يا خادم الإنجيل: احفظ الدواء الذي في صيدليتك
صيدلية خادم الإنجيل الأمين هي الكتاب المقدس، والكتاب المقدس فيه الدواء لكل حالة يمر بها المؤمنون... والمؤمنون في رحلة حياتهم يمرون في حالات تستدعي تقديم الدواء المناسب لكل حالة. وحديثي في هذه الرسالة يتلخّص في كلمتين:
الكلمة الأولى: الحالات المتنوّعة التي يمرّ بها المؤمنون
المؤمنون يمرون بهذه الحالات: حالة الخوف، وحالة القلق، وحالة الاكتئاب، وحالة الحيرة، وحالة الفشل، وحالة الضغوط الاجتماعية، وحالة الإجهاد، وحالة الغضب، وحالة الطريق المسدود، وحالة مواجهة العواصف، وحالة مصارعة قوات الظلام، وحالة مواجهة الظروف التي تتطلّب قرارات، وحالة السلوك في ظلمات، وحالة الحزن الشديد بسبب فقدان عزيز، وحالة الشعور بالغيرة بسبب نجاح الأشرار، وحالة الوقوع في تجارب متنوّعة، وحالة الزلل والوقوع في الخطية.
وهناك حالات أخرى كحالة الشعور بالوحدة، وحالة رثاء النفس، وحالة تعاطي المسكرات والمخدرات، وحالة السقوط في مشاهدة صور الدعارة على الانترنت، وحالة خيانة الأصدقاء، وحالة الارتداد!
يا خادم الإنجيل، في كنيستك كل هؤلاء أو بعض هؤلاء، ولعلك أنت تمرّ بحالة من هذه الحالات!! وهذا يأتي بنا إلى
الكلمة الثانية: الدواء الموجود في صيدليتك
هل من دواء لكل حالة من هذه الحالات؟
يجيبنا إرميا النبي بكلماته: "وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي"
(إرميا 16:15).
نبدأ بدواء حالة الخوف
ونجد أن الكتاب المقدس يذكر 366 آية تبدأ بكلمة "لا تخف"، وهذا يعني آية لكل يوم من أيام السنة حتى من أيام السنة الكبيسة. ففي سفر إشعياء يقول الرب لشعبه: "لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي. إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ" (1:43-2).
وعندما جاء المسيح لتلاميذه وهم في السفينة، والسفينة في وسط البحر معذبة من الأمواج "فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ قِائِلاً: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا»" (متى 26:14-27).
يا خادم الإنجيل، ابحث عن الآيات التي تعالج الخوف في صيدليتك، وقدّمها للخائفين من رعيتك.
والآن إلى الدواء الذي يعالج القلق
وما أكثر مرضى القلق!! وللقلق العديد من الأسباب، وقد قدّم الرب يسوع المسيح العلاج للقلق بكلماته التي قالها بعد أن اعطاهم مثل الغني الغبي: "وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «مِنْ أَجْلِ هذَا أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ، وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ. اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ. تَأَمَّلُوا الْغِرْبَانَ: أَنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ، وَلَيْسَ لَهَا مَخْدَعٌ وَلاَ مَخْزَنٌ، وَاللهُ يُقِيتُهَا. كَمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُورِ! وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟ فَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَقْدِرُونَ وَلاَ عَلَى الأَصْغَرِ، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالْبَوَاقِي؟ تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو: لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ، وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ الْعُشْبُ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ فِي الْحَقْلِ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟ فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا، فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا أُمَمُ الْعَالَمِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ. بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (لوقا 22:12-30).
والآن، إلى الدواء الذي يعالج حالة الارتداد والسقوط في الخطية
يقدم هوشع النبي علاج الارتداد والسقوط في الخطية بكلماته: "اِرْجِعْ... إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ، لأَنَّكَ قَدْ تَعَثَّرْتَ بِإِثْمِكَ. خُذُوا مَعَكُمْ كَلاَمًا وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ. قُولُوا لَهُ: ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ...".
(هوشع 1:14-2)
ويردّ الرب قائلاً للمرتدين الراجعين إليه قائلاً:
"أَنَا أَشْفِي ارْتِدَادَهُمْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلاً، لأَنَّ غَضَبِي قَدِ ارْتَدَّ عَنْهُ. أَكُونُ... كَالنَّدَى. يُزْهِرُ كَالسَّوْسَنِ... وَيَكُونُ بَهَاؤُهُ كَالزَّيْتُونَةِ... يَقُولُ... مَا لِي أَيْضًا وَلِلأَصْنَامِ؟" (هوشع 4:14-8).
علاج الارتداد هو التوبة الحقيقية... وتحطيم الأصنام التي أخذت مكان الرب، والعودة إلى الرب بكل القلب.
والآن إلى الدواء الذي يعالج حالة الغيرة من نجاح الأشرار
اجتاز آساف حالة الغيرة من نجاح الأشرار، فقال:
"إِنَّمَا صَالِحٌ اللهُ لإِسْرَائِيلَ، لأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ. أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ. لَوْلاَ قَلِيلٌ لَزَلِقَتْ خَطَوَاتِي. لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ" (مزمور 1:73-3).
وفي غيرة آساف من نجاح الأشرار، قرر في قلبه أن لا يتحدث عن غيرته للشباب لئلا يعثرهم: "لَوْ قُلْتُ أُحَدِّثُ هكَذَا، لَغَدَرْتُ بِجِيلِ بَنِيكَ" (مزمور 15:73).
واستمرّ آساف في أزمته الروحية حتى وجد العلاج، ووصف العلاج بكلماته:
"حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ، وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ. حَقًّا فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ. أَسْقَطْتَهُمْ إِلَى الْبَوَارِ. كَيْفَ صَارُوا لِلْخَرَابِ بَغْتَةً! اضْمَحَلُّوا، فَنُوا مِنَ الدَّوَاهِي" (مزمور 17:73-19).
لقد وجد آساف العلاج داخل مقادس الله، حين رأى نهاية الأشرار.
هناك دواء في صيدليتك لكل حالة من الحالات التي ذكرتها في هذه الرسالة، فافتح كتابك المقدس وادرسه باهتمام، واحفظ آياته الثمينة، فستجد فيها الدواء الذي تقدمه لرعيتك.
وليبارك الرب خدمتك.
مقتبس من مجلة صوت الكرازة بالإنجيل
- عدد الزيارات: 8615