الدرس الثاني اشعياء
اشعياء أعظم أنبياء العهد القديم وقد سمي " بالنبي الإنجيلي " لكثرة نبواته عن المسيح ، ولا يسبقه من أنبياء العهد القديم في العظمة سوى موسى وايليا . وتاريخه كان حديث المسيحيين الأولين واللاحقين . وهو أكثر من اقتبس كتبة العهد الجديد من كتبه.
كان اشعياء  بن اموص من أشهر أنبياء العبرانيين، وقيل انه كان من نسب الملوك . والظاهر أنه قضى حياته في أورشليم ، وعاصر عدة ملوك بسبب طول حياته . وشرع هذا النبي يتنبأ في اورشليم في السنة الأخيرة من حياة الملك عزيا. واستمر على ذلك مدة حكم ثلاثة ملوك هم : يوثام و آحاز وحزقيا . وكانت المدة التي تنبأ فيها حول ٤٠ سنة ، ويحتمل أنه عاش بعد ذلك مدة طويلة .
انتهت ايام اشعياء الطيبة لأن البلاد في زمن الملك منسى كانت في أسوأ حالاتها. وكان هذا الملك الشاب محاطاً بأسوأ حاشية ، وخشية من أن يتأثر من توبيخ إشعياء وعظاته أمر بقتل هذا النبي . وإذا رافقنا إشعياء في خدمته الطويلة نراه يحزن على موت صديقه الملك عزيا فيذهب إلى بيت الله ليخفف الحزن عن قلبه. وكانت عيناه غارقتين في الدموع ، ونفسه منحنية في التراب.
وذات يوم توجه إشعياء إلى الهيكل، وفيما هو يصلي تراءى له فيض من النور الإلهي فتطلع حوله فإذا به يرى رؤيا سماوية عجيبة . أنه رأى الله جالساً كرسي عال واذياله تملأ الهيكل، وحوله الملائكة واقفون لكل واحد ستة اجنحة . وامتلأت ردهات الهيكل بالأصوات العذبة و هتفت الملائكة قائلة : " قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الارض " . فقال اشعياء : " ويل لي اني هلكت لاني انسان نجس الشفتين لان عيني رأتا رب الجنود " وعلى الاثر مس الملاك فمه بجمرة التقطها عن المذبح ونقل إليه رغبة الله أن يذهب إلى شعبه ويتنبأ لهم .
كان الآشوريون يهددون البلاد ، وبات خطر الأعداء على الأبواب ، وجاء إشعياء ذات يوم بعض الناس وهم يلهثون ويقولون : الأعداء على حدود ديارنا . وها هو الملك احاز يرتجف خوفاً ويريد منا أن نحارب العدو . وأوحي إلى إشعياء بأن يذهب إلى الملك ويشدّد عزيمته ويدعوه لأن يتكل على الله ، لكن آحاز كان متكبراً وانانياً ورغب أن يعمد إلى الرشوة والى طرق العالم لا أن يتكل على الله ، ولذلك هو طرد إشعياء. ولما مات خلفه ابنه حزقيا وكان هذا يخاف الله. وعندما شعر بخطر الاشوريين يقترب من دياره ذهب إلى الهيكل وصلى . وجاءه إشعياء ليخبره بأن الله سوف يدفع شر الاشوريين عن بلاده. وليؤكد له من أن الله يستجيب الصلاة .
واتجهت رسالة إشعياء نحو جوهر العبادة وحقيقتها . فقد أخبر شعبه بان الله لا يهتم بالمظاهر بل بالجوهر واللباب . اسمعه يقول " اغتسلوا تنقوا - كفوا عن فعل الشر - تعلموا فعل الخير - اطلبوا الحق - انصفوا المظلوم - اقضوا لليتيم – حاموا عن الأرملة ... "
وأهم نبوات إشعياء هي تلك التي تشير إلى مجيء المسيح . فقد تنبأ عنه بأبلغ الآيات، واروع النبوات . انه هو الذي قال " لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا ، وتكون الرئاسة على كتفه ، ويدعى اسمه عجيباً مشيراً الها قديراً اباً ابدياً رئيس السلام " وفي الإصحاح الثالث والخمسين نجد نبوات واشارت عن موت المسيح . ويمتاز سفر إشعياء بوفرة مواضيعه ، واعلاناته المتنوعة عن مجد الأيام الأخيرة ، وبكثرة نبواته عن المسيح وآلامه . ويعتبر سفره من أثمن أسفار العهد القديم ومن أكثرها اقتباساً.
وشاءت العناية الإلهية أن يكون اشعياء النبى الانجيلي ليس فقط في نبواته عن المسيح المنتظر ، وشهادته عن المخلص الفادي بل ايضاً في استشهاده. فقد مات إشعياء قتلاً من أجل الشهادة الإلهية . وبذلك خلد اسمه في سجل الأنبياء الشهداء.
اسئلة
(۱) لماذا دعي اشعياء بالنبي الانجيلي ؟
(۲) أقرأ الاصحاح السادس من سفر إشعياء ولخص لنا الرؤيا العجيبة التي ظهرت له .
(۳) صف العصر الذي عاش فيه إشعياء ..
(٤) أين عاش هذا النبي ؟ وكيف كانت وفاته ؟ 
(٥) لماذا يعتبر سفر إشعياء من أهم أسفار العهد القديم ؟ 
(٦) اقرأ المختارات التالية من سفر إشعياء واحفظ بعضها غيباً (إشعياء ٢:٢-٤ و إشعياء ٩ : ١-٧ و  إشعياء ١١: ١-١ و  إشعياء ٥: ٥٣ و  إشعياء ٦ و  إشعياء ٥٥ : ١-٧)
- عدد الزيارات: 39