الدرس التاسع والعشرون يوحنا الدمشقي
(من عام ٦٩٥ - ٧٥٤ ب . م )
هو من أعلام الكتَّاب السوريين الذين استعملوا اللغة اليونانية في كتاباتهم الدينية في ظل الدولة الأموية في النصف الاول للقرن الثامن . وقد عرف باسم منصور ابن سرجيوس قبل ان يعرف باسم يوحنا الدمشقي . ولقب ايضاً " بمجرى الذهب"
بالنسبة الى ما لقب به نهر بردى بسوريا لما في كتبه من الكنوز الروحية الثمينة.
اشغل يوحنا وهو شاب وظيفة في إدارة المالية في الدولة الأموية ، وبعد أن عرف الدنيا وعركها هجر العالم لدير القديس سابا بجوار القدس . ومنذ دخل الدير انقطع الى الدرس ومزاولة أعمال التقوى والنسك . وانتدبه بطريرك مدينة أورشليم ليكون واعظاً ومعلماً ومرشداً ، فأخذ ينتقل بين اورشليم وبين دير القديس سابا للوعظ والكتابة والتأليف .
وأهم مؤلفات يوحنا ، يوحنا الدمشقي هو كتابه " ينبوع المعرفة " ويشمل ثلاثة أقسام : أولها الفصول الفلسفية ، والثاني كتاب الهرطقات ، والثالث بيان صحيح للايمان شرح فيه عقيدة الثالوث الأقدس واعمال الله والعناية الالهية .
وهذا الكتاب هو أول مجموعة لاهوتية ظهرت في الكنيسة المسيحية ، ووضعت على الطريقة المدرسية. ويجمع نتيجة الفكر اللاهوتي للكنيسة اليونانية الاولى. وهكذا فإن ما كتبه يوحنا الدمشقي يكون قد سبق مجموعة توما الاكويني المعروفة  "بالخلاصة اللاهوتية "، واصبح كتابه هذا كتاباً مدرسياً استعملته المدارس الاكليركية الشرقية وربما بعض الأديرة ايضاً إذ وجدت ترجمات هذا الكتاب بالعربية محفوظة فيها .
وهناك ناحية أخرى من آثار يوحنا وهي الناحية الشعرية فقد وضع بصورة خاصة الترانيم والأناشيد الدينية - بينها الألحان الثانية التي ما برحت ترتل في الكنائس الشرقية على النسق البيزنطي ، وابرزها الاناشيد التي تتلى في أعياد الميلاد والفصح والعنصرة والصعود. وله كتب اخرى عديدة لها علاقة بالتفسير والزهد ، ومجموعات من المواعظ والخطب.
وتوفي القديس يوحنا الدمشقي في دير مار سابا . وفي القرن الثاني عشر نقلت عظامه الى القسطنطينية . وسيظل ذكره خالداً كأحد أعلام الفلسفة الدينية وكأحد مشاهير الكتاب ، والشعراء الدينيين المبرزين . ويجمع المؤرخون أنه كان من أشهر أهل زمانه في أخلاقه وسعة اطلاعه ، وقد اعتبرته الكنيستين اليونانية واللاتينية من قديسيها.
ومن ترانيمه الخالدة الترنيمة التالية : " المسيح قام من بين الاموات  وداس الموت بالموت ، ووهب الحياة للذين في القبور" . لقد نظم كلمات هذه الترنيمة يوحنا الدمشقي وهو في دير القديس سابا بالقرب من أورشليم في العصر الأموي.
وقد رسم الدمشقي صورة لنفسه إذ قال : إن النفس تحتاج إلى معلم فلنقصد اذا المعلم المنزَّه عن الضلال - المسيح الذي هو الحكمة والحقيقة بالذات والمكنون فيه كل كنوز الحكمة والعلم . ولنسمع لصوته بواسطة الكتاب المقدس. فإن النفس التي تقرع بنشاط وثبات باب روضة الكتاب المقدس الغنَّاء تكون كالشجر المغروس على مجاري المياه فتؤتي دائماً ثمر الايمان القويم وورق فضائلها لا يذبل ابداً ، وتفوز باجنحة حمامة مذهبة تطير بها الى معرفة الابن الوحيد فيقودها الى ابي الانوار.
اسئلة
(١) متى عاش يوحنا الدمشقي ؟ بماذا لقب ؟
(۲) ماذا عمل يوحنا بعد أن ترك وظيفته في الدولة الأموية؟
(۳) ما هي أهم مؤلفاته ؟ وما هو الأثر الذي تركه للكنيسة في فن الترنيم ؟
(٤) این صرف يوحنا معظم حياته ؟
(ه) بماذا يتذكر العالم يوحنا الدمشقي ؟
- عدد الزيارات: 7