا الإنجيل أنَّ الإيمانَ ليسَ قضيَّةً فِكريَّةً فحَسب. فالإيمانُ ليسَ بِبَساطَةٍ مُجَرَّدَ جمعِ فَرَضِيَّاتٍ منطِقيَّة معاً وإستِخلاصِ إستِنتاجاتٍ منطِقيَّةٍ منها. إن كانَ هذا هُوَ كُلُّ ما في الإيمان، عندها سيُصبِحُ كُلُّ شَخصٍ يتمتَّعُ بعقلٍ راجِحٍ مُؤمِناً. وعندها سيَكُونُ كُلُّ الأشخاص المَحظُوظُونَ بِثَقافَةٍ مُمَيَّزَة مُؤمنين، وكُلُّ الذين لم تسنَحْ لهُم الظُّرُوفُ بأن يتثقَّفُوا سيُصبِحُوا غيرَ مُؤمنين. الإيمانُ لهُ علاقَةٌ بإراداتِنا وبِحُرِّيَّتِنا لإتِّخاذِ الخياراتِ، وليسَت علاقَتَهُ فقط معَ عُقُولِنا؛ هذا ما يُعَلِّمُنا إيَّاهُ المسيحُ الذي إلتَقينا بهِ في هذا الإنجيل.

الإيمانُ غالِباً ما يَكُونُ مَبنِيَّاً على تجاوُبِنا معَ الرُّوحِ القُدُس، الذي يَجذِبُنا إلى الخَلاص وإلى علاقَةٍ معَ المسيحِ الحَيِّ المُقَام. فبَينما تقرَأُونَ هذا الإنجيلِ الرَّائِع، حاوِلُوا أن تَروا المسيحَ وأن تُدرِكُوا أنَّ هذا المسيحَ الحَيَّ المُقام يرغَبُ بإقامَةِ علاقَةٍ معَكُم وأن يحصَلَ على تجاوُبٍ منكُم. وبما أنَّنا تعلَّمنا أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ هُوَ مُعَلِّمُنا، فبَينَما تقرَأُونَ هذا الإنجيل، أطلُبُوا منَ الرُّوحِ القُدُس أن يُعلِنَ لكُم الحقيقَةَ الرُّوحيَّة.

يبدَأُ إشَعياء نُبُوَّتَهُ العَظيمة عن صَليبِ المَسيح بطرحِ السُّؤالِ التَّالِي: "من صَدَّقَ خَبَرَنا؟" وأجابَ على سُؤالِهِ عندما قالَ: "ولِمَنِ إستُعلِنَت ذِرَاعُ الرَّبّ؟" الذين يُؤمِنُون هُم أُولئكَ الذي أُعلِنَ لهُم الحقُّ الذي تعلَّمنا عنهُ في دراسَتِنا لهذا الإنجيل (إشعياء 53).

أيُّها القارئ العَزيز، خلالَ دِراسَتِكَ معنا لإنجيلِ يُوحَنَّا، هل عَرَّفَكَ الرُّوحُ القُدُسُ على حقيقَةِ هذه الأشياء؟ فيُوحَنَّا أخبَرَنا من هُوَ يسُوع. وأخبَرنا ما هُوَ الإيمانُ. وكذلكَ أخبرَنا ما هي الحياةُ. وبينما أثارَ يُوحَنَّا مراراً وتِكراراً هذه الأسئِلَة الثَّلاَثة، هل وجدتَ أجوبَِةً على هذه الأسئِلَة بينما كانَ الرُّوحُ القُدُسُ يُقَدِّمُ أجوِبَةً عليها؟

أُشَجِّعُكَ خاصَّةً حيالَ الآية الأخيرة والنِّهائِيَّة التي قَدَّمَها يُوحَنَّا في الإصحاحِ العِشرين؛ هل تُؤمِنُ بِقيامَةِ يسُوع المسيح؟ فقيامَةُ يسُوع تعني أنَّهُ كائِنٌ ومَوجُود. فهُوَ لم يَكُنْ فقط، بل هُوَ كائِنٌ الآن، وسوفَ يَكُونُ ويعمَلُ في قُلُوبِ الذين يُؤمِنُونَ بهِ ويقبَلُونَهُ في حياتِهِم (يُوحَنَّا 1: 12، 13؛ رُؤيا 3: 19 و20). فمِنَ المُمكِن أن تَكُونَ لنا علاقَةٌ معَ المسيح الذي تلتَقيهِ في هذا الإنجيلِ الرَّائِع. وخلالَ قراءَتِكَ ودِراسَتِكَ لإنجيلِ يُوحَنَّا بإصحاحاتِه الأحد والعشرين، هل كانَ رُوحُ المسيح القُدُّوس يُعَرِّفُكَ أنَّ هذه المُعجِزَة الخارِقَة للطَّبيعَة هِيَ مُمكِنَةٌ لكَ شَخصِيَّاً؟

