Skip to main content

الدرس الاول الأنبياء والوعاظ

الأنبياء نفر من رجال الله ، وقد ظهر معظمهم في الزمان الماضي . وآنًا تجد نبواتهم مدونة في العهد القديم. وكان هؤلاء يتنبأون عن مقاصد الله ، ويعلنون للبشر ما يتطلبه الله منهم . ولهذا يمكن اعتبارهم سفراء الله لدى البشر في هذا العالم .
ودعي الأنبياء في العهد القديم " بالرائيين أو الرقباء " . وكانوا رجالا أو نساء مكرسين لخدمة الله ، ومبتعدين عن شهوات هذه الحياة . والأنبياء شهود الله ، وهم اصحاب سلطان فيما يتنبأون ونبؤاتهم هي من وحي الله . ولم يكن عمل النبي أن يكتشف أسرار المستقبل فحسب ، بل هو أعطى الأنبياء أن يعلنوا الحق وينشروه سواء أكان مرضياً للسامعين أم لم يكن . فهم ينددون بالخطايا ويدعون الى التوبة مدفوعين لذلك بقوة الهية . وقد اوحى الله الى بعضهم الإعلان عن امور قبل حدوثها.
وتقبَّل الأنبياء رسالتهم من الله عن طريق الوحي. وكثيراً ما عبروا عن الموهبة النبوية التي منحت لهم بقولهم " كلمة الرب صارت اليَّ " أو " هكذا قال الرب " . وكان موضوع النبوات في العهد القديم أنباء عن مجيء المسيح وقيام ملكوته ، وتنبؤات عن اخبار الممالك والشعوب ، ولفهم كثير من النبوات يترتب على المرء أن يكون ملماً بحوادث التاريخ . وأسفار النبوات في العهد القديم قسمان : النبوات الكبيرة وهي نبوات اشعياء وارميا وحزقيال ودانيال والنبوات الصغيرة وهي الاثنتا عشرة نبوة الباقية من هوشع إلى ملاخي .
وظهر أنبياء العهد القديم في أزمان متباعدة فبعضهم ظهر قبل سبي الأسباط العشرة الذي حدث سنة ۷۲۱ ق . م . وآخرون كتبت نبواتهم بين ذلك الوقت وسبي يهوذا الى بابل . وفئة ثالثة كتبت نبواتها مدة السبي وعند الرجوع . وفي الوسع تقسيم ظهور الأنبياء بموجب الازمان الى الاقسام التالية: 

- اولاً زمن الملوك وقبل السبي : وظهر فيه يونان ، و عاموس، وهوشع، ويوئيل، وميخا، واشعيا ، وناحوم، وصفنيا ، وحبقوق ، وعوبديا.
 - ثانياً زمن السبي : وفيه كتبت نبوات حزقيال، و ارميا ، ودانيال .
- ثالثاً في السبي وبعده وعند الرجوع : ظهرت نبوات حجي، وزكريا وملاخي .
و قام ايضاً عدة نبيات منهن مريم ودبورة في العهد القديم وحنة واليصابات في العهد الجديد . وكان الأنبياء يتقبلون رسالاتهم من الله احياناً عن طريق الرؤى والاحلام ، وهم في حال سبات وغيبوبة، وتكون هذه مصحوبة بمظاهر العظمة الالهية ، أو أنها في بعض الاحيان كانت تسري خفية الى عقولهم بفعل الروح القدس. وكان الأنبياء بدورهم يوصلون هذه الرسالات بكل امانة الى الملوك والرؤساء أو الى عامة الشعب إما كتابة أو شفاهاً .
فالله تكلم بفم انبيائه منذ أيام إبراهيم وموسى حتى زمن زكريا وملاخي واخيراً اظهر ذاته كاملا في يسوع المسيح الذي جاء ليظهر الله للبشر ويعلنه لهم . ولولا المسيح لبقي الله صورة خيالية بعيدة عن أفهام الناس وإدراكهم. ولم يتوقف الله عن اعلان مشيئته بل هو استخدم الوعاظ لينوبوا عن هؤلاء الأنبياء ، وأودع لهم كلمته المقدسة لتكون الينبوع الرئيسي لاستقاء مادة عظاتهم منها . وقد بدأ الوعظ الرسولي بيوم الخمسين عندما حل الروح القدس على التلاميذ. وقد تمركز وعظ الرسل حول حياة المسيح ، موته وقيامته ، ومجيئه الثاني ، والتوبة، والخلاص.
وان معظم رجال المسيحية العظام وإن كانوا قد قدموا خدمات عظيمة للكنيسة إلا أن شهرتهم كانت عن طريق الوعظ . ولا عجب فالوعظ مقياس لنهضة الكنيسة . ويجب ألا تتعدى غاية الوعظ تفسير حقائق الكتاب المقدس وإرشاد الناس إلى طريق الحياة الذي رسمه رأس الكنيسة الرب يسوع المسيح ، والحث على التوبة والابتعاد عن حياة الإثم ، وانتهاج طريق السلوك الطيب، وفوق كل ذلك الإيمان بيسوع المسيح . واشتهر في تاريخ الكنيسة طائفة كبيرة من الوعاظ الذين كان لهم أثر كبير على نهضة الكنيسة أمثال : يوحنا فم الذهب وسافونا رولا وجورج ويتفيلد وغيرهم.


اسئلة
(۱) اذكر أسماء بعض أنبياء العهد القديم الذين تعرفهم في الكتاب المقدس . أسماء بعض المشاهير من الوعاظ الذين سمعت عنهم.
 (۲) ماذا تفهم من هذا التقسيم نبوات كبيرة ونبوات صغيرة ؟
(۳) كيف تلقى الأنبياء رسالتهم من الله ؟
(٤) قسم أنبياء العهد القديم بالنسبة الى ازمنة ظهورهم .
 (ه) تحدث عن نبي من العهد القديم قرأت نبواته او سمعت قصته.
 (٦) في اي الأمور يشترك معظم أنبياء العهد القديم ؟
(۷) كيف كانت طريقة المسيح في الوعظ والإرشاد ؟

  • عدد الزيارات: 29