الله أيضاً عادل وقدوس
"لا تضلّوا، الله لا يُشمَخ عليه، فان الذي يزرعه الانسان، ايّاه يحصد ايضاً، لان مَن يزرع لجسده، فمن الجسد يحصد فساداً" (غلاطية 7:6). كم مِن بيوت تهدّمت، وكم مِن مؤمنين عاشوا حياة تعيسة لأنهم رفضوا مشيئة الرب واستهانوا بمرشدين ومعلّمين أقامهم الرب نفسه؟! إن سِرتُ بحسب ارادتي، رافضاً ارادة الله، فالنتيجة هي التعاسة والشقاء مهما "صليت" وبكيت، فلله قضاء وحكم لا يتنازل عنهما " فتنوح في أواخرك. فتقول كيف أني أبغضت الادب ورذل قلبي التوبيخ، ولم اسمع لصوت مرشديّ"(امثال 11:5). "لان طرق الانسان امام عيني الرب وهو يزن كل سبله" (ام 21:5). أنظر الى العالم المليء بالشقاء والاحزان والدموع، أليس لأنهم اختاروا مشيئتهم الخاصة، وكل واحد اختار أفكاره الخاصة رافضاً أفكار الله!؟، ولاحِظ حياة بعض المؤمنين، الا ترى ما حصدوا مِن حزن وشقاء بسبب خطوات اتّخدوها دون ارشاد الرب ثم ندموا حين لم ينفع الندم؟!. ليتنا نفكّر كثيراً في هذه الحقائق الالهية الثابتة التي لا تتغيّر ولا تتبدّل.
ان الله محب ورحوم، لكنه ايضاً حكيم وقدوس وقدير وعالم بكل شيء، والكل مكشوف أمام عينيه الفاحصتين. فأهدافي وأفكاري ونواياي معروفة لديه، وكذلك العوائق والمشكلات معلومة له، وهو يرغب أن يساعدنا ليزيلها هو "إن كنت حكيم فأنت حكيم لنفسك، وإن استهزأت فأنت وحدك تتحمّل" (ام 12:9). تأمّل حياة الذين ساروا حسب ارادتهم الخاصة، وما حصدوه من دمار لحياتهم ولحياة مَن حولهم، كأدم وشاول ويعقوب ويهوذا، وتأمّل ايضاً الذين عاشوا حسب ارادة الله، رافضين ارادتهم الخاصة، كيوسف وابراهيم، دانيال وداود وبولس. مثل أيّ منهم، ترغب أن تكون حياتك؟ ان المفتاح في يدك أنت!
- عدد الزيارات: 4588