Skip to main content

كلمتان للشبان من كل جنس ولسان

( الكلمة الأولى )

أيتها الفتاة ، أيها الفتى ، الزما بحركما.

زعموا أن ثعلباً جاء بطة تسبح في بحيرتها ، وتوسل إليها بأن تخرج إليه ، فلم تفعل ثم أعاد عليها رجاءه أولاً وثانياً وثالثاً، وأخيراً ، إذ لم تستمع إلى توسلاته ، قفز إليها ينوي افتراسها . كانت البطة أخف منه في الماء ، فأخذت تبتعد عنه وهو يتبعها إلى أن أنهكه التعب وانقلب راجعاً من حيث أتى . لكن البطة لم تمكنه من الهرب ، بل تحولت من الدفاع إلى الهجوم ، ثم قبضت بمنقارها على اذنه ، وغطست به تحت الماء ، ولم تفلته إلا جثة هامدة تطفو على وجه الماء ، عبرة لغيره ممن تحدثه نفسه بالاعتداء عليها. هذا ما حدث للثعلب مع البطة في بحيرتها، ولكن ماذا كان قد تم لها لو استجابت نداء عدوها وخرجت الى أرضه. افما كان العدو قد قطعها ارباً ارباً لو فعلت ذلك ؟ فانتما أيتها الفتاة وأيها الفتى لكما بحر أحاطكما فيه الوالدون بالرعاية ، وقدموا لكما النصائح الغالية، وأنشأوكما على الطهر والمحافظة على الشرف ومحبة الله والقريب .

 و في بحركما هذا تقويان على أعدائكما وتقهراهم كما قويت البطة على الثعلب و أجهزت عليه . أما في أرض العدو - في المحلات العمومية ودور السينما وبيوت القمار وصالات الرقص - في هذه الأمكنة وشبيهاتها .

يتمكن عدوكما منكما ويستحوذ على أثمن جواهركما - الطهـر والشرف والعفاف - ويغرس في نفسيكما سمومه القاتلة ، فتنهش جسميكما الأمراض المخيفة ، وتترككما ابتسامتكما العذبة اللطيفة ، ويزول رواؤكما ، وينخر السوس عظامكما ، ويصيبكما الهزال والدهش والجنون.

فالزما بحركما أيتها الفتاة العزيزة وأيها الفتى الكريم وأعد كما انني ، في نبذاتي التالية ، سأشرح بعض النتائج الوبيلة والأمراض السارية التي يمكن أن تنقلانها من اندماجكما في المحلات المؤذية التي ذكرتها لكما وأنني سأجيب في صلب نبذاتي هذه على أي استفهام يردني منكما بهذا الخصوص . وإنني اسمح مقدماً للأدباء ولاصحاب المجلات والجرائد بنشر كلمتي هذه ورفيقاتها متى شاؤوا دون الرجوع إلي في ذلك.

( الكلمة الثانية )

هذه كلمتي الثانية الى الفتيات والفتيان ، احذرهم فيها مغبة الشر والبهتان .

 فكما قهرت البطة الثعلب في بحرها ، يمكن للفتاة أن تفعل مثلها . وهكذا الفتى الحر الكريم ، ينتصر على عدوه اللئيم .ويشترك مع فتاة شريفة الأخلاق مستقيمة، بحياة متحدة عزيزة كريمة .

أما إذا مع التيار سار ، انحطت أخلاقه وعقله طار . فقبلة يسرقها في صالة الرقص ، قد تقوده الى الرمس وهلاك النفس وزيارة واحدة لعاهرة ، تكفي لإصابة قاتلة قاهرة، فمن أمراض جلدية وزهرية ، إلى سيلان وعنة وتعقيبة مزرية ، تهد كيان الفتاة والفتى ، وتهوي بها مهاوي الردى.

وعلى فرض السلامة من هذه الأدواء مع أن ذلك مستحيل كالعنقاء ، فسقطة تؤدي إلى الاستعباد ، لعادات مهلكة وسيطرة قوم أوغاد . وكلما استرسلت النفس في شهواتها ، ازدادت نار الشر في اضطرامها ، وانحطت القوى الجسدية إعياء ، وازدادت القوى العقلية جموداً وانطفاء . فأكثر مرض السل اليوم من ناتج عن الانسياق مع أشرار القوم ، في اشباع شهواتهم البهيمية ، و اتباع أفكارهم الجهنمية.

 ولا بد من الإشارة ، إلى أمر عظيم الخطورة ، فالسائل المنوي ، عنصر أساسي حيوي. وهو أصل النشاط والقوة ، والسبب المباشر للرجولة والفتوة. وان هذا الاكسير ، يحوي من الحياة الشيء الكثير. فنقطة واحدة من الجوهر الثمين، توازي من الدم أربعين فالطبيعة تفوزه بتقتير، لاجل التوليد والتبزير. وفي تفريط الإنسان ببذله ، يسير بسرعة إلى حتفه . وفي الاستسلام للعادات السرية انحطاط في الإدراك وتراجع في الفهم والأمور العقلية والفكرية ، وتأخر في الهيئة الاجتماعية السياسية منها والمدنية . 

أما ما تسببه الشرور التي ذكرناها ، فأنواع كثيرة غير التي أوردناها ، منها موت الأطفال حال ولادتهم ، وعاهات أخرى تلتصق بغيرهم كالجذب والهبال، والعمى والشلل والاختلال. وما منشأ الدعارة، سوى أفكار دنسة غارة ، تنطبع على خيال الشبيبة البريئة ، من قراءة المنشورات الرديئة البذيئة ، أو رؤية المشاهد الخلاعية والصور السيئة والمسيئة . ووجود البغاء بكثرة ، يشجع على العثرة.

 فإلى حكومة بلادي ، أرفع صوتي وأنادي : ألا  ارحموا أولادكم، و ارأفوا بافلاذكم، واعينوا فتياتكم وفتيانكم. فالزواج الطاهر الشريف ، يزيل الكابوس عنهم ويرفع الحيف . فارفعوا شأن الزواج الشرعي، تقفل بيوت الدعارة والغي. وشددوا في مراقبة الافلام يسود البلاد الأمن والسلام . واضربوا بيد من حديد، كل عاص عنيد . فالأمم الاخلاق والشرف، وعدا ذلك خراب ودمار وتلف . وهذا يشمل الكبير والصغير ، لا فرق بين غني وفقير ، وأكبر دولة تنهار ، إذا شعبها في ذي الطريق سار . والأولاد والديهم يتبعون ، فاما شقاء او بالخير والأمن ينعمون.

  • عدد الزيارات: 16