Skip to main content

الفصل الخامس التحذيرات في رسالة كولوسي من المعلمين الكذبة - الملك الألفي السعيد

الصفحة 4 من 4: الملك الألفي السعيد

 

الملك الألفي السعيد

القاعدة العامة في الكتاب المقدس أنه ليس عند الله محاباة. إن الله ليس لليهود بل للأمم أيضاً كما يقول بولس "أم الله لليهود فقط؟ أليس للأمم أيضاً؟ بلى (نعم) إنه للأمم أيضاً" (رومية 3: 29).

وهذا ما برهن عليه صليب المسيح: عندما اجتمع اليهود والمم معاً لصلب الرب يسوع المسيح. بعد قيامة المسيح من الأموات وحلول الروح القدس على المؤمنين به وقع اضطهاد على الرسل لكنهم "رفعوا بنفس واحدة صوتاً إلى الله قائلين... لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته، هيرودس وبيلاطس النبطي مع أمم وشعوب اسرائيل..." (أعمال 4: 23 – 31) – الجميع في الشر سواء – والجميع أمام النعمة سواء ولا فرق كما قيل في

الرسالة "لأنه لا فرق بين اليهودي واليوناني لأن رباً واحداً للجميع الذين يدعون بع. لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص" (رومية 10: 12، 13).

وكما تكونت الكنيسة في بدايتها من عنصرين: يهود وأمم هكذا سيكون الملك الألفي السعيد: سيكون الرعايا من العنصرين اليهود والأمم لأنه ليس عند الله محاباة.

وهذا ما نراه في سفر الرؤيا (ص 7) من اليهود 144000 مختوم ويعطى التفاصيل من كل سبط 12000 مختوم (رؤ 7: 1 – 8)، ومن الأمم من جميع الأجناس كما قيل "جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة..." ويقول عنهم "إن هؤلاء أتوا من الضيق5ة العظيمة..... والجالس على العرش يحل فوقهم لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر... الخ" (رؤيا 7: 9 – 17).

أي أن رعايا الملكوت الألفي السعيد هم البقية الصغيرة اليهودية التي تنبأ عنها إشعياء النبي (إشعياء 1: 9؛ رومية 9: 29) الذين قيل عنهم أنهم ال 144000 مختوم والجمع الكثير من الأمم غير المسيحية الذين آمنوا بالمسيح بعد اختطاف الكنيسة. لكن السبتيين الأدفنتست يعتبرون أنفسهم أنهم هم فقط المقصودون ب ال 144000 مختوم من أسباط اسرائيل الاثني عشر. وأنه لا نصيب لأحد سواهم – هذا ما يقولونه صراحة في كتابهم (مأساة العصور صفحة 689، 690) حيث يقولون "أن المقصود بذلك هم السبتيون الأدفنتست فقط دون غيرهم من الطوائف المسيحية الأخرى وأن السبت هو ختم الله للسبتين أما باقي الطوائف المسيحية التي تقدس يوم الأحد، فالأحد هو سمة الوحش".

إنهم يرون أنفسهم فقط دون غيرهم من البشر. لكن الكتاب المقدس لا يعطى فرصة للإنسان للافتخار بل يقول "أما من افتخر فليفتخر بالرب. لأنه ليس من مدح نفسه هو المزكى بل من يمدحه الرب" (2 كو 10: 17، 18).

إن الرسول بولس وهو من أفضل القديسين في التاريخ البشري يقول عن نفسه "بل لست أحكم في نفسي أيضاً. فإني لست أشعر بشيء في ذاتي. لكنني لست بذلك مبرراً ولكن الذي يحكم فيّ هو الرب..." (1 كو 4: 3، 4).

وقال الرب يسوع عن الفريسيين... "وقال لقوم واثقين بأنفسهم أنهم أبرار ويحتقرون الآخرين هذا المثل... أقول لكم إن هذا (العشار) نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك (الفريسي). لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع" (لوقا 18: 9 – 14).

