Skip to main content

الخطيَّة خدّاعة

(رو 7: 11)

سئل مهندس و طبيب و محام عن رأيهم في الخطية فجاءت أجوبتهما كما يلي:

قال المهندس: الخطية دمار هائل.

وقال الطبيب: الخطية مرض فظيع .

وقال المحامي: الخطية تعد على القانون .

ولاشك إن الرسول بولس يوافق على هذه التعريفات ولكنه يضيف قائلا إن الخطية هي خداع ومكر واحتيال . فلقداختبرها في حياته وعرف ماهيتها وتأثيرها، ولذا نراه يقول "الخطية خدعتني وقتلتني" وفي هذا هو يصور واقع كل إنسان لم يختبر خلاص المسيح وقوة المسيح. فالخطية خداعة:

أولا: لأنها توهم الإنسان أنها تمنحه البهجة والشبع والسرور. واقتناعا منه بما توحيه إليه، يتهافت المرء عليا بأشكالها المختلفة ليروي ظمأه و يشبع قلبه الفارغ.لكن ماذا يجد في نهاية المطاف؟ يجد أ،ه أزداد عطشا و جوعاوفراغا. فهو، كما يقول ابن المقفع، كشارب الماء المالح: كلما ازداد شربا ازداد عطشا، وكالنائم الذي يرى أحلاما مفرحة فإذا استيقظ ذهب فرحه، و كالهر الذي يلحس المبرد: يستلذ طعم الدم الذي ينـزف من لسانه.

قال الفيلسوف الفرنسي باسكال ما معناه أن قلب الإنسان له شكل المثلث ولا يشبع القلب المثلث إلا الإله المثلث الأقاليم.واوغسطينوس، أحد رجال الكنيسة العظام، قال مخاطبا الله: "اللهم قد خلقتنا لنفسك و قلوبنا لن تجد راحتها ألا فيك" إذا الخطية تصور للإنسان ما يخالف الحقيقة والواقع، لأنها مخادعة و كذابة رغم أنها جذابة.فلا يخدعنك مظهرها ولا حلاوتها.فهي "تعطيك من طرف اللسان حلاوة و تروغ منك كما يروغ الثعلب".

ثانيا: توهم الخطية المرء أنه في عمله مبرر معذور . أنها تهمس في أذنه و قلبه قائلة: "أنت كسواك من الناس، ولا تختلف عنهم بشيء. فماذا تتصرف وكأنك غير طبيعي؟ أ، الجميع يفعلون هذا الشيء أو ذاك وماذا يضيرك أن أنت حذوت حذوهم؟ لماذا تحرم نفسك من ملاذ الدنيا، لا سيما أنك لن تأتي إلى هذه الدنيا سوى مرة واحدة؟ ثم لا تنس أن الإنسان ضعيفو لا يلام أن هو اخطأ كما يخطئ سائر البشر".

هذا يسير مع كثير مما تقوله الخطية للإنسان.و بكل أسف يصدق الإنسان أقوالاً كهذه و يقول في نفسه: ولماذا أخالف وأعاكس التيار؟ ولماذا أدع الفرصة تفوتني؟ ثم لماذا لا أعبر عن نفسي و شخصيتي و رجولتي؟

و هكذا نجد المسكين يقع في الفخ.

ثالثا: توهم الخطية صاحبها أن لا ويل عليه ولا ثبور . أي أنه لن يعاقب لا في الدنيا ولا في الآخرة.كيف لا والله لن يسمح بهلاك أحد، على حد زعم الكثيرين؟ هناك فئات تنادي بعدم وجود الخطية على الإطلاق، و تقول أن ما يصدر عن البشر أنما هو من نوع الضعف البشري.و بما أن الخطية معدومة، فالإنسان في رأيهم لن يتعرض لحساب أو عقاب .

عزيزي القارئ: أنني أحذرك من التقليد.فهذه الأمور التي تصورها الخطية لك: أعني السرور والتبرير والنجاة من العقاب أن هي إلا من اختصاص يسوع.فالخطية خداعة وفي النهاية ستقضي عليك، لان "ما يزرعه الإنسان أيام يحصد أيضاً".

يسوع المسيح هو المخلص الوحيد من الخطية.آمن به تخلص في هذه اللحظة .

صـــلاة: حكمنا يا رب لكي نهرب من الخطية إليك لننال السرور والتبرير والحياة.آمين .

  • عدد الزيارات: 3572