Skip to main content

نبوات سفر المزامير بنجاة المسيح من الموت

الرد على دعوى عدم صلب المسيح

لماذا يرفض البعض قضية موت المسيح على الصليب ويحاولون أن يوجدوا براهين لهذا الرفض من خلال نصوص الكتاب المقدس؟

نجد الإجابة فيما كتبه د.محمد كامل حسين:

"التعمق في بحث الحقائق الأبدية يدلنا على مواضع اتفاق بين الأديان يخفيها اختلاف التعبير، ويدلنا كذلك على مواضع اختلاف أعمق مما يبدو لأول وهلة، من ذلك الخلاف بين المسلمين والمسيحيين قي أمر المسيح، هل صلب حقاً أو شبه للناس أنهم قتلوه؟ والخلاف واضح، ولكنه لو كان خلافاً على حدث تاريخي لهان الأمر، والناس يختلفون في أمر الأحداث دون أن يثير فيهم هذا الخلاف شقاقاً كبيراً.

وحقيقة الخلاف أن المسيحيين يؤمنون بالتكفير والفداء، وأصل ذلك أن يستشهد بريء طاهر فيحمل عن الناس خطاياهم. هذا هو لب العقيدة المسيحية. ومغزاها العميق حين يتحدثون عن الصلب. والمسلمون لا يروقهم الفداء ولا يؤمنون بالتكفير عن الذنوب بما يقع على غير المذنب وعندنا أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، ولا نستطيع أن نتطهر بما لا نؤمن به. هذا هو المغزى العميق لما نشعر به من إنكار للصلب"[1] وفي الصفحات التالية سوف نناقش الأدلة التي يثيرها البعض على أن المصلوب ليس هو المسيح بل يهوذا أو أي شخص آخر اعتماداً على نصوص الكتاب القدس.

1- نبوات سفر المزامير بنجاة المسيح من الموت:

كتب أحدهم: "إن نبوات العهد القديم هي معيار صحيح للكشف عن الحقيقة بين صلب المسيح كما يعتقد المسيحيون، وتخليص الله له ورفعه كما يعتقد المسلمون، وهي معيار صحيح ومقبول عند المسيحيين، ولا يقبل من المسلمين في أصول البحث رفضه. والتركيز على النبوات الواردة في سفر المزامير، باعتباره يتضمن أغلب النبوات الواردة عن المسيح هو أمر ملحوظ بصفة عامة في كتابات المسيحيين.

ولهذه الأهمية البالغة لسفر المزامير بالنسبة للنبوات عن المسيح عند المسيحيين خاصة بالنسبة للنبوات عن صلبه، فإنه لزاماً علينا أن نجعل من سفر المزامير عماد بحثنا في هذا الشأن"[2] ثم قام الكاتب بدراسة مزامير 2، 4، 7، 9، 16، 18، 20، 21، 22، 27، 34، 35، 37، 41، 55، 57، 69، 91، 109، 118، 132 وخرج منها بنتيجة واحدة: وهي عدم صلب المسيح وصلب يهوذا.

وكتب آخر تحت عنوان: تنبؤات المزامير بنجاة المسيح من القتل:

"إن دراسة موضوع تنبؤات المزامير بنجاة المسيح من القتل تكفيه دراسة واحد أو أكثر من المزامير ولم نقصد بدراستنا لأربعة عشر مزموراً إلا مزيداً من التأكيد واليقين والمزامير المستخدمة تربو على الخمسين." ثم يختم الفصل بـ " الخلاص من المزامير" الخلاصة أن تنبؤات المزامير بالأحداث التي يتعرض لها المسيح تشمل سبعة عناصر، نذكرها بما يشهد لها من تلك المزامير.

1-يتآمر الرؤساء (الكهنوت اليهودي) على المسيح لقتله والتخلص منه.

مز 2: 2-3، مز 31: 13، مز 7: 17، مز 17: 11.

2-يستخدم المتآمرون عميلاً من تلاميذ المسيح هو ذلك الشرير الخائن

مز 41: 9، مز 55: 12-14، مز 37: 12، 32.

3-حين يستشعر المسيح الخطر، فإنه يفزع ويرتاع وتقرب به المحنة من حافة اليأس فيصرخ إلى الله طالباً النجاة وحفظ نفسه من القتل.

مز 55: 5-6، مز 6: 2-5، مز 9: 13، مز 13: 3، مز 27: 9، مز 40: 6، مز 30: 9-10، مز 27: 7، 12، مز 35: 24-25.

4-يدعو المسيح على تلميذه الخائن بالهلاك.

مز 109: 6-16، مز 17: 13، مز 55: 9، 3.

5-يستجيب الله دعاء المسيح لنفسه بالنجاة فتفشل المؤامرة ويحفظ الله عليه حياته.

