Skip to main content

الفصل السابع: القصاص الأبدي والادعاء بملاشاة الأشرار - دينونة الأحياء

الصفحة 3 من 4: دينونة الأحياء

دينونة الأحياء

لا يوجد موضوع أُسيء فهمه مثل موضوع "دينونة الأحياء" المذكورة في إنجيل متى (ص 25: 31 – 46) – كثيرون ظنوا أن هذه الدينونة العامة النهائية لفصل الأبرار عن الأشرار. مع أن المشهد هنا مشهد أناس طبيعيين أحياء على الأرض سيجدهم المسيح عندما يأتي من السماء بالقوة ومجد كثير. أي عندما يجيء لكي يقيم ملكوته الألفي على الأرض الملكوت الذي أنبأ عنه الأنبياء قديماً. يقول متى الرسول "يجتمع أمامه جميع الشعوب (الأحياء على الأرض) فيميز بعضهم من بعض (ع 32) المشهد هنا ليس في السماء لأنه لا توجد شعوب في السماء وفي المشهد لا يوجد موتى أقيموا – هذه هي دينونة الأحياء على الأرض – يدين الأحياء قبل الملك الألفي لتطهير الأرض من الأشرار فلا يبقى لهم أصلاً ولا فرعاً على الأرض (ملاخي 4: 1) لأن الرب لا يملك على الأرض وبها شرير واحد. بل "سيكون الرب ملكاً على كل الأرض ويكون الرب وحده واسمه وحده" (زكريا 14: 9) وسوف يدين الأحياء كالملك "فيجيب الملك ويقول لهم..." (متى 25: 40).

أما دينونة الأموات فسوف تكون في نهاية الملك الألفي. والرب يسوع هو "المعين من الله دياناً للأحياء والأموات" (أعمال 10: 42). يدين الأحياء قبل الملك الألفي (متى 25) ويدين الموات بعد الملك الألفي (رؤ 20) أي الذين ماتوا في خطاياهم منذ بداية التاريخ البشري وأرواحهم في السجن (أي هاوية العذاب) (1 بط 3: 19؛ لوقا 16: 23) سوف تلبس أرواحهم أجسادها وهذه هي قيامة الدينونة (يوحنا 5: 29) المذكورة في (رؤيا 20: 11 – 15) والمشهد في دينونة الأموات ليس على الأرض ولا في السماء. إذ سوف تهرب الأرض والسماء (السماء المخلوقة) ولا يوجد لهما موضع. أن كل هذا ليس موضحاً في (متى 25) وينبغي الرجوع إلى الفصول الكتابية الأخرى لربطها معاً.

أما السبب الأساسي لعدم فهم هذا الموضوع فيرجع إلى أن كثيرين تجاهلوا موضوعاً هاماً أنبأ به أنبياء العهد القديم وكذلك الرب يسوع وكذلك الروح القدس بواسطة بولس الرسول كما نقرأ في الإصحاحات (9 – 11) من رسالة رومية. وهو موضوع "رجوع اسرائيل إلى أرضه" وخلاص بقية منهم. بعد اختطاف الكنيسة بعد "أن يدخل ملء الأمم" (رومية 11: 25) أي يكتمل عدد المؤمنين من الأمم في زمن انجيل النعمة. بعد اختطاف الكنيسة سوف ترجع بقية من اليهود وينادون بانجيل الملكوت. وليس انجيل النعمة كما في الوقت الحاضر. هذه البقية القليلة سوف تضطهد من إخوتهم اليهود وهم الأغلبية وسيظهر بينهم النبي الكذاب وليس هنا مجال الكلام عن ذلك. وأول من أشار إلى ذلك من مفسري الكتاب المقدس هو "يوحنا داربي" سنة 1830 وكان ذلك مفتاحاً لفهم نبوات العهد القديم وكذلك النبوة الواردة في رسالة تسالونيكي الثانية (ص 2) وكذلك (متى 24، 25) والحق الخاص بالقيامة الأولى واختطاف المؤمنين فقط. وأن مجيء الرب له وجهان – مجيئه للاختطاف وهذا لن يراه العالم. ثم بعد ذلك بسبع سنين (فترة الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال) سيكون مجيء الرب ومعه جميع القديسين الذين سبق أن اختطفوا وسيكون مجيئه هذا ظاهراً للعالم أجمع.

الآن لا يتعامل الرب مع اليهود كأمة ومن يموت منهم يموت في خطاياه بسبب عدم إيمانه بالرب يسوع المسيح. لكن بعد اختطاف الكنيسة سينتهي تدبير النعمة الحاضر، وسيعود الرب ويتعامل معهم. حتى هذه اللحظة الرب يدعوهم "لوعمى" أي "لستم شعبي" (هوشع 1: 9) ولكن سوف يعود الرب ويتعامل معهم من خلف الستار لمدة 7 سنوات هي الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال، يقودهم فيها للتوبة عن جريمة رفضهم وصلبهم لابن الله (رومية 9 – 11).

أن حوادث الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال مدونة في سفر الرؤيا بداية من (ص 4 إلى ص 19) وإذا فهمنا هذه الحقائق وترتيب حدوثها فإننا سنجد أن سفر الرؤيا كله مرتب ترتيباً جميلاً بداية من العصر الرسولي في القرن الأول الميلادي حتى النهاية أي زوال الأرض والسموات المخلوقة وبداية الأبدية التي لا تنتهي والتي تبدأ بالسماء الجديدة والأرض الجديدة حيث البحر لا يوجد فيما بعد (رؤيا 21: 1).

تلخيص مختصر لسفر الرؤيا
الصفحة
  • عدد الزيارات: 10197