الحياة التعبدية
"واحدة سألت من الرب. وإياها ألتمس. أن أسكن في بيت الرب كلّ أيام حياتي لكي أنظر الى جمال الرب وأتفرس في هيكله". إن الحياة التعبدية في الإيمان المسيحي هي العامود الفقري للنمو الروحي حيث تثبت العلاقة بيننا وبين الله للإنطلاق قدما الى الأمام، فالكتاب المقدس وعلى كل صفحاته يقدم لنا رجالات الله المنتصرين من خلال حياة تعبدية متينة تتفرع إلى ثلاثة أغصان:
1- حياة تعبدية في خلوة روحية: "وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصل إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" (متى 6: 6-7). الله يريد منا أن نختلي به بمكان خاص جدا وبقلب خاضع لنقدم له كل خفايانا ولنعترف بأننا ضعفاء لا نستطيع أن نقوم بشيء من دونه، حتى تكون هذه الجلسات اليومية هي الوقود والغذاء لنمونا الروحي ولكي نستطيع أن نقدم المسيح للعالم الخاطيء بتواضع وقوّة.
2- حياة تعبدية داخل الكنيسة: "ليكن كلّ شيء بلياقة وبحسب ترتيب" (1 كورونثوس 40:14). على كل مؤمن بالمسيح أن يعمل لرفع العبادة وسط الجماعة لكيما يكون كل شيء بترتيب وخشوع وتقوى ولكي يعم الإنتعاش وسط القلوب العطشة ليسوع، فالعبادة في وسط الكنيسة مهمة للغاية ويتطلب مسؤولية كبيرة من الجميع. فالله يطالبنا أن نعبده بالروح والحق لكي تتحول هذه المجموعات إلى بركة حقيقية تفوح منها رائحة المسيح.
3: حياة تعبدية وسط المجتمع: "لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاد الله بلا عيب في وسط جيل معّوج وملتو تضيئون بينهم كأنوار في العالم" (فيلبي 2 :15). إن العيش بحياة سامية مليئة بالقداسة والبر وبلا عيب تجعل منا أن نكون نور ساطع وسط ظلمة حالكة، فالمطلوب منا أن تكون عبادتنا وسط المجتمع على مستوى تقود الخاطىء للمسيح، وهذا الأمر يتطلب بساطة وشفافية وجدية في حياة الإيمان وأيضا مصداقية لشهادتنا حتى نهدم ظنون مرتفعة ضد معرفة المسيح. "لأنه يخبئني في مظلّته في يوم الشر. يسترني بستر خيمته. على صخرة يرفعني" (مزمور 27: 5).
- عدد الزيارات: 7444