مز 41: 1-2، مز 33: 10-11، مز 9: 3-5، مز 56: 13، مز 20: 6، مز 21: 8، 11، مز 118: 5-8، مز 21: 4.

6-كما يستجيب الله دعاء المسيح على التلميذ الخائن، فتنقلب عليه مؤامراته، ويتجرع ذات الكأس التي شارك في تجهيزها لمعلمه. مز 7: 13-16، مز 57: 6، مز 6: 16، مز 37: 15.

7-وتكون وسيلة نجاح المسيح من القتل أمراً عجباً، إذ يرفعه الله إلى السماء فلا يمسه السوء. مز 91: 11-14، مز 57: 2-3، مز 27: 5، مز 31: 8، 2.

تلك هي الحقيقة من المزامير وهي الحقيقة التي يجدها كل من يقرأ في المزامير واضحة كل الوضوح لا لبس فيها ولا غموض. حقاً نقول: لقد تنبأت المزامير بنجاة المسيح من القتل والصلب وتنبأت بهلاك يهوذا. هلاكاً وسيلته "آلة الموت" أو بالأحرى خشبة الصلب[3].

التعليق:

نحن نتفق مع كاتبنا أن نبوات العهد القديم هي معيار صحيح للكشف عن الحقيقة بين صلب المسيح أو عدم صلبه.

ولقد سبق لنا دراسة نبوات العهد القديم التي تؤكد موت المسيح وأوضحنا كيف نفهم ونفسر هذه النبوات. ونضيف هنا الملاحظات التالية:

1-لم يكن عمل الأنبياء الرئيسي التكهن بأحداث سوف تحدث في المستقبل البعيد بالنسبة لزمنهم. والتعامل مع الأسفار النبوية بهذه الطريقة (أي الرجوع إليها فقط من أجل التنبؤات) هو نوع من الانتقائية.

2-نبوات العهد القديم عن المسيا تقل عن 2% من مجموع النبوات.

3-بعدنا عن تاريخ كتابة هذه النبوات يزيد من تعقيد فهمنا للأسفار النبوية حقاً، وبطبيعة الحال نجد نحن القراء المعاصرين أن فهم كلمة الله في وقتنا الحاضر، كما تكلم بها الأنبياء. أصعب مما وجده بنو إسرائيل الذين سمعوا النبوات مباشرة، فالأمور الواضحة عندهم مبهمة عندنا. ولكوننا بعيدين جداً عن الحياة الثقافية والتاريخية والدينية لشعب إسرائيل. فكثيراً ما يصعب علينا إدراك ما كانوا يشيرون إليه ولماذا؟

4-فيما يتعلق بسفر المزامير، عند تفسير أي نص يجب مراعاة ما يلي:

أ-إن سفر المزامير هو مجموعة من الصلوات والترانيم العبرية ذات الوحي الإلهي، وهي كلمات موجهة إلى الله، فهي ليست توصيات أو أوامر، أو قصص توضح التعاليم. فليس المقصود منها إذن أن تعلمنا العقيدة أو المسلك الأدبي بالدرجة الأولى.

ب-المزامير كتبت على هيئة شعر باللغة العبرية، والشعر العبري بطبيعته كان موجهاً، إذا جاز التعبير، لمخاطبة العقل بواسطة القلب، أي أن اللغة المستخدمة عاطفية عن قصد، لذلك على المرء أن يحذر المبالغة في الشرح الاستدلالي للمزامير، وذلك ببحثه عن معنى خاص لكل كلمة أو جملة.

جـ-المفردات الشعرية هي مجاز مقصود، لذلك علينا أن نحرص على البحث عن القصد من المجاز، مع مراعاة عدم المغالاة من جهة المجازات أو أخذها بالمعنى الحرفي[4].

د-المزامير ليست كلها نبوات عن المسيح، حتى كان يجوز الظن أن كل آية فيها تتحدث عن المسيح.

هـ-لا يمكن فهم معنى كل آية إلا بربطها بالآيات السابقة واللاحقة لها ولذلك يجب أن لا ندرس الآية مستقلة عن هذه أو تلك.

و-بعض الآيات الواردة في سفر المزامير عن الظروف التي اجتاز فيها المسيح، سجلت عندما كان قائلوها يجتازون في ظروف مشابهة من بعض الوجوه، للظروف التي اجتاز فيها ولذلك فهذه الآيات يراد بها التعبير إما عن أمور حدثت فعلاً لقائليها، أو أمور تنبأوا بها عن المسيح، والقرينة هي التي تحدد من هو المراد.