بل إن الرب يسوع يقول "كذلك أنتم أيضاً متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا إننا "عبيد بطالون unprofitable" أي غير نافعين لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا".

إن موسى النبي لما نزل من الجبل كان وجهه يلمع بمجد وجميع الشعب رأى المجد الساطع على وجه موسى ما عدا موسى نفسه. هو وحده الذي لم يكن يعلم (خروج 34: 29) إن المجد المعطى من الله لا نراه نحن في أنفسنا ولكن يراه الآخرون لكن هامان لا يرى إلا ذاته فقط "فقال هامان في قلبه من يسر الملك بأن يكرمه أكثر مني" (أستير 6: 6).

هذه هي صفة الذين يتبررون بالناموس والسبب لأنهم لم يعرفوا نعمة ربنا يسوع المسيح النعمة التي لا تعطى فرصة للإنسان للافتخار "ولكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه" (1 كو 1: 29).

إن الملك الألفي هو تدبير جديد يختلف عن التدبير المسيحي في الوقت الحاضر – سوف يكون عصراً سعيداً لرعايا الملك لأن الشيطان سيكون في سجن الهاوية (رؤيا 20: 1 – 3) والخليقة التي بهن الآن سوف تعتق من عبودية الفساد (رومية 8: 19 – 22) والحيوانات المتوحشة تتغير طبيعتها الوحشية وتصبح كما كانت قبل السقوط: الأسد يأكل التبن كالبقر (إشعياء 11: 6، 7).

هذا العصر تحددت مدته في رؤيا 20: 4 – بألف سنة وستكون القيامة الأولى التي تتضمن اختطاف المؤمنين الأحياء على الأرض (1 تس 4: 13 – 17) قبل أن يبدأ الملك الألفي وبعد القيامة الأولى تبدأ حوادث الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال – الحوادث المدونة في سفر الرؤيا (ص 6 – ص 19).

بعد أن تنتهي الألف سنة تكون دينونة الأموات الأشرار أمام العرش العظيم الأبيض حيث يدانون بحسب أعمالهم (رؤيا 20: 11 – 15).

قبل إقامة الملك الألفي "قبض على الوحش الأول الطالع من البحر" والنبي الكذاب (وهو الوحش الثاني الطالع من الأرض) معه الصانع قدامه الآيات التي بها أضل الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته وطرح الاثنان حيين إلى بحيرة النار" (رؤ 19: 20) وفي نهاية الملك الألفي سيطرح إبليس في بحيرة النار والكبريت "حيث الوحش والنبي الكذاب" (رؤ 20: 10).

بعد ذلك مباشرة يقول "ثم رأيت سماء جديدة فيما بعد" (رؤ 21: 1) وهنا نجد وصف الحالة الأبدية (ص 21: 1 – 8) المزمور إليها باليوم الثامن بعد عيد المظال الذي استمر سبعة أيام والسبعة الأيام هي رمز الملك الألفي. فاليوم الثامن هو السبت الأبدي، يوم راحة الله التي قال عنها الرسول في الرسالة للعبرانيين "إذاً بقيت راحة لشعب الله" (عب 4: 9).

There remains then a Sabbatism to the people of God وكلمة راحة هنا تسمى Sabbatism أي حفظ سبت. ويسميها الله له المجد "راحتي" وهذا يأتي بنا إلى راحة السبت.

 

(ج) السبت

"فلا يحكم عليكم أحد (أحد المعلمين الكذبة) في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التي هي ظل الأمور العتيدة وأما الجسد (أي جسم الحقيقة) فللمسيح أو فالمسيح "is of Christ" (كولوسي 2: 16، 17) وقد تأملنا فيما يختص بالأكل والشرب والعيد والهلال وبقي أن نتأمل في السبت باعتباره ظلاً للأمور أو البركات العتيدة.

