Skip to main content

الباب السادس - المسيح في حياته الأرضية: البشائر الأربع

الباب السادس

المسيح في حياته الأرضية

قد أشرقت شمس البر والشفاءُ في أجنحتها. كنا، لدى مطالعتنا في أسفار العهد القديم، نراقب فجر اليوم الذي رآه ابراهيم وتهلل، وبرزغ النجم الذي أنبأ به بلعام، وشروق النور الذي بشر به أشعياء. فكنا كأننا شاخصون إلى سحب تمر في الأفق متواترة وتشف عن ضياء المجد الآتي. والآن تحققت آمالنا وصدقت رؤانا، فقد أتى ملك المجد بالذات "فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له" رأينا "مسيح الرب" "لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب ... "

وحيثما أضاء نور المسيح أدرك الإنسان سر حياته على وجه أبلغ وأتم، وارتقت شريعته الأدبية فوق حد العادة لأن إنجيله هو الدين الحق الذي يرسل أشعة الرجاء إلى الخائبين والضالين. هو بشارة الخاطئ، نصفة المظلوم، سند المسكين، نصير المرأة وحاضن الطفل الصغير. فأنعم وأكرِم بالإنجيل!

إن المسيح – الذي منذ عشرين قرناً أحرز النصر الكامل على الخطية والظلمة والانحطاط الأدبي – إنما هو مسيح العهد الجديد. وكل ما نعلمه عنه مستخرج من الكتاب المقدس لأن التاريخ لا يعلمنا إلا مجرد وجوده. من أجل ذلك لا يصح لأحد أن يستغني عن الكتاب المقدس بحجة أنه يكتفي بما يعلمه التاريخ عن المسيح. إن الكرازة بالمسيح كما هو معلن في الكتاب المقدس - إله متأنس، رجل تام، مخلص بواسطة الصليب وربٌّ بقيامته – هذه الكرازة التي تغيّر القلوب وتجدد حياة البشر.

إنجيل المسيح، حسبما كتبه متى ومرقس ولوقا ويوحنا، صورة رباعية لحقيقة شخصه وعمله. ميزة التمثال على الصورة أن الأولى تقدّر الناظر أن ينظر إليه من كل الجهات. وكذلك صورة المسيح الرباعية، أعني الشهادة له من أربعة، تمكن الناظر إليه من التمتع بمحاسنة من كل صوب فيطلع على علم جديد.

قال بعضهم: يوجد شَبَه بين البشراء الأربعة والكاروبيم الأربعة الذين رآهم حزقيال، أو الحيوانات الأربعة الذين رآهم يوحنا. إن متى يرينا المسيح في مقامه الملوكي كأسد سبط يهوذا وهو الكروب الأول، ويرينا إياه مرقس في مقام خادم لأن الثور معد للخدمة كما للتقدمة وهو الكروب الثاني، ويرينا إياه لوقا في مقام ابن الإنسان "قلبه فائض بالعطف والحنان" وهو الكروب الثالث، ويرينا إياه يوحنا في مقامه الإلهي كالنسر الذي يخترق طبقات الهواء ويحتجب وراء السحاب وهو الكروب الرابع.

ورسم بعضهم جدولاً لشرح المشابهة بين أسفار العهد القديم والعهد الجديد. وهاك هو:

 

العهد القديم الناموس الشريعة إعطاء الشريعة
الأسفار التاريخية تنفيدها عملياً
الأنبياء الأسفار الشعرية ما هو ضمن الاختبار
الأسفار النبوية ما هو وراء الاختبار
العهد الجديد المسيح البشائر إعطاء العهد الجديد
سفر الأعمال إجراؤه عملياً
الرسل الرسائل ما هو ضمن الاختبار
  سفر الرؤيا ما هو وراء الاختبار
  • عدد الزيارات: 3392