ز-إن الاصطلاح "مسيح الرب" لا يراد به المسيح وحده، حتى كان يجوز القول إن أي آية ورد بها هذا الاصطلاح يقصد به شخصه، بل يراد كل إنسان مسح (أو بالحري عين تعييناً رسمياً) في إحدى الوظائف الرسمية. فداود النبي الذي كتب الشطر الأكبر من المزامير يدعى "مسيح الرب" 2 صم 1: 32.[5]

ح-يجب أن ندرس الظروف التاريخية والخلفية لكل مزمور وذلك عن طريق:

1-دراسة مضمون المزمور بتمعن.

2-دراسة عنوان المزمور.

وإن كان مضمون المزمور وعنوانه لا يساعدان المفسر على تفهم خلفية المزمور والظروف التي كتب فيها ودوافع الكتابة، فالأحسن الاعتراف بعدم معرفة معاني هذا المزمور بدلاً من أن يحاول المفسر أن يتعسف في تفسيره ويضع في المزمور أشياء لم يقصدها كاتبها الأصلي، ولم يفهمها القارئ في عصره[6].

ط-هناك بعض المزامير التي يطلق عليها مزامير المسيا.

والمسيا: كلمة عبرية تعني "الممسوح" أي المسيح، وكان يطلق في العهد القديم على ملوك يهوذا (مز 89: 38، 51) الذين كانوا يتولون مناصبهم بعد مسحهم بالدهن المقدس ( 1صم 10: 10، 16: 13). وكانت تشير بأكثر تحديد إلى الابن الأكبر لداود ملك إسرائيل الآتي، ومخلصهم في المستقبل(مز 2: 2).

كما يصف سفر المزامير الأنبياء أيضاً بأنهم (مسحاء) "لا تمسوا مسحائي، ولا تسيئوا إلى أنبيائي" (مز 105: 15، 1مل 19: 16). كما كان كهنة بني إسرائيل يمسحون ليكهنوا للرب، أما عبد الرب الذي يذكره إشعيا (إش 61: 1) الممسوح نبياً، فكان يجمع في نفسه أيضاً الرياسة الكهنوتية، مع السلطان الملوكي (إش 49: 7، 53: 12).

ولما كان يسوع المسيح قد أعلن أنه هو المسيح "المسيا" إلى جانب عمله كخادم وملك (لو 22: 37، يو 4: 25-26). فمن الأفضل أن نقول إن "مزامير المسيا" هي التي تنبأت عن جوانب من شخصية يسوع وعمله.

ويرى البعض أن المزامير المقطوع بأنها مسيانية، هي ثلاثة عشر مزموراً، يمكن تصنيفها على أساس الشكل أو حسب المضمون:

-فعلى أساس الشكل تقسم إلى ثلاثة أقسام، بناء على الإشارة إلى المسيا: سواء في صيغة المتكلم، أو صيغة المخاطب أو صيغة الغائب.

-أما على أساس المضمون، فيمكن أن نصنفها حسب الوظائف الثلاث للمسيح. كنبي وككاهن وكملك.

1-المزامير الملكية: وهي سبعة مز 2، 8، 45، 72، 89، 110، 132.

2-مزامير الآلام: وهي ستة مز 16، 22، 40، 69، 102، 109.

3-المزامير النبوية: وهي أجزاء من المزامير السابقة[7].

أي أن المزامير التي تتنبأ عن المسيح 13 مزمور فقط لا غير وليس 50 مزموراً وكون أن مزموراً منها يتنبأ عن المسيح، فهذا لا يعني أن كل آيات المزمور هي نبوة عن المسيح.

-ثم إن هناك شيئاً هاماً وهو أن المزامير يمكن تقسيمها إلى مجموعات تتبع كل مجموعة نمطاً ثابتاً، متى فهمناه عرفنا أن تطبيق كثير من المزامير –كما يراها كتابنا- في نجاة المسيح من الموت هو خطأ، لأن هذا هو نظام المزمور.

"من الممكن تصنيف المزامير تحت سبعة أنواع مختلفة، وهناك أحياناً تداخل بين تلك وتلك:

أ-مزامير المراثي: تشكل مزامير المراثي الجانب الأكبر من سفر المزامير فعددها يربو على الستين مزموراً وهي:

1-مراثي فردية: مثل مزمور 3، 22، 31، 39، 57، 71، 120، 139، 142 وهي تساعد الشخص على التعبير للرب عن الصراعات أو الجهاد أو خيبة الأمل.

2-المراثي الجماعية: مثل مز 12، 44، 80، 94، 127. وهي تؤدي نفس الغرض لكن لمجموعة من الناس، وليس للفرد الواحد.

بقيام الدارسين بمقارنة مزامير المراثي، استطاعوا أن يفرزوا ستة عناصر تظهر بطريقة  أو بأخرى في كل تلك المزامير، إليك هذه العناصر بحسب ترتيبها الأكثر تكراراً:

1-العنوان: يقوم الكاتب بتحديد هوية من كتب المزمور لأجله، وهو بطبيعة الحال، الرب.