المقصود بالسبت بحسب فكر الله هو راحة الله نفسه في الأبدية، الراحة التي يدخلها المؤمنون. وهذا واضح من الرسالة للعبرانيين "لأننا نحن المؤمنون ندخل الراحة" (ع 3) أي راحة الله. أما عن غير المؤمنون فيقول الله "أقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي" ويقول في (ع 9) "إذاً بقيت راحة (أو حفظ سبت "Sabbatism") لشعب الله" أما عن غير المؤمنين فقد ذكر عنهم "يصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين ولا تكون راحة نهاراً وليلاً..." (رؤيا 14: 11) ويشير الرسول في عب 4: 4) أن الأقوال الواردة في (تك 2: 2) "وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع وقدسه لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقاً". إن في هذه الأقوال إشارة واضحة إلى راحة الله الأبدية. ويقصد أن يقول أن فكرة الراحة كانت في قلب الله من قبل دخول الخطية بعد الأعمال التي تمت بخلق آدم ووضعه على رأس الخليقة.

في خليقة الأيام الستة، في كل يوم كان يقول "وكان مساء وكان صباح يوماً واحد... وهكذا إلى اليوم السادس ثم بعد خلق آدم في اليوم السادس قال وكان مساء وكان صباح يوماً سادساً" (ص 1: 31) ثم فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع... وبارك الله اليوم السابع" (تك 2: 2، 3) لكنه لا يقول وكان مساء... فهو يوم "day" أو بالحري نهار لا يعقبه مساء لأن الله قصد أن يكون اليوم السابع ظلاً للنهار الأبدي أو البركة العتيدة التي تكلم عنها الرسول في (عب 4) كما أشرنا. نعم فإن السبت ظل للأمور العتيدة (كولوسي 2: 16، 17).

إن مقاصد الله الأخيرة المجيدة معلنة في بداية سفر التكوين "معلومة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله" (أعمال 15: 18). أول عدد في الإصحاح الأول من سفر التكوين هو "في البدء خلق الله السموات والأرض". لكن في قصد الله أن تتوارى السموات والأرض وتحل محلها حسب قصده وحسب وعده "سموات جديدة وارض جديدة يسكن فيها البر" (2 بط 3: 13). وها هو يوحنا الرائي يقول في نهاية سفر الرؤيا "ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا..." (رؤيا 21: 1) ثم يعطينا وصفاً للحالة الأبدية، السعيدة "مسكن الله مع الناس" (ع 3) هذه هي مقاصد الله التي لا بد أن تتم معلنة منذ القديم وليس في مقدور الشيطان أن يعطل اتمامها. نعم هذا هو السبت الأبدي الذي فيه يستريح الله.

لكن متى يبدأ السبت الأبدي أي الحالة الأبدية؟ الإجابة: بعد أن يفرغ الله من جميع أعماله (تك 2: 2).

في (ص 20) من سفر الرؤيا نجد دينونة الناس الأشرار بعد أن تمت الألف سنة سوف يدان الجميع صغاراً وكباراً (صغار في المقام وكبار في المقام) ولا فرق، ولا يوجد هروب على الإطلاق، سوف يسلم البحر الأموات الذين فيه وسوف يسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما (الموت يسلم الأجساد والهاوية تسلم الرواح) ويدانون بحسب أعمالهم أي يحاكمون بحسب حجم أعمالهم وبحسب النور الذي أضاء أمامهم لكنهم أحبوا الظلمة أكثر من النور. بل أيضاً سرائر الناس سوف تدان (رومية 2: 16). في آخر (ص20) من سفر الرؤيا نجد أن الموت الأول يسلم أسراه أومسجونيه إلى دينونة اليوم العظيم (المحاكمة) ومنها إلى الموت الثاني (بحيرة النار). وهذا سوف يتم في نهاية كل شيء عندما تهرب السموات والأرض من وجه الجالس على العرش العظيم الأبيض. فعند نهاية كل شيء عندما توضع جميع الأعداء تحت قدميه، عندئذ يتم القول أن "الموت" آخر عدو يبطل (1 كو 15: 26). ليس الموت الثاني الذي لا يكون قد بدأ بعد بل الموت الأول. لأن الموت الثاني لا يبطل عندئذ بل بالعكس يظل جاثماً على الأشرار إلى أبد الآبدين، كما أن الحالة الأبدية السعيدة تبدأ بعد طرح الموت والهاوية في بحيرة النار.