رُغمَ أنَّني عكَفتُ على دراسَةِ وتعليمِ هذا الإنجيل لمُدَّةِ 53 عاماً، ولكنَّ جولَتي عبرَ هذا الإنجيل مُجدَّداً قد أثَّرَت عليَّ بِعُمق. فبينما كُنتُ أتَجَوَّلُ عبرَ هذا المعرَضِ للَّوحاتِ الفَنِّيَّة التي تَعرضُ صُوراً عنِ المسيح، وبينما كُنتُ أتأمَّلُ بهذه الأجوِبَة الجميلَة ليُوحَنَّا على هذه الأسئِلة: "من هُوَ يسُوع؟ ما هُوَ الإيمانُ؟ وما هي الحَياة؟" أجِدُ نَفسي أقُولُ مُتَعَجِّباً:

"أنا أُؤمِنُ أنَّهُ كائِنٌ الآن، بينما يَشُكُّ الآخرونَ حتَّى أنَّهُ كانَ في الماضِي. وبينما يُشكِّكُ الآخرونُ حتَّى بأنَّهُ كانَ مَوجُوداً، فأنا أعرِفُ أنَّهُ لا يزالُ مَوجُوداً. فيسُوعُ المسيحُ الذي نراهُ في هذا الإنجيلِ الرَّابِع، هُوَ كُلُّ ما يَدَّعي بكَونِه إيَّاهُ، وبإستِطاعَتِهِ أن يعمَلَ كُلَّ ما يَقُولُ أنَّهُ يعمَلُهُ لأجلِ ولأجلِكَ. وأنتَ وأنا، حالُنا هي تماماً كما يَقُولُ المسيحُ عنَّا أنَّنا نحنُ، وبإمكانِنا أن نعمَلَ كُلَّ ما يَقولُ المسيحُ أنَّنا بإمكانِنا أن نعملَهُ، لأنَّهُ كائنٌ الآن – ولأنَّهُ معكَ ومعي عندما نَثِقُ بهِ ونتبَعُهُ.

وكما أوضَحتُ سابِقاً، هذا هُوَ الكُتَيِّبُ السَّادِسُ والأخير في مَجمُوعَةٍ من سِتَّةِ كُتَيِّباتٍ تُقدِّمُ تعليقاً على مائَةٍ وثلاثِينَ برنامجاً إذاعِيَّاً عن هذا الإنجيل. فإن لم تَكُن الكُتَيِّباتُ الخمسة الأُخرى بِحَوزَتِكَ، أُشَجِّعُكَ أن تَتَّصِلَ بنا لتحصَلَ على هذه الكُتَيِّبات الخمسة الأُخرى. وسوفَ تُزَوِّدُكَ هذه الكُتَيِّباتُ السِّتَّة بتفسيرٍ تعبُّدِيٍّ عمَلِيٍّ لإنجيلِ يُوحَنَّا.

لقد رأَيتُ شَخصِيَّاً عدداً أكبر منَ النَّاس يأُتونَ إلى الإيمانِ المُخَلِّصِ بيسُوع المسيح خلالَ تعليمِ هذا الإنجيل بِهذه الطريقة، ممَّا رأيتُهُ وأنا أُعَلِّمُ أيَّ سِفرٍ آخر منَ الكتابِ المُقدَّس. فهُناكَ الكَثيرُ منَ البَرَكَةِ التَّعَبُّدِيَّة في هذه الدِّراسَة للمُؤمنين، ولكنَّني أنصَحُ أيضاً بهذه الدِّراسَة في إطارٍ تبشيريّ. فلقد شكَّلَت هذه الكُتَيِّباتُ دراسَتي المُفضَّلة لِغيرِ المُؤمنين، أو لِما أُسَمِّيهِ "دراسة الكتابِ المُقدَّس التَِّبشيريَّة."

التَّحَدِّي الأخير
الصفحة
  • عدد الزيارات: 9148