Skip to main content

المقدمة

ظهرت منذ أوائل القرن العشرين عدة نظريات حياتية تدّعي بأنها اكتشفت الحلول النهائية للمشكلات التي تقضّ مضجع البشرية منذ فجر التاريخ. ومجمل هذه النظريات كانت مبنية على فلسفة مادية منكرة لله ولعالم ما فوق الطبيعة.

يمكننا القول, وقد وصلنا إلى السنوات الأخيرة من هذا القرن, بأن جميع هذه الإيديولوجيات الإلحادية قد فشلت بعد أن كانت قد بهرت أنظار الملايين من الناس والتي كانت قد وعدتهم بالمجيء بفردوس أرضي مجيد. لا نجاح ولا فلاح في دنيانا هذه إلاّ بالعودة إلى الله خالقنا والمعتني بنا والذي صار مخلّصنا في المسيح يسوع.

وإذ نقدّم إلى القرّاء هذه المواضيع الحيوية المبنية على رسالة بولس الرسول إلى أهل الإيمان في أفسس, ارتأينا بأن نصدر هذا الكتاب تحت عنوان: رسالة من السجن لأن بولس أملى رسالته في سجن روماني كان قد زجّ فيه نظراً لأمانته لربّه وفاديه يسوع المسيح ولمناداته بخير الإنجيل المفرح.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الرسالة كبقية رسائل العهد الجديد تبدأ بالقسم العقائدي الذي يعلّمنا بأن الله هو الذي يأخذ بيد المبادرة ويأتي إلى مساعدة الإنسان الساقط في حمأة الخطية والشرّ. فحتى قبل الخليقة كان الله قد أعدّ برنامجه الخلاصي العظيم الذي تحقق بقدوم المسيح إلى العالم وولادته من العذراء مريم وموته على الصليب وقيامته من بين الأموات. والإيمان بالمسيح كمخلّص وربّ ليس أقل من اختبار قيامة روحية جبّارة تؤثر على سائر نواحي الحياة. وبعد تفسير الرسول لفحوى الإيمان المسيحي انتقل إلى الكلام عن أهمية تطبيق هذا المعتقد في الحياة الفردية والاجتماعية. وأنهى بولس رسالته بالكلام عن وجوب التسلّح بجميع الأسلحة الروحية التي يمدّنا بها الله للانتصار على الشيطان, عدوّنا اللدود.

وإذ نرسل هذا الكتاب إلى قرائنا الأعزاء نرفع دعاءنا إلى الله لكي يبارككم ويساعدكم على النمو في الإيمان لمجد اسمه القدوس ولخير جميع أقراننا بني البشر.

القس بسام مدني

27 تموز /يوليو/ 1993

  • عدد الزيارات: 4479