بعد ذلك يبدأ السبت الأبدي الذي كان السبت الأول رمزاً وظلاً له. إن الذي يتطلع إلى الحقيقة أي "راحة الله" يعيش في جو هذه الحقيقة باستمرار نهاراً وليلاً. في النعمة يقيم (يستريح) ويفتخر (يفرح) على رجاء المجد (رومية 5: 1، 2) ولا يجري وراء الظل لكي يحفظ السبت من مساء الجمعة إلى مساء السبت كما يقول السبتيون ويريدون أن يحكموا على الآخرين أن يحفظوه خلافاً للتحريض الإلهي "لا يحكم عليكم أحد... أو سبت" (كولوسي 2: 16). السبت ظل ونحن لا نحفظ الظل.

ذكر السبت لأول مرة في (تك 2: 2) ثم بعد ذلك لا نقرأ عن السبت لمدة 2500 سنة تقريباً حتى نصل إلى (خروج 16) بمناسبة إعطاء المن للشعب في البرية. المن رمز للمسيح النازل من السماء. هو الطعام الوحيد الذي يقدمه الله للعالم (يوحنا 3: 16) ومن يأكله (يؤمن به) يحيا به "من يأكلني فهو يحيا بي" (يوحنا 6: 57) هو وحده الذي استطاع أن يقول "تعالوا إليّ (آمنوا بي) يا جميع المتعبين (بالخطايا)... وأنا أريحكم" (متى 11: 28) لا توجد راحة (سبت) إلا في المسيح هو الحقيقة وليس الظل "السبت ظل الأمور العتيدة وأما الجسد (الحقيقة) فالمسيح" (كولوسي 2: 17).

لكن الشعب (إسرائيل) وهو غير مدرك لنعمة الله قبل شروط الناموس واستند إلى بره الذاتي لذلك أعطاهم الرب السبت (الذي معناه الكف عن العمل أي الراحة) مشروطاً ومرتبطاً بالوصايا العشر فاكتسب طبيعة الفريضة الناموسية حتى أن من يكسره يرجم حتى الموت (عد 15: 32 – 36).

وكما أساء السبتيون فهم معنى السبت كذلك أساءوا فهم معنى يوم الحد. فإن المسيحيين لا يحفظون يوم الأحد ناموسياً من مساء السبت إلى مساء الأحد. لا يوجد شيء مثل ذلك في كلمة الله. كما أن السبت لم يستبدل بالأحد ولا الأحد استبدل بالسبت. السبت هو اليوم السابع والحد هو اليوم الأول. لقد تأسس السبت على حقين عظيمين: الأول هو سبت لخليقة الأولى والثاني هو سبت للشعب الأرضي (اليهودي). الحقيقة الأولى تعلن راحة الخليقة بعد أن أكمل الله عمله كالخالق. والحقيقة الثانية تعلن أن الناموس قرره كيوم راحة للشعب اليهودي. لكن المسيحية ليست في شيء من هاتين الحقيقتين. المسيحيون ليسوا من هذا العالم كسائر الخليقة (يوحنا 17: 14) كما ذكر المسيح له المجد مرتين في (يوحنا 17) إن المسيحيين ليسوا من العالم كما أنه هو ليس من العالم. والمؤمن المسيحي لا يقوم على أساس من الناموس. المؤمن خليقة جديدة في المسيح.لا هو في آدم ولا هو تحت الناموس. كل من هو في آدم وكل من هو تحت الناموس هالك لا محالة في كلتا الحالتين سواء بالسقوط أو بلعنة الناموس.