2-الشكوى: يقوم المرنم أو كاتب المزمور بتقديم شكواه بكل صدق وفاعلية، ذاكراً طبيعة المشكلة والسبب الذي استدعى تدخل الله.

3-الاتكال: يقوم المرنم مباشرة بالتعبير عن الاتكال على الله.

4-الإنقاذ: يتوسل المرنم إلى الله أن ينقذه من الحالة الموصوفة في الشكوى.

5-اليقين: يعبر المرنم عن يقينه من أن الله سيقوم بالإنقاذ.

6-التسبيح: يقوم المرنم بالتسبيح شاكراً الله ومعطياً إياه المجد والكرامة من أجل بركات الماضي والحاضر والمستقبل.

ب-مزامير الحمد: هذه المزامير عبرت للرب عن الفرح لحدوث أمر طيب أو لسير الأحوال بشكل حسن، أو لتقديم الشكر لله عل أمانته وحمايته وخيراته. وهي:

أ-مزامير حمد فردية: مز 18، 30، 32، 40، 66، 92، 116، 118، 138.

ب-مزامير حمد جماعية: مز 65، 67، 75، 107، 124، 136. وعناصرها كما يلي:

1-المقدمة: يتم هنا تلخيص شهادة المرنم لمعونة الله التي عملها.

2-المحنة: يتم وصف الحالة التي تدخل الله فيها للإنقاذ.

3-الالتماس: يكرر المرنم الالتماس الذي قدمه لله.

4-الإنقاذ: يتم وصف الإنقاذ الذي قام به الله.

5-الشهادة: يتم تسبيح الله على رحمته.

مثل: مز 138.

أي أن مزامير الحمد، تركز على التغني بمراحم الله السابقة. فمزمور الحمد عادة يشكر الله على ما صنعه. وترتيب هذه العناصر يمكن أن يتغير بشكل كبير.

جـ-مزامير التسبيح:

تركز هذه المزامير على تسبيح الله على شخصه وعلى عظمته، وعلى جوده لكل الأرض، مثل:

-تسبيح الله كخالق الأكوان: مز 8، 19، 104، 148.

-تسبيح الله لكونه المدافع عن بني إسرائيل والمعطي لهم الخيرات: مز 66، 100، 111، 114، 149.

-تسبيح الله كالسيد على التاريخ: مز 33، 103، 113، 117، 145-147.

د-مزامير تاريخ الخلاص:

تستعرض أعمال الله الخلاصية لبني إسرائيل، وخاصة إنقاذه لهم من العبودية في مصر مثل مز 78، 105، 106، 135، 136.

هـ-مزامير الحكمة:

وهي تمتدح فضائل الحكمة والحياة بموجبها مثل مز 36، 37، 49، 73، 112، 127، 128، 133.

و-مزامير الاتكال:

وهي تركز على حقيقة أنه يمكن الاتكال على الله والثقة به مثل مز 11، 16، 23، 27، 62، 93، 91، 121، 125، 131.

ز-مزامير الاحتفالات:

1-صلوات تجديد العهد: مز 50، 81.

2-المزامير الملكية: مز 2، 18، 20، 41، 45، 72، 101، 110، 144.

3-مزامير التتويج: مز 24، 29، 47، 93، 95-99.

4-أناشيد مدينة أورشليم: مز 46، 48، 76، 84، 87، 122[8].

متى طبقنا القواعد السابقة على أي مزمور استخدمه الكتاب لإثبات نجاة المسيح من الموت نرى أن في هذه التفسيرات اعتساف وأن الافتراضات والاستنتاجات التي قالوا بها بعيدة جداً عن الحقيقة وأن محاولة إثبات عدم موت المسيح من خلال سفر المزامير محاولة فاشلة، وفي كثير من الأحيان هي افتراءات كاذبة.

ولنا عودة لدراسة هذا الموضوع إن شاء الله.

 

(1)الوادي المقدس. د.محمد كامل حسين. دار المعارف. سنة 1968. ص 138-139 وانظر أيضاً: مع المسيح في الأناجيل الأربعة. فتحي عثمان. ط2. سنة 1966. ص 434-435 وسوف نناقش هذا الموضوع بالتفصيل في كتاب قادم "لماذا الصليب؟"

(2) دعوة الحق. المستشار منصور حسين. ص 37-117.

(3) المسيح في مصادر العقيدة المسيحية. ص 215-270.

(4)القيمة الكاملة: غوردون في، ودوجلاس ستورت. دار الكتاب المقدس. سنة 1994. ص 201-205.

(5) قضية الصليب: عوض سمعان. ص 87-89.

(6) علم التفسير: د.فهيم عزيز. ط1 سنة 1986. دار الثقافة. ص 347.

(7) دائرة المعارف الكتابية. جـ4. ص 247.

(8) القيمة الكاملة. ص 201-210.

  • عدد الزيارات: 938