Skip to main content

الفصل الثاني - التمثال العظيم - الرؤى والأحلام

الصفحة 3 من 7: الرؤى والأحلام

الرؤى والأحلام

حلم نبوخذ نصر حلماً .. ولا بد لنا هنا أن نقول كلمة عن الأحلام والرؤى. الحلم هو رؤيا يراها الإنسان وهو نائم، أما الرؤيا فهي مناظر يراها الإنسان وهو مستيقظ. وقد ذكر بطرس الرسول في عظيه يوم الخمسين الرؤى والأحلام في آية واحدة فقال "... يقول الله ويكون في الأيام الأخيرة أنا أسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلاماً" (أعمال2: 17). وذكر بلعام أن الرؤى يراها الإنسان وهو مفتوح العينين فقال "وحي الرجل المفتوح العينين. وحي الذي يسمع أقوال الله. الذي يرى رؤيا القدير مطروحاً وهو مكشوف العينين" (عدد 24: 3- 4).

ويجدر بنا أن نذكر أن الأحلام ليست كلها من الله، بل هناك أحلام نحلمها من العقل الباطن تعكس متاعبنا، أو توقعاتنا. وهناك أحلام هي صدى لحياتنا بالنهار، وهناك أحلام تأتي بدافع مطالب الجسد يقول عنها أشعيا النبي "ويكون كما يحلم الجائع أنه يأكل ثم يستيقظ وإذا نفسه فارغة. وكما يحلم العطشان أنه يشرب ثم يستيقظ وإذا هو رازح ونفسه مشتهية. هكذا يكون جمهور كل الأمم المتجندين على جبل صهيون" (أشعياء 29: 8).

لكننا في هذا الإصحاح نتعامل مع حلم من الله، حلم أعطاه الله لنبوخذ نصر الملك ليقدم له جواباً عن تساؤلاته بخصوص مستقبل إمبراطوريته، إذ يبدو من كلمات الإصحاح أن نبوخذ نصر كان مشغولاً تماماً بمستقبل إمبراطوريته، وهذا ما قاله له دانيال " أنت أيها الملك أفكارك على فراشك صعدت إلى ما يكون من بعد وكاشف الأسرار يعرفك بما يكون" (دانيال 2: 29).

كذلك استخدم الله الحلم الذي أعطاه لنبوخذ نصر ليريه ليس فقط مستقبل ممتلكته، بل مستقبل حلم الأمم على هذه الأرض حتى يأتي المسيح. وقد قصد الله بهذا أن يعيش نبوخذ نصر متواضعاً تحت يد الله القوية كما نقرأ في سفر أيوب "لكن الله يتكلم مرة وباثنتين لا يلاحظ الإنسان. في حلم في رؤيا الليل عند سقوط سبات على الناس في النعاس على المضجع ليحول الإنسان عن عمله ويكتم الكبرياء عن الرجل"(أيوب 33: 14- 17).

وقد سبق أن استخدم الله الأحلام مع ملك وثني آخر هو فرعون ملك مصر، حين أراه حلم البقرات السبع، وحلم السنابل السبع (تكوين 41: 17- 32).

ويجدر بنا أن نلاحظ أن الله قد أعطى الأحلام لملكين وثنيين، لكنه أعطى تعبير الأحلام دائماً لشخص عبراني فالعبرانيون "استؤمنوا على أقوال الله" (رومية 3: 2) " ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين" (رومية 9: 4-5).

وفي كل مرة كان تعبير الحلم سبباً في إعطاء الشخص العبراني أعظم المراكز.

وعلينا كذلك أن نذكر أن الله لم يترك نفسه بلا شاهد في العالم القديم، فهو ليس إله شعب السماء والأرض ورب كل الشعوب وقد أرسل يونان إلى نينوى لإنذار شعبها. (يونان 1: 1- 2) ونبه روح كورش ملك فارس لإعادة الشعب القديم إلى أرضه عند تمام كلامه بفم أرميا. (عزرا 1: 1) واستخدم نبوخذ نصر في إتمام مقاصده وأسماه "نبوخذ راصر عبدى" (ارميا 25: 9). وهو الذي قيل عنه في المزمور " تذكر وترجع إلى الرب كل أقاصي الأرض. وتسجد قدامك كل قبائل الأمم. لأن للرب الملك وهو متسلط على الأمم" (مزمور 22: 27- 28).

أزمنة الأمم
الصفحة
  • عدد الزيارات: 27199