لكن منذ أن قام المسيح من بين الموات في يوم الحد وظهر للتلاميذ في ذلك اليوم ثم ظهر لهم مرة أخرى في يوم الحد التالي وكان توما معهم (يوحنا 1: 19، 26) كما حل الروح القدس عليهم يوم الأحد بعد خمسين يوماً من قيامته، اعتاد التلاميذ أن يجتمعوا يوم الأحد لكي في محفل الأحد يكسروا خبز عشاء الرب كما في (أعمال 20: 7) وعشاء الرب هو الامتياز المبارك الذي أوصى به الرب في ليلة آلامه تذكاراً لموته (لو 22: 19) والوصية تسلمها بولس من الرب وبولس هو الإناء المختار لكي يكون خادماً للكنيسة (كولوسي 1: 25) ويقول للكورنثيين "لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً إن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها (كلمة لها تأثيرها العظيم على قلوب المؤمنين)..." (1 كو 11: 23). فليس عشاء الرب فريضة بل هو امتياز معطى للمؤمنين فقط لأنه بالنسبة للمؤمنين لا توجد فرائض "إن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم (الناموس) ... فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض؟" (كولوسي 2: 20). وإذ يمارسون هذا الامتياز بفرح يذكرون موت الرب ويخبرون به إلى أن يجيء. يذكرونه بالشكر والحمد والتسبيح – أي يقدمون ذبائح الحمد والتسبيح أي ثمر الشفاه المعترفة باسمه كما يقدمون ذبائح أخرى أي فعل الخير والتوزيع (عب 13: 15، 16) وهذه تقدم أيضاً في يوم الأحد مع صنع التذكار كما جاء في (1 كو 16: 20) نعم لأن يوم الأحد هو "يوم الرب" الذي قال عنه يوحنا في سفر الرؤيا أنه صار في الروح في "يوم الرب" (رؤيا 1: 10) والكلمة في معناها باللغة اليونانية "اليوم الذي يخص الرب" ولم ترد إلا في (رؤ 1: 10) والكلمة تترجم باللغة الإنجليزية "The Lords day" وذلك بخلاف يوم الرب العظيم الذي ذكر في (2 بط 3: 10) كما ذكر كثيراً في العهد القديم ويترجم في الإنجليزية "The day of the Lord" أما السبت فلم يدع يوم الرب إطلاقاً.

والعجيب في الأمر أن مبدأ حفظ السبت لم يكن وارداً في الأصل عند السبتيين الأدفنتست. كان اسمهم "أدفنتست" فقط أي منتظري مجيء المسيح على الأرض كملك سنة 1844. فإن رائدهم "وليم ملّر" لم يتكلم عن حفظ السبت إطلاقاً بل فيما بعد وعندما احتضنت "مسو هوايت" عقيدة السبت كان مقاوماً لها. أما كيف وصلت إليهم هذه العقيدة فقد كانت عن طريق إحدى السيدات وتدعى "راشيل واكس" والتي كانت تنتمي إلى طائفة صغيرة من المعمدانيين أطلقوا على أنفسهم اسم "معمداني اليوم السابع" هذه انضمت إلى الأدفنتست وأقنعتهم بحفظ السبت، ثم أيدت ذلك نبيتهم "مسز هوايت" برؤى واعلانات. وهكذا أصبح السبت عقيدة أساسية عندهم. عقيدة أتت بها امرأة وأيدتها امرأة أخرى وهكذا أصبح للشيطان آلات من العنصر النسائي لتأييد خططه وذلك مخالفة صريحة لأقوال الرسول الموحى له الذي كتب قائلاً "لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل..." (1 تي 2: 12 – 14) مع أن رائدهم "ملر" رفض في البداية الفكرة ولكنه اضطر للتسليم بذلك ثم اختاروا لأنفسهم اسم "السبتيون الأدفنتست" كما سلم ملر بكل ما ادعته "مسز هوايت" من عقائد هي في حقيقتها "بدع هلاك" مثل بدعة "رقاد النفوس" (أو عدم الوعي بعد الموت بالنسبة لجميع الناس مؤمنين وغير مؤمنين) وكذلك بدعة "ملاشاة الأشرار" وسنتأمل في ذلك في فصل تالٍ.

