Skip to main content

الفصل الثاني - التمثال العظيم - أزمنة الأمم

الصفحة 4 من 7: أزمنة الأمم

أزمنة الأمم

أعطى الله نبوخذ نصر أعظم ملوك عصره هذا الحلم العجيب، لأنه بهذا الملك العظيم بدأت أزمنة الأمم. وأزمنة الأمم تعبير جاء في كلمات المسيح له المجد "... لأنه يكون ضيق عظيم على الأرض وسخط على هذا الشعب. ويقعون بفم السيف ويسبون إلى جميع الأمم. وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم" (لوقا 24: 23- 24).

فما هي أزمنة الأمم؟

أزمنة الأمم هي الحقبة الطويلة في التاريخ، التي خلالها تكون أورشليم مدوسة من الأمم. وقد بدأت هذه الحقبة بانتصار نبوخذ نصر على اليهود، وستستمر حتى نهاية الضيقة العظيمة كما واضح من كلمات يوحنا في سفر الرؤيا "وأما الدار التي هي خارج الهيكل فاطرحها خارجاً ولا تقسها لأنها أعطيت للأمم وسيدوسون المدينة المقدسة اثنين وأربعين شهراً" (رؤيا 11: 2). والمدينة المقدسة هي أورشليم كما قال الملاك جبرائيل لدانيال "سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة" (دانيال 9: 24). وكان يشير بهذا إلى مدينة أورشليم (دانيال 9: 25). كما نقرأ أيضاً "أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي" (مزمور 2: 6).

هذه الحقبة التي مدتها 42 شهراً، هي مدة حكم الوحش الصاعد من البحر، وهي في ذات الوقت مدة الضيقة العظيمة، وفي نهايتها تبدأ معركة هرمجدون التي ذكرها يوحنا في سفر رؤيا ( رؤيا 16: 12- 16) كما ذكرها زكريا في نبوته (زكريا 14: 1- 4) وخلال هذه المعركة العالمية الطاحنة يأتي الرب يسوع المسيح "وتقف قدامه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام أورشليم" (زكريا 14: 4) وبعد نصرته الساحقة على كل جيوش الأمم المجتمعة لحرب هرمجدون، يبدأ الملك الألفي السعيد، وتكون أورشليم عاصمة الملك، وتصير بحق مدينة السلام، وتتم حينئذ كلمات جبرائيل الملاك التي قالها لمريم العذراء "وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع... ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لوقا 1: 31- 32) وهنا تنتهي أزمة الأمم ويبدأ ملك المسيح على الأرض.

و "أزمنة الأمم" ترتبط بتعبير "ملء الأمم" وهو التعبير الذي ذكره بولس الرسول بكلماته "فاني لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا هذا السر. لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء. إن القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملء الأمم" (رومية 11: 25).

والتعبير "أزمنة الأمم" (لوقا 21: 24) هو تعبير عن الحكم السياسي والعسكري للأمم. أما التعبير "ملء الأمم" (رومية 11: 25) فهو تعبير عن التعامل الروحي الذي بدأ بين الله والأمم بزلة إسرائيل ورفضهم لمخلصهم. وسيعود الله للتعامل مع شعبه القديم بعد أن ينته زمن تعامله الخاص مع الأمم كما يقول بولس الرسول "فإن كانت زلتهم غنى للأمم فكم بالحري ملؤهم" (رومية 11: 12) وسيكون هذا التعامل مع الشعب القديم عند وقوف الرب على جبل الزيتون في مجيئه الثاني، فهذا الوقت سيكون وقت قبوله لهم ثانية وقبولهم له فادياً " في ذلك الوقت يكون ينبوعاً مفتوحاً لبيت داود ولسكان أورشليم للخطية وللنجاسة" (زكريا 13: 1) وسيكون هذا الينبوع المفتوح هو ينبوع دم المسيح الذي انسكب من جروح يديه (زكريا 13: 5- 6) في ذلك الوقت تتم كلمات زكريا النبي "وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون إليّ الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد لأمه ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره" (زكريا 12: 10).

فعند نهاية "أزمنة الأمم" سيدخل "ملء الأمم" أي العدد المختار منهم، ويبدأ تعامل الله من جديد مع شعبه القديم "وهكذا سيخلص جميع شعب إسرائيل. كما هو مكتوب سيخرج من صهيون المنقذ ويرد الفجور عن يعقوب" (رومية 11: 26) وهذا ما قاله ربنا المبارك لشعبه القديم " يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم يريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. لأني الحق أقول لكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب" (متى 23: 37- 39). فقبل هذا الوقت لا تعامل بين الرب وبين إسرائيل كأمة من جهة الخلاص، والذي سيخلصون من إسرائيل عند مجيء ربنا هم الذين يقول عنهم سفر دانيال " وفي ذلك الوقت ينجي شعبك كل من يوجد مكتوباً في السفر" (دانيال 12: 1) وهؤلاء هم البقية التي اختارها الرب لنفسه.

أزمة الحلم
الصفحة
  • عدد الزيارات: 27201