والعجيب أن رائد السبتيين اضطر أن يخضع لما تقوله النبية "مسز هوايت" وكذلك الأشخاص البارزين من الرجال الكل خضعوا لما تقوله "المرأة" وهكذا نرى أن الله يعاقب الجماعة التي تنحرف عن الحق بجعل امرأة تتسلط عليهم كما حدث قديماً عندما انحرف شعب اسرائيل عن العبادة الحقيقية فإن الرب خاطبهم بفم إشعياء النبي قائلاً "شعبي ظالموه أولاد ونساء يتسلطن عليه. يا شعبي مرشدوك مضلون" (إشعياء 3: 12) والمقصود بالأولاد هم الرجال الذين في تفكيرهم وأذهانهم كأولاد (1 كورنثوس 14: 20).

لقد جعلوا مبدأ حفظ السبت كأنه قضية حياة أو موت وجعلوا يوم السبت يصطدم مع يوم الأحد. فهل المسيحية هي حفظ أيام أم هي ارتباط بالمسيح؟ "الذي أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا ليكون لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 4: 25 – 5: 1). إن مبدأ حفظ الأيام قد أدانه الرسول في رسالة غلاطية موبخاً للغلاطيين وقائلاً لهم "أتحفظون أياماً... أخاف أن أكون قد تعبت فيكم عبثاً" (غلا 4: 10، 11). وفي نفس الرسالة يقول "مع المسيح صلبت (صلب للخطية والعالم وكل الفرائض الناموسية) فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ، فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي. لست أبطل نعمة الله لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذاً مات بلا سبب" (غلا 2: 20، 21).

اسمع أيها القارىء ما تقوله "مسز هوايت" نبية السبتيين في كتابها "مأساة العصور" تقول كأنها نبية تتنبأ "سيقع خصام نهائي بين مناصري يوم الأحد وجماعة السبتيين وذلك بقيادة روما الكاثوليكية. وأن الولايات المتحدة الأمريكية ستلعب دوراً هاماً في هذا الخصام لأنها ستكون حليف الوحش الثاني، النبي الكذاب المذكور في (رؤيا 13). كما قالت أن جهود العاملين لتقديس يوم الأحد ستؤول في أمريكا وخارجها إلى شرائع هجومية ضد السبتيين" (صفحة 626، 638) وقد أكدت "مسز هوايت" أن السبت سيكون حجر الصدمة الكبر! لتمييز الإخلاص وسيوضع خط فاصل واضح دقيق بين الذين يعبدون الله والذين لا يعبدونه" (مقتبسة ما جاء في سفر ملاخي 3: 18) ولقد اعتبرت مسز هوايت أن يوم الأحد هو سمة الوحش. (كتابها مأساة العصور صفحة 648).

هذه هي المبادىء السبتية: يعظمون شأن السبت ويقللون من أهمية ذبيحة المسيح ويعتبرونها غير كافية للخلاص لكن الرب يقول "حاشا لي. فإني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون" (1 صم 2: 30). هل هو أمر زهيد أن الله يرسل ابنه الوحيد الحبيب لكي يموت عن الخطاة، موت العار، موت الصليب؟

تقول "مسز هوايت" أن السبت سيكون حجر الصدمة الأكبر بخلاف ما يقوله الرسول بطرس أن حجر الصدمة وصخرة العثرة هو المسيح نفسه. "لذلك يتضمن في الكتاب هنذا أضع في صهيون حجر زاوية مختاراً كريماً والذي يؤمن به لن يخزى. فلكم أنتم الذين تؤمنون الكرامة وأمّا للذين لا يطيعون فالحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية. وحجر صدمة وصخرة عثرة. الذين يعثرون غير طائعين للكلمة ..." (1 بط 2: 6- 8). هل السبت هو الواسطة للخلاص أم المسيح الذي قال عنه الرسول بطرس "هذا هو الحجر الذي احتقرتموه أيها البناءون الذي صار رأس الزاوية. وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن تخلص" (أعمال 4: 11، 12).

لا يمكن أن تدسّ بدعة في وسط التعاليم المسيحية إلاََّ ويقصد الشيطان من ورائها شيئاً. فما الذي يقصده الشيطان من بدعة حفظ السبت؟ يقول الرسول بولس: نحن لا نجهل أفكاره (أفكار الشيطان). ليس الموضوع هو استبدال يوم بدل يوم ولكن ما يقصده الشيطان هو حجب المعنى المقصود باليوم الأول (الأحد) أي حجب مجد قيامة الرب من الأموات. لقد أقيم المسيح من الموات. بمجد الآب (رومية 6: 4) ويخاطب الرسول بطرس المؤمنين قائلاً لهم "أنتم الذي به تؤمنون بالله الذي أقامه من الأموات وأعطاه مجداً حتى أن إيمانكم ورجاءكم هما في الله (1 بط 1: 21). ما يقصده الشيطان هو إهانة الرب يسوع وإحزان المؤمنين. منذ أن قام الرب يسوع من الموات (يوم الحد) والشيطان يحاول أن يخفي حقيقة قيامته. إن رؤساء الكهنة الذين أعطوا الإسخريوطي ثلاثين من الفضة لكي يسلمه لهم اضطروا أن يدفعوا أكثر من ذلك للحراس حتى يشهدوا الشهادة الكاذبة لإنكار قيامته "أعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين قولوا أن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام" (متى 28: 13).

ما يسبب فرحاً للمؤمنين يسبب ضجراً للشيطان والذين يقودهم وراءه. تذكر أيها القارىء ما جاء في سفر الأعمال (ص 4: 1، 2) عن بطرس ويوحنا أنهما بينما كانا يخاطبان الشعب في الهيكل أقبل عليهما الكهنة وقائد جند الهيكل والصدوقيين متضجرين من تعليمهما الشعب وندائهما في يسوع بالقيامة من الأموات". لو كان الأمر استبدال يوم بدلاً من يوم لكان ذلك موضوعاً مادياً محضاً بلا معنى. ولكن ما يقصده الشيطان أن يشغل الناس بمنازعات جانبية ليبعد النظار عن الموضوع الرئيسي. يقول السبتيون أن قسطنطين أو بابا روما هو الذي استبدل السبت بيوم الأحد لكي يرد آخرون قائلين كلا لم يحدث على الإطلاق شيء مثل ذلك وهكذا ينجح الشيطان في إخفاء الحقيقة العظيمة التي يريدها ألا وهي قيامة الرب من الأموات ويوم الأحد يذكر بها وليس السبت. يوم الحد هو اليوم الذي بدأت فيه الخليقة الجديدة التي رأسها المسيح المقام من الأموات. وقيامة المسيح من الموات هي أساس الإنجيل وأساس كل البركات يقول الرسول بولس للكورنثيين "وأعرفكم أيها الأخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه، وبه أيضاً تخلصون... إلا إذا كنتم قد آمنتم عبثاً... (الإنجيل هو) أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث (يوم الأحد) حسب الكتب" (1 كو 15: 1 – 4) الإنجيل معناه "البشارة المفرحة" إن إصحاح 15 من كورنثوس الأولى المكون من 58 عدداً يتكلم كله عن قيامة المسيح ويرتبط بها كل البركات التي حصل عليها المؤمنون فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم" (ع 17) وليتنا نرجع بذاكرتنا قليلاً إلى ما حدث في ذات يوم قيامة الرب، أنه تقابل مع مريم المجدلية ولم تكن تعلم أنه قد قام. ماذا كانت حالتها "واقفة عند القبر خارجاً تبكي" (يو 20: 11) وماذا كانت حالة التلاميذ الذين لم يكونوا يعلمون أنه قد قام؟ "كانوا ينوحون ويبكون" (مرقس 16: 10) وماذا كانت حالة تلميذي عمواس المنطلقين من أورشليم إلى عمواس ولم يكونا يعلمان أنه قد قام؟ "كانا ماشيين عابسين حزينين. لكن الرب رافقهما وهما يسيران بخطوات متثاقلة حتى وصلوا البيت لكن عندما عرفا الرب يسوع عند كسر الخبز قاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم للأحد عشر. رجعا بفرح عظيم وبخطوات سريعة إن جاز التعبير نقول أنهما كانا يقفزان كالأيائل لأن الرب قد قام.

نعم في يوم السبت كان الرب يسوع في القبر وليس هذا بالشيء الذي يفرح قلب المؤمن أما الأحد فإنه يذكر أن الرب قد قام من الأموات وهذا الشيء يفرح قلب المؤمن ويجعل الشيطان يتضجر لأنه لا يريد للمؤمن فرحاً.

إن المؤرخ الموحى له يذكر أن بولس وأصحابه صرفوا سبعة أيام في تراوس مع أن بولس كان يسرع في السفر لكي يصل إلى أورشليم قبل يوم الخمسين (أع 20: 16) لكنهم انتظروا حتى أول الأسبوع (يوم الأحد) إذ كانت لهم الأشواق أن يجتمعوا مع المؤمنين في تراوس في المناسبة السعيدة (يوم الأحد) ليكسروا خبزاً وأطال بولس الكلام إلى نصف الليل وتعزوا تعزية ليست بقليلة (أع 20: 12) مكثوا سبعة أيام لكن التعزية العظيمة كانت أول الأسبوع (يوم الأحد).

إن المسيح لم يصر رأساً للخليقة الجديدة إلا بعد قيامته من الأموات. الخليقة القديمة رأسها آدم "وفي آدم يموت الجميع. لكن في المسيح سيحيا الجميع" (1 كو 15: 22) مسيح يملك على الأرض هو كذلك بالنسبة لاسرائيل. مسيح مقام من الأموات وممجد في السماء هو كذلك بالنسبة للكنيسة. يقول الرسول بطرس "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث... محفوظ في السموات لأجلكم" (1 بط 1: 3، 4).

لقد فاضت رسائل العهد الجديد بالكلام عن بركات المؤمنين التي أساسها المسيح المقام من الأموات لذلك لا نستغرب أن الشيطان يحاول أن يمحو من ذاكرة المؤمنين موضوع قيامة الرب المرتبطة بيوم الأحد.

كتب بولس الرسول للقديسين في فيلبي وهو في سجن روما قائلاً لهم "...لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات" (فيلبي 3: 10، 11) إن الحقيقة المباركة التي تملأ قلب الرسول "قوة قيامته" تجعله يحتمل بسرور أن تكون له شركة آلامه متطلعاً إلى ذلك اليوم السعيد عندما يرى الرب يسوع وهو على صورة جسد مجد سيده.

وكان لدي الكثير لأقوله عن أمجاد وبركات قيامة الرب يسوع التي يذكر بها يوم الحد لكن لضيق المقام اكتفى بذلك ننتقل إلى الكلام عن بدع الشيطان التي يعتنقها كل أعوان الشيطان. وهذه البدع مثل بدعة "رقاد النفس" بعد الموت والخلود المشروط وملاشاة الأشرار وفي ذلك يتفق السبتيون مع شهود يهوه في هذه الهرطقات.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 15415